إسرائيل اليوم: اقوال ترامب ونتنياهو تبعد التطبيع

إسرائيل اليوم 11/2/2025، داني زاكن: اقوال ترامب ونتنياهو تبعد التطبيع
دارج التفكير بان تصريحات سياسيين ورؤساء دول في مناسبات علنية وفي مقابلات صحفية تكون مخططة ومحسوبة بالتفصيل. ليس مؤكدا ان هذا ما حصل في الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة مع الرجلين، الرئيس دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
لدى ترامب قد نكون معتادين على ذلك: فالرجل هو النقيض للدبلوماسية، حتى وان كانت نزعته المباشرة تؤدي الى نتائج مثلما في حالة بنما. وبينما أدى اللقاء الإيجابي مع ترامب بنتنياهو لان يطلق، مشكوك أن يكون في دعابة، قولا عن “دولة فلسطينية في السعودية”، هو الاخر يبدو كزلة لسان. في هذه الحالة، هكذا حسب مصادر سياسية سعودية واماراتية أبعد الرجلان إمكانية الوصول الى تسوية إقليمية شاملة، في اطارها تطبيع واسع مع إسرائيل، اعمال وتنمية اقتصادية للدول العربية الضعيفة ونوع من ثورة في الشرق الأوسط الدامي منذ اكثر من مئة سنة.
لكن قبل أسبوعين، وعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مكالمة هاتفية مع ترامب بزيادة حجم التجارة والاستثمارات مع الويات المتحدة بمبلغ هائل من 600 مليار دولار. التوقعات في الرياض هي لتحقيق الاتفاق الأمني، لمعالجة مشكلة النووي الإيراني وكذا لدور الصدارة للسعودية في الصفقة الكبرى، التسوية الإقليمية التي ستثبتها كالدولة العربية المتصدرة. وبالتالي، فان المفاجأة من تصريحات ترامب كانت كبيرة: أولا، بان السعودية لا تشترط التطبيع مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، وثانيا، عن الحاجة لاخلاء غزة من سكانها لغرض اعمارها دون ضمان عودتهم.
من ناحية السعوديين، التصريح الأول اشكالي اكثر بكثير وشهدت على ذلك السرعة التي جاء عليها ردها: بعد مرور نحو ساعة من اطلاق ترامب بتصريحه في البيت الأبيض. الرد كان قاطعا لا لبس فيه: السعودية لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل دون أن تقام دولة فلسطينية. مصدر سعودي يقول لـ “إسرائيل اليوم” ان التصريح وضع ابن سلمان في وضع حساس امام الشركاء العرب وهدد بالمس بالموقع المتصدر للسعودية. “لا افهم كيف ان أحدا من مستشاري ترامب لم يحذره من ذلك وبالتأكيد حين تلقى هذا القدر الكبير من التأييد من ولي العهد بعد إعادة انتخابه”، يقول المصدر.
المكانة السعودية ملزمة
السعودية، اذا ما قلنا هذا برقة، لا تحب السلطة الفلسطينية وتريد تغييرات واسعة فيها قبل أن تحصل على مكانة سلطوية ما في القطاع وقبل أن تتقدم في المفاوضات مع إسرائيل. كانت مستعدة لان تقبل قولا إسرائيليا عن استئناف المفاوضات عن حل النزاع وافق محدد، وحسب مصادر أمريكية، بدون تعهد حقيقي لاقامة دولة. تصريح ترامب صلب لديها المواقف تجاه الخارج على الأقل وكنتيجة لذلك ابعد التسوية الكبرى.
ان التعمق في البيانات الرسمية للسعودية وفي المقابلات التي منحها تركي الفيصل، الذي كان رئيس وكالة الاستخبارات السعودية والسفير السعودي السابق في الولايات المتحدة يظهر تصلبا في الخطاب سواء تجاه الولايات المتحدة ام تجاه إسرائيل، لكن مع إبقاء الباب مفتوحا.
ويشرح مصدر اماراتي بانه لم يكن لقادة دول الخليج التي تتصدر الخطوات السياسية، السعودية والامارات، أي بديل غير اصدار تصريحات متصلبة اكثر مما في الماضي كي تنقل الى ترامب ونتنياهو بانها لن تأتي الى الصفقة دون أن تحصل على حلول للمسألة الفلسطينية، حتى لو كان واضحا بان الخطوة تبعد الصفقة الكبرى. “وانا اضيف: التصريحات جاءت كي تبقي شرعيتها واساسا شرعية السعودية في العالم العربي”، يقول المصدر السعودي. “مكانة السعودية في العالم العربي هي التي تسمح بخطوات بعيدة الأثر، واذا ما تضررت نعود الى مؤتمر المنامة والى خطة القرن التي تتحقق”.
“لا يساعد على إيجاد حل”
وكان أيضا تصريح نتنياهو في الحديث مع يعقوب بردوغو. فقد قال الصحفي بالخطأ “دولة سعودية” ونتنياهو أصلحه: “دولة فلسطينية – الا اذا كنت تريد ان تكون الدولة الفلسطينية في السعودية. توجد لهم مساحات واسعة الكثير جدا من المساحات”. في السعودية وفي باقي الدول العربية لم يقبلوا النكتة. “نتنياهو فقد هنا الكثير من الحظوة ويحتاج الى أن يرممها اذا كان يريد أن يتقدم الى التطبيع”، قال المصدر السعودي. يحتمل أن يكون نتنياهو زاغ بصره قليلا من نجاح الزيارة وتصريحات ترامب. لاجل القيام بالخطوات التالية، بعيدة الأثر الولايات المتحدة وحدها لن تكفي.
في نهاية الشهر ستعقد في القاهرة القمة العربية، المكان الذي تتطرف فيه الاقوال بشكل عام وستخصص للنقد والى رص الصفوف ضد اقوال ترامب بشأن الغزيين. في هذه الاثناء نحن نتقدم الى نهاية المرحلة الأولى في صفقة تحرير المخطوفين وفي اطار ذلك أيضا المباحثات على ما سيأتي – او للدقة: النهاية – للحرب.
المصدران، السعودي والاماراتي، يقولان ان تصريحات ترامب باقل قدر لا تساعد على إيجاد حل لا يتضمن استئناف المعارك، لكنهما يعترفان بان في كل حال بسبب رفض قيادة حماس الخروج من القطاع، مثل هذه الخطوة تبدو ضرورية. “عندنا يفهمون تماما الطلب الإسرائيلي لشطب حكم حماس ولتجريد القطاع، وواضح انه لا يمكن لاي قوات ان تدخل الى القطاع دون أن تكون حماس لم تعد جهة ذات مغزى”، يقول المصدر الاماراتي. “لكن حماس تلقت الان اسنادا وان كان غير مباشر من الدول العربية”.
يوم الاحد قال ترامب ان صبره على تحرير كل المخطوفين ينفد، في ضوء حالة الثلاثة الذين تحرروا يوم السبت. فهل يخفي خطوة ما محطمة للتعادل؟ يحتمل ان تكون مثل هذه الخطوة تتضمن اسنادا أمريكيا لوقف ادخال الشاحنات وحاويات المساعدات في نهاية المرحلة الأولى. الهدف: ممارسة ضغط حقيقي على حماس لتحرير المخطوفين المتبقين. اسناد كهذا سيعطي في كل حال لاستئناف الاعمال العسكرية القوية في القطاع اذا ما وعندما تعلق المفاوضات. الصيغة المنقذة لتحرير كل المخطوفين الى جانب تقويض حماس لم توجد بعد.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-11 16:23:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>