الثنائي الشيعي يثبت مرة أخرى أنه قطب الرحى

العالم – مقالات

كانت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، الجنرال جوزيف عون، بمثابة الضربة على رأس من توهموا أن الثنائي الوطني في لبنان ( حزب الله وحركة أمل او الثنائي الشيعي) انتهى، بعد ضربات العدوان الاسرائيلي الأخير.

فلم يصحُ هؤلاء من وهمهم، إلا بعد أن رأوا بأم العين أن الثنائي، لم يزل قطب الرحى ويتحكم بخيوط اللعبة. فلم يبع السيادة إطاعة لرغبة الخماسية، كما فعل البعض، وابقى المصلحة الوطنية أولى وأسمى.

فتحت أعين ومراقبة ممثلي اللجنة الخماسية وكم هائل من الدبلوماسيين العرب والأجانب ومبعوث الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان، كان الدرس السيادي، بعدم انتخاب المرشح الجنرال جوزيف عون وفقا لشروط الخماسية، في جلسة الانتخاب الأولى.

رفع سيد اللعبة وأستاذها رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة لساعتين بهدف المزيد من التشاور، والعيون جاحظة غير مصدقة ما حدث. لأن الأكثرية كانت تعتقد أن الثنائي، سيرضخ للشروط الخارجية وينتخب عون من أول جلسة، كما فعل غيره وتراجع عن دعم مرشحين.

الساعتان كانتا فاصلتين ليفرض الثنائي شروطه السيادية، حيث أبلغ النائبان علي حسن خليل ومحمد رعد، “هواجس الثنائي المستقبلية على ضوء التطورات الاخيرة” للمرشح عون الذي أبدى “ايجابية عالية جدا وتفهما كبيرا” بحسب مصادر المجتمعين.

وخلال هاتين الساعتين، أوصل الثنائي ايضا رسالة الى من يهمه الأمر في الداخل المتهور والخارج الضاغط، باننا “لسنا ضد التّوافق ولسنا حرفا ناقصا في المعادلة” والكلام للمصادر.

وبعدهما، بات خيار القرار عند الثنائي أن الانتخاب يصب في مصلحة الوفاق الوطني.. فاعطى “الضوء الاخضر” لنوابه، وأصبح عون رئيسا للبلاد في الجلسة الثانية.

لعبة الاستاذ، اعمت بصر وبصيرة اللاعبين الصغار،. فسارعوا الى إلقاء قنابل دخانية إعلامية في محاولة لتعمية الرأي عما جرى، والتقليل من أهمية دور الثنائي، بعد أن أقنعوا أنصارهم بأن دور الثنائي انتهى مع ضربات الاحتلال الإسرائيلي.

رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، قال إن ما حصل ليس “توافقًا”، بل إن جماعة الممانعة، قاصدا الثنائي، لم يتمكنوا من فعل شيء سوى التصويت لصالح العماد جوزيف عون. متهربا من تذكير الرأي العام وانصاره تحديدا، بان الفيتو الذي صعقه به الحاج وفيق صفا القيادي في حزب الله، حرمه فرصة الترشح للانتخابات والى الابد، بعد أن كان اندفع بقوة نحوه، إثر انسحاب المرشح الوطني الكبير سليمان فرنجية.

كذلك تجاهل جعجع مضمون ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد إثر الجلسة، بأن الثنائي أثبت من خلال الجلستين، أنه وكما حمى السيادة الوطنية في غير موقع، حمى الوفاق الوطني بانتخاب الجنرال جوزيف عون.

وأثبت الثنائي في هذه الانتخابات، انه لا يرضخ للضغوط الخارجية والداخلية، وأن من توهم بأن العدوان كسره وهزمه، مخطئ تماما. بل هو عصي على الكسر والهزيمة، ولا يمكن لأحد أن يروضه أو يفرض عليه إرادته، (أيا) كان هذا الأحد، ومهما كان الثمن.

فمن دفع تضحيات وشهداء من أجل الأرض والعرض والسيادة والوطن، تبقى عنده كل الأثمان حقيرة أمام عزته وكرامته.

والعبرة تبقى في النتائج المقبلة مع استحقاق اسم المكلف بتشكيل الحكومة والاستحقاقات الملحقة به.

*الكاتب: حكم أمهز

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-01-10 12:01:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version