الجديد والحدث: نزع السلاح أم نزع الحقيقة؟
beiruttime-lb.com|: هذا المشور يناقش "الجديد والحدث: نزع السلاح أم نزع الحقيقة؟" افرأ التفاصيل .
الجديد والحدث: نزع السلاح أم نزع الحقيقة؟
✍️ بقلم: محمد قاسم
في بلد تُسرق فيه الكهرباء علنًا وتُطمَر فيه الحقيقة سرًّا، تحوّلت بعض القنوات “الإخبارية” إلى ما يشبه “نشرة استخبارات ليلية”، تارة باسم “مصادر موثوقة”، وطورًا عبر “تسريبات حصرية”… والنتيجة: ضياع الجمهور بين من سلّم السلاح ومن سلّم الحقيقة نفسها للذبح السياسي.
📺 قناة “الحدث”: الرواية السعودية المعلبة
منذ أشهر، لا تتوقف قناة الحدث عن بث أخبار من نوع: “حزب الله وافق على تسليم السلاح الثقيل في بيروت”. ويكفي أن تغيّر اسم المصدر من “أوساط مطّلعة” إلى “مسؤول كبير رفض الكشف عن اسمه”، حتى تصبح الرواية قابلة لإعادة التدوير 6 مرات في اليوم، وكأننا أمام تقرير طقس لا يُحاسب عليه أحد.
ورغم أن الحزب نفسه لم يُصدر كلمة واحدة بهذا المعنى، إلا أن “الحدث” تُصرّ أن نهاية السلاح قريبة… تمامًا كما كانت نهاية النظام السوري “قريبة جدًا” منذ العام 2011!
📺 قناة “الجديد”: يمينًا وشمالًا و”إلى الوسط نعود”
أما الجديد، فقصتها قصة. قبل يومين نشرت خبرًا يؤكد أن حزب الله “سيسلّم سلاحه تدريجيًا”، و”النقاش قائم بشأن بيروت”. ثم، وبقدرة قادر، تظهر اليوم وتقول: “لا تسليم جزئي ولا كامل، والنقاش لا يبدأ قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب!”
هل نلوم القناة؟ ربما لا… فالتمويل له كلمته، والميزان السياسي في لبنان أدق من ميزان الذهب وأكثر تلوّنًا من حرباء في الصيف.
🧐 الإعلام كمقاول تفكيك
ما يجري ليس صدفة. الإعلام، أو بعضه، لم يعد ينقل الحقيقة… بل يصنع رواية تخدم ممولًا، أو ضاغطًا خارجيًا، أو حتى طموحات انتخابية. نحن أمام إعلام لا يكتفي بنزع سلاح المقاومة، بل ينزع عنها شرعية الخطاب الوطني، ويزرع الشك في عقول الناس حول أي موقف ثابت أو ثابتة وطنية.
❓فمن يُسلّم مَن؟
سؤال بات مشروعًا:
- هل حزب الله بصدد تسليم سلاحه، أم أن “الحدث” سلّمت نفسها لمهمة تصفية القضية إعلاميًا؟
- هل الجديد تملك “معلومات دقيقة”، أم فقط قدرة على التنقل الرشيق بين الضاحية وعين التينة والبوريفاج؟
- وهل من يسعى لنزع سلاح المقاومة اليوم، كان يومًا في خندق الدفاع عن الوطن أم في صفقة مع الخارج؟
✒️ خاتمة: لا سلاح في يد الإعلام… بل سكين
نزع السلاح الحقيقي يبدأ عندما يُسلّم الإعلام نفسه لحرف المسار، وتحويل النقاش من احتلال قائم إلى جدل داخلي فارغ. فإذا سلّمت القنوات عقولها، لماذا نتفاجأ أنها سلّمت الحقيقة؟

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.