اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

الجيش الاسرائيلي يقوم بالتنكيل والتدمير، لكن هرتسي هليفي بقي قدّيس معذب

هآرتس 16/1/2025، جدعون ليفي: الجيش الاسرائيلي يقوم بالتنكيل والتدمير، لكن هرتسي هليفي بقي قدّيس معذب

هناك ضحية جديدة، بريئة، في سماء حياتنا، وهي هرتسي هليفي، القدّيس المعذب من مستوطنة كفار اورانيم. “الشعب معك”، كتب له بانفعال نحاميا شترسلر (“هآرتس”، 14/1). “نحن ندين له بالانجازات والنجاح”. انجازات؟ نجاح؟.  من كل ارجاء العالم يتدفق الجنرالات كي يشاهدوا المعجزة، كما كتب شترسلر بانفعال.

“الجنود والقادة معك، الشعب معك!”، أقسم ايضا محامي النخبة نبوت طل تسور في شبكة “اكس”. “الاغلبية الساحقة تثق بك وباستقامتك”. ليس فقط ككبش فداء، بل هو بطل. مستقيم، نزيه، انجازات ونجاح – نعم. هذا هو رئيس الاركان هليفي.

كراهية بنيامين نتنياهو يمكنها فعل أي شيء، بما في ذلك جنون المنظومات هذا. هكذا هو الامر عندما يكون الموضوع الحقيقي الوحيد، المختلف عليه، في اسرائيل هو نتنياهو. حسب هذا التقسيم العلماني فان كل من يكون نتنياهو ضده هو عدو اليمين وعزيز اليسار. غير مهم ما فعله، باستثناء أنه مانع الصواعق لنتنياهو.

دائما الجيش كان بقرة اليسار المقدسة، اكثر بكثير مما هو لليمين. اصحاب الغرة الشقراء جاءوا من اليسار، وهو بدوره رد المعروف بالتقدير. هذه البقرة تم ذبحها في تشرين الاول 1973. وقد عادت لتكون مقدسة منذ ذلك الحين، لكن بدرجة أقل. لم يعد الجنرالات هم نجوم الروك كما كانوا بعد 1967. ولكن حتى الآن يمكن ايجادهم في دور المسيح المناوب، بالاساس لليسار والوسط. هذا بحد ذاته يلقي بظلاله على اليسار في الدولة، التي جيشها هو في الاساس جيش احتلال متوحش.

في 7 اكتوبر كشف هذا الجيش عاريا. برج الورق انهار، لكن في اليوم التالي استمر اليسار – وسط في ذكر افعاله المجيدة في صباه. الآن تم استكمال تبادل الادوار الهستيري هذا. اليمين البيبي ضد رئيس الاركان والجيش، اليسار – وسط يؤيدونهم. المسؤولون، ليس فقط عن الفشل الكبير والفظيع في تاريخ الدولة، بل ايضا عن جرائم الحرب الاكثر خطرا التي نفذتها، هم اعزاء اليسار. ما معنى اعزاء – هليفي هو بطل يجب النضال من اجل أن يبقى في منصبه، كي لا نصبح ايتام لمن يدافع عن الدولة ويحافظ على صورتها.

الجيش الاسرائيل يواصل كونه بطل الاحتجاج في كابلان. حتى الآن لم يولد في اسرائيل احتجاج جماهيري يقف ضده، من غير المهم الى أي درجة كانت جرائمه خطيرة. من “اخوة في السلاح” وحتى الاولاد الكبار كل الاحتجاج هو نصف الجيش. اذا كان هناك انتقاد للجيش في هذا المعسكر فهو فقط للضباط الذين ليسوا من “جماعتنا”. ولكن في غزة يقتلون القادة من كل المعسكرات. وعن الدمار المخيف فيها فان المسؤول الاول هو رئيس الاركان وبعده قائد سلاح الجو، هم الشباب الطيبون في جماعتنا.

بالنسبة لليمين فان الجيش هو المتهم الرئيسي بالفشل الذريع، وهو ايضا لا يقتل ولا يدمر ولا ينكل بما فيه الكفاية منذ ذلك الحين كي يروي تعطشه للدماء، الذي لا يعرف الارتواء. بالنسبة لهذا اليمين فان رئيس الاركان هو شخص منافق جدا. هذه الاتهامات اعتبرت هليفي بطل المعسكر الثاني. قطاع غزة اصبح جهنم، واليسار في اسرائيل يؤدي التحية لمن أوجد جهنم هذه. الجيش يقوم بالتنكيل بآلاف المعتقلين الفلسطينيين في حظائر التعذيب التي اقامها – هليفي هو شخص “مستقيم” و”نزيه”. كيف يمكن ذلك؟ كيف يمكن الانفعال من الذي يترأس الجهاز الذي ينفذ كل هذه الاعمال الفظيعة؟ فقط لأن من يقف فوقه هو اسوأ منه؟ حتى رجل دعاية الجيش، دانييل هاجري، المسؤول عن مغلف الاكاذيب والخدع التي ينشرها الجيش لتبييض جرائمه هو بطل هذا المعسكر، لأن نتنياهو يقف ضده.

وجه هليفي هو وجه حزن دائم. وجهه يثير التعاطف. ربما هو شخص مستقيم، متواضع ونزيه في حياته الشخصية، هو تحمل المسؤولية عن الفشل في 7 اكتوبر، وواصل تولي منصبه بدون أن يرف له جفن، وانطلق الى حملة التطهير العرقي والقتل، الاكثر فظاعة في تاريخ الدولة كبطل المعسكر المتنور، فقط كي لا يستقيل، لا سمح الله.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-16 20:08:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى