وقد دفعت نتائج هذه المحاكاة المسؤولين في قطاع الدفاع البريطاني إلى إعادة تقييم جاهزية البلاد، مع إقرار واضح بأن بريطانيا لم تعد بمنأى عن تهديدات صاروخية واسعة النطاق.

تمتلك بريطانيا منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، لكنها تركز بشكل كبير على القدرات الجوية الاعتراضية أكثر من اعتمادها على أنظمة أرض-جو ثقيلة. في المدى القصير والمتوسط، يُعتبر نظام Sky Sabre هو الأحدث والأكثر تطورًا، وقد دخل الخدمة مؤخراً ليحل محل نظام Rapier القديم. Sky Sabre يستخدم صواريخ CAMM ويتميّز بقدرته على التعامل مع أهداف متعددة في وقت واحد، بما في ذلك الطائرات وصواريخ الكروز والطائرات المسيّرة، لكن مداه يبقى متوسطاً ولا يوفر حماية كاملة من هجوم واسع النطاق.

بجانب ذلك، لا تملك المملكة المتحدة نظام دفاع جوي بعيد المدى أرضي مثل أنظمة S-400 الروسية أو باتريوت الأمريكية. وبدلاً من ذلك، تعتمد على أسطول مقاتلات Typhoon FGR4 المزود بصواريخ جو-جو متقدمة مثل Meteor لاعتراض التهديدات في الجو قبل دخولها المجال الجوي البريطاني. هذا يجعل من الطائرات المقاتلة خط الدفاع الأول، مدعومة بشبكة رادارات أرضية وطائرات إنذار مبكر.

بريطانيا بدأت أيضًا في تطوير قدرات دفاعية جديدة، مثل أنظمة الليزر الموجه DragonFire لمواجهة التهديدات غير التقليدية كالمسيّرات وصواريخ الكروز، إلى جانب العمل على تكامل أفضل للطائرات بدون طيار في مهام الدفاع الجوي. ورغم هذه الجهود، لا تزال المنظومة تعاني من فجوة في الحماية ضد هجوم صاروخي مكثف، وهو ما كشفته بوضوح المحاكاة الأخيرة التي أثارت قلق المؤسسة العسكرية.

Next post

Back to Top