موقع الدفاع العربي – 24 يونيو 2025: أعلنت السلطات الدفاعية الأوكرانية عن تحديد بقايا طائرة مسيّرة هجومية من طراز “شاهد-136” مطورة حديثًا، وذلك عقب هجوم روسي ليلي، كاشفةً عن ذخيرة جوالة مصنّعة في إيران ومدعّمة بقدرات استهداف حراري وتقنيات ملاحة متقدمة.

ووفقًا لمصادر أوكرانية، كشف حطام الطائرة المُستعاد استخدام نسخة جديدة من سلسلة “شاهد-136” تحمل التسمية “MS”، وتحتوي على نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية مدعوم بأربعة هوائيات من نوع CRPA (هوائيات نمط الإشعاع المُتحكم به)، بالإضافة إلى وحدة استهداف حرارية مدمجة.

وتتضمن هذه النسخة من المسيّرة أيضًا كاميرا مرئية متصلة بوحدة Nvidia Jetson، ما يتيح لها القدرة على التعرف البصري على الأهداف واكتسابها ذاتيًا أثناء الطيران.

وتظل مكونات المحرك والرأس الحربي والأنظمة الأساسية الأخرى مماثلة لتلك الموجودة في الطرازات السابقة من “شاهد” التي تستخدمها القوات الروسية بكثافة في هجماتها على البنية التحتية والمواقع الدفاعية الأوكرانية. غير أن التكوين التوجيهي الجديد يشير إلى تحوّل في أولويات التصميم الإيرانية نحو قدرات توجيه ذاتي دقيقة في المرحلة النهائية من الرحلة.

وتُمكن تقنية الرؤية الحاسوبية المدمجة ضمن الطائرة المسيّرة من التعرف على توقيعات حرارية أو أشكال محددة في ساحة المعركة والتوجه نحوها دون الاعتماد الحصري على إشارات الـGPS، بينما تعزز هوائيات الـCRPA مقاومة الطائرة للتشويش، وهو ما شكّل نقطة ضعف رئيسية في النماذج السابقة.

ويبدو أن نسخة “شاهد-136 MS” تمثل تطورًا في عائلة الطائرات الانتحارية الإيرانية بعيدة المدى، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا من الحملة الجوية الروسية ضد أوكرانيا. ويثير تمكّن هذا الطراز الجديد من التنقل بكفاءة أكبر في بيئات الحرب الإلكترونية وإصابته للأهداف بدقة أعلى، قلقًا متزايدًا بشأن تأثيره المحتمل في ساحة المعركة.

ويقدّر خبراء عسكريون في كييف أن إيران قد تكون زودت روسيا بهذه الطائرات المطورة الجاهزة للاستخدام مقابل حصولها على أنظمة سلاح روسية متقدمة، في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها طهران على الصعيد الإقليمي، لا سيما وسط تصاعد التوتر مع إسرائيل.

ولا تزال توقيتات تسليم هذه الطائرات غير واضحة، إلا أن الاستخبارات الأوكرانية تعتقد أنها أُدخلت مؤخرًا إلى الخدمة وتم استخدامها ميدانيًا دون إجراء اختبارات سابقة داخل الأراضي الروسية.

ويُعدّ هذا أول استخدام مؤكد لطائرة “شاهد-136” مزودة بوحدة استهداف حراري في القتال، وتشير اللقطات المصورة من موقع الضربة وصور الحطام إلى أن الطائرة كانت موجهة نحو أهداف عالية القيمة أو محصّنة بشدة، حيث تصبح أنظمة التوجيه التقليدية أقل فاعلية تحت ظروف الحرب الإلكترونية.