وأعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنه جاء “رفضًا لجريمة (إسرائيل) في الإبادة الجماعية” بحق سكان غزة.
وتُعد هذه الضربة، على ما يبدو، المرة الأولى التي يتمكن فيها الحوثيون من استهداف مطار دولي داخل إسرائيل بنجاح.
نظام الدفاع الجوي بعيد المدى آرو-3
وقال المتحدث باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان: “فشلت المنظومات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الذي استهدف مطار بن غوريون”، مضيفًا أن المطار استُهدف بـ”صاروخ باليستي فرط صوتي”.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، برد قاسٍ، قائلًا: “سنضرب من يهاجمنا سبعة أضعاف”.
ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية اجتماعًا بعد ظهر الأحد لمناقشة الحادث، بحسب ما أفاد به مسؤول إسرائيلي.
ويُعد الحادث خرقًا أمنيًا كبيرًا لأحد أكثر المواقع تحصينًا في البلاد، ومن المرجح أن يُثير تساؤلات بشأن قدرة إسرائيل على التصدي لمثل هذه التهديدات رغم امتلاكها منظومة دفاع صاروخي متقدمة.
كما تم تعليق حركة القطارات من وإلى المطار، وطلبت الشرطة من المواطنين عدم التوجه إلى المنطقة.
وأظهرت الصور من موقع الحادث حطامًا ناتجًا عن تأثير الصاروخ متناثرًا على الطريق المؤدية إلى المبنى الرئيسي للمطار. وظهر في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة ارتطام الصاروخ بالمطار وتصاعد سحابة من الدخان الأسود من موقع الانفجار.
يجب أخذ هذا التهديد على محمل الجد
وقال أمير بار شالوم، محلل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الصاروخ أظهر دقة كبيرة وقدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأضاف في تصريح لشبكة CNN: “كانوا دقيقين للغاية، وإذا كنت تطلق من مسافة 2000 كيلومتر وتصل بهذه الدقة، فهذا مثير للإعجاب. ويجب أن نأخذ هذا التهديد على محمل الجد. علينا أن نتحقق مما إذا كان الخطأ منا أم أننا نواجه نوعًا جديدًا من التهديد”.
وأشار إلى أن إيران تطور صواريخ بعيدة المدى قادرة على المناورة لتفادي الدفاعات الجوية، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التقنيات المتقدمة قد وصلت إلى الحوثيين. وأضاف أن الجيش سيحلل جميع جوانب فشل محاولات الاعتراض، بما في ذلك وقت اكتشاف أجهزة الاستشعار للمقذوف، وأي الأنظمة التي تعرّفت عليه، ومدى اقتراب الصواريخ الاعتراضية منه.
وقال: “هناك العديد من العوامل التي قد تكون ذات صلة بالنتيجة ويجب تحليلها”.
وقد أشادت حركة حماس الفلسطينية بالهجوم، ووصفت اليمن بأنه “توأم فلسطين، وهو مستمر في تحدي أقسى قوى القمع، ويرفض الاستسلام أو الهزيمة رغم ما يواجهه من عدوان”.
ويُعد هجوم الأحد ثالث يوم على التوالي يُطلق فيه الحوثيون صواريخ باتجاه إسرائيل، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وتدّعي جماعة الحوثي أن صواريخها الفرط صوتية تمتلك تقنيات شبحية، ويصل مداها إلى 2,150 كيلومترًا، وتتمتع بقدرة عالية على المناورة وسرعة تصل إلى 16 ماخ.
صاروخ فرط صوتي إيراني الصنع من طراز “فتاح”
منذ أن بدأت إسرائيل حربها مع حماس في غزة في أكتوبر 2023، تعرضت لهجمات صاروخية من حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، الذين يقولون أن ضرباتهم تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين. وقد تم اعتراض معظم هذه المقذوفات من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
لكن في ديسمبر، أصاب صاروخ حوثي العاصمة الإسرائيلية، تل أبيب، بعد فشل عملية اعتراضه، مما أسفر عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص. وصرّح الحوثيون بأنهم أطلقوا صاروخًا باليستيًا فرط صوتي يحمل اسم “فلسطين 2” باتجاه هدف عسكري إسرائيلي في منطقة يافا. وفي يوليو، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم بطائرة مسيرة مميتة في تل أبيب – وهو أول هجوم من نوعه تنفذه الجماعة ضد المدينة.
وقد نفذت إسرائيل عدة ضربات ضد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك استهداف محطة كهرباء وموانئ بحرية في يناير.
غير أن الجيش الأمريكي هو من قام بالحصة الأكبر من الضربات مؤخرًا، مستهدفًا مواقع للحوثيين في اليمن، في محاولة لإضعاف الجماعة، التي تسببت هجماتها على الشحن في البحر الأحمر في تعطيل كبير للتجارة العالمية.
وتهدف هذه الحملة أيضًا إلى وقف الهجمات التي تستهدف إسرائيل، إلى جانب السفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية العاملة في الشرق الأوسط. وفي أوائل الشهر الماضي، وصلت تكلفة الجهود الأمريكية إلى قرابة مليار دولار في غضون ثلاثة أسابيع فقط، شملت نشر قاذفات الشبح B-2 واستخدام ذخائر متطورة بمئات الملايين من الدولارات.
لكن هذه الحملة فشلت إلى حد كبير في تعطيل قدرة الحوثيين على إطلاق صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل. فرغم أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة تعترض هذه الصواريخ بشكل روتيني، فإن بعضًا منها تمكن من اختراق الدفاعات.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-04 18:00:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل