إسرائيل اليوم: وماذا كان كان جديا

إسرائيل اليوم – يوسي بيلين – 2/5/2025 وماذا كان كان جديا
حسني الزعيم، عسكري من أصل كردي، ولد في دمشق، ومثل شبان عرب آخرين بمن فيهم أنور السادات كان معجبا بهتلر واقام شراكة مع حكومة فيشي التي حكمت سوريا برعاية النازيين في الحرب العالمية الثانية. بعد أن حرر جيش فرنسا الحر، بقيادة الجنرال ديغول سوريا، وبعد أن حصلت هذه على استقلالها، لم تكن للزعيم أي مشكلة في الارتباط بالجيش السوري التقدم بسرعة والحصول على منصب قائد الشرطة، وبعد وقت قصير من ذلك على منصب قائد الجيش.
في 30 اذار 1949 قام بانقلاب عسكري، مدعوم بريح اسناد من وكالة الاستخبارات الامريكية، من بريطانيا ومن فرنسا. في الغداة أعلن عن نفسه رئيسا وفرض حكما عسكريا. من اللحظة التي دخل فيها الى منصبه الجديد روج لفكرة السلام مع إسرائيل، والمهر الذي عرضه على إسرائيل كان استيعاب 300 الف لاجيء فلسطيني في منطقة معدة للتنمية في شمال سوريا.
طلب البحث في ذلك مع بن غوريون. بن غوريون لم يتحمس للفكرة وطرح شروطا مسبقة للقاء (مثل انسحاب سوري من المناطق المجردة التي حدده اتفاق الهدنة). وزير الخارجية موشيه شاريت اقترح اللقاء بنفسه مع الزعيم، لكن الزعيم السوري اصر على بن غوريون. بعد 137 يوما من الحكم، في 14 آب اعدمته ثلة اطلاق نار بأمر من الجنرال الذي حل محله.
هجوم الثوار في سوريا في تشرين الثاني الماضي كان سريعا ومحدودا في عنفه. وفي 8 كانون الأول رفع الى الحكم ا حمد الشرع الذي يسمى أبو محمد الجولاني، الذي يشبه هرتسل بعض الشيء، بعد نحو 50 سنة من حكم سلالة الأسد. يوجد له ماض اشكالي جدا كداع لمنظمات إرهاب إسلامية، ومن اقام هيئة تحرير الشام – تحالف منظمات جهادية. وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن جائزة 10 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى القبض عليه.
منذئذ نجح في أن يسيطر على دمشق وعلى أجزاء أخرى في سوريا وأصبح رئيس الدولة الذي يتحدث بشكل لطيف لاذان الغرب. في كتاب بعث به في الايام الأخيرة الى وزارة الخارجية الامريكية، فان سوريا تتعهد الا تشكل تهديدا عل إسرائيل وتمنع جماعات مسلحة للعمل في سوريا. في حديث مع كوري ميلس، عضو كونغرس جمهوري يعتبر مقربا من الرئيس ترامب، قال له الجولاني انه معني بان ينضم الى اتفاقات إبراهيم. وهو يتوقع من الولايات المتحدة ان ترفع عن سوريا العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها في الماضي، ومساعدة اقتصادية لاعمار بلاده.
نتنياهو، الذي يحرص على تنفيذ القول “احترمه وشُك فيه” وأساسا في قسمه الثاني، يدير سياسة بموجبها واجب البرهان ملقي على الشرع والى أن يثبت خلاف ذلك، فانه مثابة إرهابي في جلد خروف. من هذه الناحية هو يذكر بموقف بن غوريون من حسني الزعيم.
يحتمل أن إسرائيل كانت محق في 1949. ويحتمل أنها محقة اليوم أيضا. لكن من هو مستعد لان يأخذ مخاطر واضحة في سياقات حربية، ملزم بان يعرف كيف يأخذ مخاطر في سياقات السلام أيضا. فلو تحقق اتفاق سلام في 1949، كانت إسرائيل ستعفي نفسها من غير قليل من الدم. معقول الافتراض انه لو كان مثل هذا الاتفاق مثابة حقيقة ناجهزة، فان خلفاء الزعيم أيضا كانوا سيحترمونه (مثلما حصل في مصر، عندما انتخب رجل الاخوان المسلمين والمعارض المتطرف لاتفاق السلام مع إسرائيل، محمد مرسي، رئيسا واحترم معاهدة السلام معنا).
يحتمل أن يكون الشرع يتخفى في زي رجل سلام، واذا وافقت إسرائيل الحديث معه فانها ستتمسك برأيها في أن يكون لسانه وقلبه متساويين – لكن تنكر القدس للرئيس السوري الجديد هي سياسة غير مسؤولة. اذا كان حقا مستعدا لان ينضم الى اتفاقات إبراهيم – فجدير فحص هذا بجدية، قبل أن يصبح مرعيا كاملا لاردوغان، الذي اصبح احد كبار كارهينا. الرئيس ترامب سيرى في مثل هذا الحوار إنجازا شخصيا وعن حق – فيما أنه من ناحيتنا مثل هذه الخطوة ستبعد سوريا أكثر فأكثر عن الارتباط بايران. لا يوجد أي مبرر لعدم فحص الخيار بجدية.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebookمصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-02 16:08:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO