العرب و العالم
إلى مارشال النصر، غيورغي جوكوف!!!!

إلى مارشال النصر، غيورغي جوكوف!!!! سلامٌ عليك، يا من خبأتك الذاكرة في قلبها، وكتبت اسمك على جليد المعارك ودفاتر الانتصار. نخاطبك من زمنٍ خافت النبض، وتعبت فيه القصائد من انتظار بطل، زمنٍ أطفأ وهج البطولة، وأبكى الخرائط، ومزّق حكايات العزة. أما زلت هناك، حيث الثلوج تنصت لهدير الدبابات، وحيث صمت الجنود لا يزال يروي للعالم قصة وطنٍ لا يُهزم؟ تحية النصر عليك، أيها الساكن في ذاكرة المجد، يا من حمل الوطن على كتفيه وسار به بين الثلج والنار حتى أوصله إلى النصر. أخاطبك من زمنٍ ليس ككل الأزمان، زمنٍ ضاق برجاله وأبطاله وقادته؛ زمنٍ نسي كيف يصنع النصر والعزة والكرامة، وكيف تُصان به الأوطان. أيها القائد الراقد في تاريخ المجد!!! كم يحتاج لك هذا العالم الغارق في الحروب، الممزق، المحروق والمشوه، عالمٌ جدرانه ملطخة بدماء الأطفال والأبرياء، عالمٌ أصبح فيه الولاء للوطن خيانة! أين أنت، والحدود تنهار، والمبادئ تُمزق، والحق بات صدىً خافتًا في دهاليز الساسة؟ في غيابك وغياب القادة أمثالك، أصبح النصر خبرًا نادرًا، وأضحى تسليم الأوطان مادة يومية تتناقلها الصحف. حتى الإعلام، لم يعد صوت الحق، بل أصبح تابعًا، مُسيّسًا، مُضللًا. في هذا الزمن، صار البطل هو القاتل والمحتال والبلطجي والخائن. صرنا نعيش في عصر يُشترى فيه الولاء، وتُباع فيه الأوطان على طاولات المفاوضات. في كل بقعة من هذا العالم نزيف دماءٍ زكية، وقفت في وجه الطغيان وقالت “لا”. تحت كل سقف مدمر، وعلى كل أرض محروقة، سيولد بطلٌ مثلك يقود جيشًا من الأحرار. فثمة قادة يعدلون ألف جيش، وهناك ألف جيش بلا قائد. يا جوكوف، يا سليل النصر، نكتب إليك نحن أحرار العالم ومظلوميه، لنخبرك أن النازية والفاشية واللا إنسانية قد أعيد إحياؤها؛ شعوبٌ تُباد، أوطانٌ تُحتل، قادةٌ يُغتالون، ولم يبقَ في الساحة إلا الثعاليك. علّمونا في المدارس أن القادة يسكنون القصور والقلاع، ويلبسون الأوسمة والتيجان. لكن أنت، يا جوكوف، صُغت النصر من الجراح، وصقلته في الخنادق، وتوجته فوق ثلوج المعارك. يا مارشال النصر!!! حين يرحل قائدٌ عظيم، يشعر الأحرار باليُتم، وتسقط جدران الأمان. ما أعظم أن يكون الأمن والنصر والأمل، شخصًا مجسدًا! يا جوكوف!!! لو كنت بيننا اليوم، لكنت في صفوف الأحرار من روسيا إلى فلسطين، ولصرخت بأعلى صوتك “أُورااااا!” كنت ستقف بوجه الطغيان الجديد، وتعلمهم أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وأن الحرية مهرها نهرٌ من الدم، وأن الوطن ملكٌ لأبنائه، وأن ذاكرة التاريخ أقوى من كل الاتفاقيات، وصوت الحضارة أعلى من كل الدول المستحدثة. جوكوف العظيم!! نكتب لك هذه الرسالة ونحن على أبواب عيد النصر، في التاسع من أيار، في الذكرى الثمانين للانتصار على الظلم والفاشية. ما أشبه الأمسُ باليوم… وإن كنت ستقرأ هذه الرسالة، فستظن أن روسيا بلا قائد، لكن كن مطمئنًا، سأحدثك عن فلاديمير بوتين: لقد أعاد لروسيا مجدها، ورسم ملامح عزتها في زمن التحديات الكبرى. رجلٌ آمن بقدسية الأرض التي رواها الشهداء، فكان وفيًا لذاكرتهم، حارسًا لإرثهم الخالد. في خطواته قوة الأجداد، وفي رؤاه حكمة القادة العظام، يمضي ثابتًا، متسلحًا بالعزم، صامدًا أمام كل ريحٍ تعصف بالعالم. رسم لروسيا دورًا لا يغيب، وحمل راية الانتصار فوق ساحات السياسة، كما رفرفت رايات الجنود فوق أنقاض برلين قبل ثمانين عامًا… واليوم، ها هي كورسك تسطر أشرس المعارك. في عيد النصر، يتجدد العهد مع التاريخ، ويقف بوتين شاهدًا وفاعلًا، ليكتب مع شعبه فصول العزة القادمة. تحية إلى روح الأمة، وإلى القائد الذي جعل من التاريخ حاضرًا نابضًا بالعنفوان! ففي كل عصر، هناك دائمًا… جوكوف. ظهرت المقالة إلى مارشال النصر، غيورغي جوكوف!!!! أولاً على تلفزيون برافدا.
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org بتاريخ:2025-05-09 13:55:00 الكاتب:قسم التحرير ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي