صحافة
الجرأة يمانية كما الحكمة..بالأمس MQ9 واليوم F18 وغداً B2

-في البداية، كانت البحرية الأمريكية تتحدث عن "انزلاق" طائرة حربية من طراز "أف 18"، من سطح حاملة الطائرات هاري ترومان وسقوطها في البحر، دون ذكر الأسباب التي أدت إلى سقوطها. ويبدو أن الخبر التالي، الذي أشار إلى "محاولة حاملة الطائرات تفادي الصواريخ والمسيرات اليمنية"، جاء ليكحل عين الخبر الأول، فإذا به يعميها. فكيف يُعقل أن تناور حاملة طائرات عملاقة لتفادي صواريخ ومسيرات؟ فما فائدة الأسراب الجوية التابعة للجناح الجوي للحاملة، بالإضافة إلى ثلاث مدمرات صواريخ موجهة من السرب المدمر 28، والطراد القتالي "يو إس إس غيتيسبيرغ" من فئة "تيكونديروغا"، وباقي النظام الدفاعي والرادارات التي ترافق ترومان، إذاً؟!!
-يتبين من الخبرين الأمريكيين الملفقين، أن الصواريخ والمسيرات اليمنية أصابت حاملة الطائرات ترومان إصابة مباشرة وألحقت بها أضراراً، وهو ما دفع الأمريكيين للتراجع وتهريب "ترومان" — رمز قوتهم وغطرستهم — إلى شمال البحر الأحمر، لتكون بمأمن من الصواريخ والمسيرات اليمنية. ولم تشفع لحاملة ترومان منظومات اعتراض الصواريخ والمسيرات الأمريكية، فكان لا بد من الانسحاب قبل فوات الأوان.
-الاعتراف الأمريكي، رغم أنه ناقص ولم يكشف عن كل الحقيقة، إلا أنه اعتراف كشف عن حقيقة لطالما حاولت أمريكا إخفاءها، وهي أن أمريكا لم تعد القوة الوحيدة في العالم، التي تعتدي وتقصف دون أن يجرؤ الطرف المُعتدى عليه على الرد. فهي اعتادت أن تهدد وتعربد وتقصف، ولا يجرؤ أي طرف على تهديدها أو الرد على عربدتها.
-عندما يقول الأمريكيون إن ترومان استدارت هرباً من الصواريخ اليمنية، فهذا يعني أن أسطورة القوة الأمريكية أُهينت من قبل رجال اليمن، الذين أهانوا من قبل "إم كيو-9"، كما أهانوا أسطورة الدفاعات الجوية والرادارات والأقمار الصناعية والبوارج والسفن والطائرات التي ترافق حاملة الطائرات ترومان وحاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون". فكل هذا الجمع الأمريكي لم يعجز عن توفير الحماية لناقلة "إسرائيلية" واحدة في البحر الأحمر فحسب، بل عجز حتى عن توفير الحماية لنفسه.
إقرأ أيضاً..البحرية الأمريكية تعترف بسقوط طائرة "إف 18"من على متن "ترومان"
-العمى الذي أصاب حاملة الطائرات ترومان، جاء بسبب تصاعد القدرات الدفاعية والهجومية للقوات اليمنية، التي أسقطت إلى الآن 22 طائرة تجسس من طراز "إم كيو-9"، التي تُعتبر عيون أمريكا الراصدة لكل شاردة وواردة في سماء وأرض وبحر اليمن.
اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها رجال اليمن زيف أسطورة القوة الأمريكية، ففي 18 ديسمبر الماضي أسقطت القوات المسلحة اليمنية طائرة "إف-18"، بفضل هجوم يمني أربك الأمريكيين، الذين أصابهم الذعر فأطلقوا على طائرة "إف-18" تابعة لهم وأسقطوها، كما برروا حينها سقوط الطائرة.
-بعد أن جربوا اليمنيين، على الأمريكيين من الآن فصاعداً أن يحسبوا ألف حساب لكل تصريح يصدر عن القيادة اليمنية. فالعجرفة والتهديد، وحتى العدوان، لن ينفع مع اليمنيين. ولن ننسى تصريح وزير الدفاع الأميركي بيت هيسغيث، حول أهداف عدوان بلاده على اليمن، عندما قال إن "الأمر لا يتعلق بالحوثيين. أراه من منظورين: الأول استعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية جوهرية؛ والثاني، إعادة إرساء الردع الذي قوضه الرئيس السابق، جو بايدن". ولكن، وبعد 6 أسابيع على العدوان الأمريكي، اعترف الخبير البحري في "كلية كينغز كوليدج لندن"، أليسيو باتالانو، أنه "إذا كان الأمر يتعلق بحرية الملاحة، فهو غير مجدٍ". فالعدوان لم يحقق أهدافه، بينما يزداد الردع الأمريكي تآكلاً مع مرور الوقت.
-ما لم تضغط أمريكا على الكيان الإسرائيلي لوقف عدوانه على غزة، فإنها ستُحشر قريباً في زاوية حرجة، ولن تكون في وضع يُحسد عليه، بعد أن تراجعت قوتها، وتهاوت رموزها الواحدة تلو الأخرى على يد رجال اليمن. لا سيما بعد حديث رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية مهدي المشاط، عن الطائرة الشبح "بي-2"، الذي يجب أن يتمعن فيه الأمريكيون طويلاً، فاليمن لم يُهدد يوماً إلا ونفذ تهديده في اليوم التالي. فبالأمس رأى العالم مصير "إم كيو-9"، واليوم يرى مصير "ترومان" و"إف-18"، وغداً سيرى حتماً مصير الطائرة الشبح "بي-2"... فالجرأة كانت وما زالت يمانية كما الحكمة
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2025-05-01 00:04:00 الكاتب: ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO