الدفاع و الامن
اختراعات عسكرية سرية.. هل تجاوزت الصين أميركا في سباق التسلح؟

قوة الصين العسكرية
وقالت أوريانا سكايلر ماسترو، عالمة سياسية في جامعة ستانفورد أن “ما يثير الانتباه في صعود الصين هو سرعة التحول. فعند النظر إلى السنوات الـ 25 الأخيرة فقط، نجد أن التطورات كانت مذهلة. قبل ربع قرن، لم يكن اقتصاد الصين يتجاوز اقتصاد فرنسا، وكان يمثل نحو 3% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. أما جيشها فكان يعاني من محدودية في القدرات، وبحرية بالكاد تستطيع تجاوز سواحلها”. وقال فاسيلي كاشين، زميل أكاديمية العلوم الروسية: “حتى النصف الثاني من التسعينات، كانت ميزانية الدفاع الصينية حينها متواضعة، لا تتعدى 15 مليار دولار في بعض المراحل”. اليوم، تمتلك الصين أحد أقوى الجيوش في العالم، بفضل زيادات هائلة في الإنفاق العسكري، بلغت نحو 740%، مع تركيز واضح على الكفاءة والتكلفة. صحيح أن الولايات المتحدة ما زالت تنفق على الدفاع ما يفوق الإنفاق الصيني بأربعة أضعاف، لكن اختلاف الأهداف يحدّ من دلالة هذا الفرق. فالولايات المتحدة تسعى لفرض قوتها عالميًا، بينما تركز الصين على بناء قوة إقليمية مركزة وفعالة. رغم امتلاك الولايات المتحدة مئات القواعد العسكرية حول العالم، لا تمتلك الصين سوى قاعدة واحدة. ومع ذلك، فإن بكين تعمل بتركيز شديد على بناء قوتها في جوارها، وهو ما يمنحها ميزة استراتيجية. انشغال الولايات المتحدة بالحروب في الشرق الأوسط، وقضايا مثل أوكرانيا، أعاقها عن مواكبة النمو الصيني السريع، في حين ظلت بكين تركز على البنى التحتية والتطور العسكري، وخاصة عبر مبادرة الحزام والطريق، التي تمثل جوهر السياسة الخارجية للرئيس شي جين بينغ. عسكريًا، سعت الصين إلى بلوغ مستوى الولايات المتحدة عبر إنتاج أسلحة بتكلفة أقل، ولكن بفعالية عالية. ومن أبرز إنجازاتها في هذا المجال تطوير الصواريخ فرط الصوتية، التي يصعب رصدها أو اعتراضها بسبب ارتفاعها المنخفض وسرعتها الهائلة. هذا التطور دفع البعض إلى وصف اللحظة بأنها “لحظة سبوتنك” جديدة. في الوقت الذي لا تزال فيه الولايات المتحدة تسعى لتجهيز أول منظومة من هذا النوع، فإن الصين سبقتها بأشواط. كما تغلق الفجوة بسرعة في القوة البحرية، مدفوعة بتحول استراتيجي أعلن عنه في الورقة البيضاء العسكرية لعام 2015، والتي دعت إلى التخلي عن العقيدة التقليدية المعتمدة على القوة البرية، لصالح قوة بحرية متقدمة. الصين اليوم تبني سفنًا حربية بمعدلات تفوق نظيراتها الغربية، مستفيدة من صناعتها البحرية المدنية الضخمة التي تمثل 40% من إنتاج العالم، مقابل 1% فقط للولايات المتحدة وأوروبا. ويعتقد محللون أن الصين قادرة بالفعل على كسب صراع عسكري قصير ضمن سلسلة الجزر الأولى، الممتدة من جنوب اليابان إلى الفلبين. وفي الوقت نفسه، تطور الصين قدراتها في الحرب السيبرانية، وتعتبرها جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها. فهي تمتلك اليوم واحدة من أضخم القوات السيبرانية عالميًا، وتولي أهمية كبيرة لحرب المعلومات. منذ التسعينات، أدركت بكين أن ميزة أمريكا الحاسمة هي تفوقها المعلوماتي، وسعت إلى تقويضه. التقدم في الذكاء الاصطناعي يعزز هذا المسار. فكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “من يسيطر على الذكاء الاصطناعي، يسيطر على العالم”. تستخدم الصين هذه التقنية لدعم أنظمة الأسلحة وتطوير قدراتها، وهو ما يبرز استمرار أهمية تعاليم “سون تزو” في “فن الحرب”، القائمة على الخداع والانتصار دون قتال مباشر. لكن، في نهاية المطاف، يبقى السؤال الأهم: ما الذي تريده الصين حقًا؟ الجواب يكمن في تايوان. تعد قضية تايوان جوهرية بالنسبة للصين. وبالرغم من محاولات الحزب الشيوعي لإعادة التوحيد سلميًا عبر الروابط الاقتصادية والثقافية، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى إخفاق تلك الجهود. فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة التايوانيين الراغبين في الانضمام إلى الصين لا تتجاوز 6%. وبالتالي، يزداد الحديث داخل الصين عن اللجوء إلى القوة، وهو ما تسمح به القوانين الصينية حال فشل الحل السلمي. ومع أن الصين تملك تفوقًا عسكريًا كبيرًا على تايوان، إلا أن غزو الجزيرة ليس بالمهمة السهلة، بسبب طبيعتها الجغرافية المعقدة وقلة المداخل البحرية المناسبة، فضلًا عن استعداد التايوانيين للمقاومة.
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-08 09:04:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل