<
p style=”text-align: justify”>تتصاعد الأحداث في مخيم جنين، على ضوء استمرار الحملة الأمنية التي شرعت بها الأجهزة الأمنية في مدينة جنين والتي دخلت أسبوعها الثالث، وذلك مع استمرار سقوط الضحايا من المواطنين وعناصر كتيبة جنين والأجهزة الأمنية.
وتصاعدت الأوضاع اليوم الأحد مع تجدد الاشتباكات المسلحة في المخيم، والتي راح ضحيتها أحد عناصر الأجهزة الأمنية، وأصيب عنصرين آخرين.
ولليوم 18 على التوالي، تفرض أجهزة أمن السلطة حصارًا خانقًا على مخيم جنين، حيث يعاني السكان من انقطاع الكهرباء والمياه بعد استهداف مولد الكهرباء وخزانات المياه من قبل الأجهزة الأمنية، وفق شهادات الأهالي.
وأدت العملية الأمنية إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل والقيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة، الذي أكدت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن اغتياله تم بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، ليرتفع عدد الشهداء برصاص السلطة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 13 شهيدًا بين مقاومين وأطفال ومشاركين في مظاهرات مساندة لغزة.
ومنذ بدء العملية العسكرية، تداعت القوى والفصائل والأحزاب، ومؤسسات وشخصيات وهيئات وطنية ومدنية واهلية، لمحاصرة الأحداث واحتوائها، لكنها فشلت جميعها في احتواء الاحداث، كما تعرضت الوفود الوطنية التي زارت المخيم خلال الفترة الماضية لقمع من عناصر الأجهزة الأمنية، والتي كان أخرها يوم أمس السبت، عقب تنظيم المؤتمر الشعبي – 14 مليون زيارة للمخيم، مع شخصيات وطنية وسياسية.
<
p style=”text-align: center”>
كما وتشهد مدينة جنين ومخيمها إضرابًا شاملًا لليوم التاسع على التوالي، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها وتحولت المدارس إلى التعليم الإلكتروني. جاء الإضراب استجابة لدعوة كتيبة جنين التي طالبت بالنفير العام ودعت أهالي القرى المجاورة للمخيم للتوجه إليه لفك الحصار.
واستخدمت أجهزة أمن السلطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين أكثر من مرة خلال مظاهرات انطلقوا بها دعمًا للمقاومة في المخيم.
يأتي الحصار والعملية الأمنية في سياق خطة أشرف عليها المنسق الأمني الأميركي الجنرال مايك فينزل، وبمشاركة إقليمية من دول عربية مثل السعودية ومصر والأردن. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة من السلطة الفلسطينية لتقديم أوراق اعتمادها للإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترامب.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن الغضب الشعبي تجاه أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية مرتفع للغاية، وتعمل هذه الأجهزة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، مما يحد من قدرتها على التدخل لوقف عنف المستوطنين أو الغارات العسكرية القاتلة، وأشارت إلى أن العديد من الفلسطينيين يرون أن أجهزة أمن السلطة تعمل لصالح “إسرائيل”، وتُستخدم كأداة للرئيس محمود عباس في قمع المعارضة الداخلية وتعزيز الفساد.
وأوضحت أن أجهزة أمن السلطة تعتبر من بين آخر الخيوط التي تربط اتفاقات أوسلو، الموقعة في تسعينيات القرن الماضي لإنشاء دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس. لكن مع مرور العقود، وسّعت “إسرائيل” سيطرتها على الضفة الغربية، مما أدى إلى تآكل اختصاص السلطة الفلسطينية.
المقاومة في جنين تعلن برنامجًا احتجاجيًا لكسر الحصار ورفض عملية السلطة
وأصدر قادة المقاومة في مخيم جنين بيانًا عبروا فيه عن إدانتهم الشديدة للحملة الأمنية التي تشنها السلطة الفلسطينية على المخيم وأهله، واصفين إياها بـ”الهمجية الأمنية” التي تستهدف الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وأكد البيان أن هذه الحملة، التي تزامنت مع تصاعد الضغوط على سكان المخيم، لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي، مشددين على أن المقاومة ستظل صامدة في وجه كافة المحاولات لنزع سلاحها أو تقويض دورها.
وأوضح البيان أن الحملة الأمنية تضمنت ممارسات وصفها بالقمعية وغير الإنسانية، من بينها إطلاق النار على منازل المدنيين واستخدام السكان كدروع بشرية، بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية للمخيم، مثل خزانات المياه ومحولات الكهرباء، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان.
كما أشار إلى اقتحام مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان، وطرد المرضى منه، واستخدام أسطح المستشفى لإطلاق النار على المدنيين، الأمر الذي أثار استياءً واسعًا بين أهالي المخيم.
وتطرق قادة المقاومة في بيانهم إلى الوضع الإنساني المتدهور داخل المخيم، حيث يعاني السكان من نقص في الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم، والرعاية الصحية، وإزالة النفايات، مما حول المخيم إلى بيئة غير قابلة للعيش. كما نددوا باستخدام الغاز المسيل للدموع في المساجد لمنع الصلاة، وفض المظاهرات السلمية التي طالبت بإنهاء الفتنة بالتهديد والقوة.
ودعا البيان الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الوقوف بجانب أهالي المخيم ومقاتليه، مطالبًا بوحدة الصف في مواجهة هذه الحملة التي تهدف إلى فتح المجال أمام جيش الاحتلال للتحرك بحرية داخل جنين دون مقاومة.
وأكد أن المقاومة في جنين تحملت مسؤوليتها التاريخية بالدفاع عن الضفة الغربية وحرائر القدس، وقدمت العديد من الشهداء والعمليات النوعية في مواجهة الاحتلال.
وفي ختام البيان، أعلن قادة المقاومة برنامجًا تصعيديًا من الفعاليات الاحتجاجية السلمية للتعبير عن رفض الحملة الأمنية والدعوة إلى إنهاء الحصار المفروض على المخيم:
الإثنين 23 ديسمبر 2024: إضراب شامل لجميع مناحي الحياة في الضفة الغربية لوأد نار الفتنة
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024: إعادة فتح المحلات التجارية وعودة الحياة إلى طبيعتها.
الأربعاء 25 ديسمبر 2024: تجمع جماهيري في جميع محافظات الوطن و مسيرات حاشده بعد صلاة الظهر للمطالبة بحق أطفالنا و أبناء مخيم جنين بالمعيشة وانسحاب السلطة من مخيم جنين :
الخميس 26 ديسمبر 2024: إطفاء الأنوار في المنازل بشكل كامل الساعة 7:10 مساءً كرسالة احتجاج على حرمان المخيم من الكهرباء لمدة تقارب 20 يومًا.
وفي حال استمرار الحصار، دعا قادة المقاومة أهالي الضفة الغربية إلى السفر نحو مخيم جنين وتنظيم مسيرات سلمية لكسر الحصار المفروض.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-12-22 15:51:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>