إسرائيل اليوم: شرق أوسط جديد 2

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "إسرائيل اليوم: شرق أوسط جديد 2" بالتفصيل.
إسرائيل اليوم 18/5/2025، ايال زيسر: شرق أوسط جديد 2
الحوثيون لم يتلقوا دعوة الى الاستقبال الاحتفالي الذي اجري على شرف زيارة الرئيس ترامب الى السعودية وقطر، لكنهم تكبدوا عناء تذكير الجميع، وبالتأكيد إسرائيل بان ترامب لعله أعلن بانهم تلقوا ضربة قاسية واضطروا لان يرفعوا علما أبيض، لكن إعلانات النصر في جهة والواقع على الأرض في جهة أخرى: اطلاق ثلاثة صواريخ في يوم واحد باتجاهنا بينما يحتفل ترامب ورفاقه في الخليل.
ترامب منح الحوثيين حبل نجاة، مقابل وعد الا يهاجموا سفينا أمريكية تبحر امام شواطيء اليمن. ولعله بذلك اشترى هدوء لنفسه – لكن هذا هدوء مؤقت لا يساوي المؤتمر الصحفي الفرح الذي عقده وبالتأكيد لن يحل النزاع الدامي في اليمن؛ نزاع يخلق تهديدا ليس فقط على إسرائيل بل قبل كل شيء على السعودية المجاورة. الحوثيون يمكن ويجب هزيمتهم كما هزم داعش في حينه وان كان هذا في ظل رئيس امريكي آخر هو براك أوباما.
ليس فقط في اليمن كانت الولايات المتحدة هي اول من تراجع – بل وأيضا حيال ايران: طهران توجد اليوم امام انهيار اقتصادي، وآيات الله يخشون من أنهم اذا ما واصلوا السير في مسار المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل – فان حكمهم سيكون مهددا بشكل لم يشهدوه منذ صعودهم الى الحكم. إحساس الضائقة والتخوف الذي تبثه ايران حقيقي، لكن بدلا من الضرب بكل القوة لنظام الشر في ساعته الصعبة – نظام مصمم على ان يواصل نشر الإرهاب والعنف في المنطقة بل وان يطور النووي في هذه الجبهة أيضا اختار الامريكيون طريق الحوار والمصالحة. قد تنتج هذه السياسة اتفاقا يضمن هدوء للاشهر والسنوات القادمة، لكنه سيبقي النووي الإيراني كقنبلة موقوتة على عتبة الشرق الأوسط كله.
الحوثيون والايرانيون، لم يكونوا في الرياض وفي قطر – ولا إسرائيل أيضا، بالمناسبة – لكن من دعي كضيف شرف كان الرئيس السوري احمد الشرع (أبو محمد الجولاني). بناء على طلب صديقيه الطيبين ابن سلمان واردوغان، هجر ترامب القاعدة الأساس التي تدعو الى “احترمه وشك فيه”، وبدلا هذا نهج “نسمع ونطيع”: بداية نرفع العقوبات ونساعد الشرع، نشيط القاعدة وداعش في ماضيه، على تثبيت حكمه – وبعد ذلك نأمل خيرا.
لكن بعد كل هذا، من المهم أن نذكر ان الشرق الأوسط لم يغير وجهه حقا – للخير وللشر – في ظل الزيارة الرئاسية اليه وفي اعقابها. وهكذا، فان ضجيج الاحتفالات سينتهي، وترامب سيعود الى واشنطن وكلنا سنبقى في منطقة توجد فيها تهديدات ومخاطر لم تنقضي لكن أيضا نافذة فرص لمستقبل افضل.
صحيح أن إسرائيل لم تكن حاضرة في الرياض وفي الدوحة، بل وكادت لا تذكر في خطابات الترحيب، لكن السطر الأخير من كل ما حدث في الخليج في الأسبوع الماضي هو ان اتفاقات إبراهيم ليس فقط بقيت المباراة الوحيدة في المدينة بل وأيضا الطريق الأفضل – وفي واقع الامر الوحيد – لضمان استقرار الامن في المنطقة.
مدهش أن نكتشف بانه بعد نحو عشرين شهرا من 7 أكتوبر، بقيت عموم الدول العربية ملتزمة بهذه الاتفاقات وبدفعها الى الامام، والتغيير الوحيد الذي طرأ هو أنه الى القائمة الطويلة ممن صنعوا حتى الان السلام مع إسرائيل، او ينتظرون دورهم، اضيف لبنان وسوريا أيضا.
حكام العرب يريدون اتفاقات إبراهيم ليس بالذات من اجل إسرائيل او من اجل ترامب، بل بسبب رغبتهم في أن يضمنوا مستقبلا افضل واكثر امانا لهم. وهذا يمكن تحقيقه ليس فقط من خلال الاعتماد على المزاج المتغير لهذا الرئيس الأمريكي او ذاك بل أيضا من خلال منظومة إقليمية تؤسس وتقيم ترتيباتها الأمنية التي يحتاجونها.
الكرة توجد في الملعب الأمريكي، لكن أيضا في الملعب الإسرائيلي، وما نحتاجه هو أن نفهم بان الحرب في غزة هي قصة الماضي وان المستقبل يوجد في فك الارتباط عنها وفي السير الى الامام، نحو اليوم التالي. ينبغي أن نساعد ترامب في هذه الخطوة وبالذات لانه ليس ضد إسرائيل بل هو يريد مصلحتها. وعليه فمن الأفضل ان نكون نحن من نقرر المسار، نصمم اليوم التالي في غزة بشكل يخدم المصالحه الإسرائيلية، ندفع الى الامام بصيغة موسعة ومتطورة من اتفاقات إبراهيم مع العالم العربي المحيط بنا والا ننتظر الاملاء الأمريكي.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-05-18 17:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>
