الحملة التي فشلت، الحملة التي على الطريق

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 2/5/2025 الحملة التي فشلت، الحملة التي على الطريق
وأحيانا ينتهي الاحتفال”، كتبت نوعامي شيمر في احدى قصائدها التأسيسية. بالنسبة للكثيرين فان احتفال يوم الاستقلال هذه المرة انتهى حتى قبل ان يبدأ. فمن الصعب الفرح في استعراض عظيم في جبل هرتسل حين يكون في منحدر الجبل، مئة متر في اقصى الأحوال، يوجد هذا القدر الكبير من القبور حديثة العهد. الحزن والغضب لا يرحمان. وهما لا يرحمان لان أيا من المشاكل التي حملتنا الى كارثة 7 أكتوبر لم تحل، لا في اثناء العيد ولا قبله. “ننهض صباح الغد ونبدأ من البداية”، كتبت نوعامي شيمر لاحقا. ليس هذه المرة – هذه المرة نحن ننهض في الصباح التالي للعيد مع العلم انه لن يحصل اليوم أي شيء يعد بالبدء من البداية: لا بشرى، لا رؤيا، لا زعامة. سنة الاستقلال الـ 77 انتهت بمروحيات الإطفاء التي لم تكن لان واحدا ما، صاحب السوابق ايتمار بن غفير، أراد أن يغيظ مفتشه العام، وواحد ما، بنيامين نتنياهو، الذي حُذر مسبقا، خطيا، غفا مرة أخرى في الحراسة. هذه ليست بداية واعدة لسنة الاستقلال الـ 78.
ما الذي ينتظرنا حقا؟ ينبغي الانصات الى خطابات رئيس الوزراء ورئيس الأركان في احتفالات العيد. كلاهما وعدا بان يوسع في الأيام القريبة القتال في غزة. نتنياهو وعد بالتقويض، زمير وعد بالحسم. “سنفعل هذا قريبا”، قال رئيس الأركان. “سنزيد وتيرة العمل والقوة. سنستخدم كل القوة التي في أيدينا. سنفعل هذا بتصميم: الجيش الإسرائيلي جاهز ومستعد لان يضربهم ضربة ساحقة”.
جميل: هكذا، بتصميم، بقوة، يتحدث رؤساء الأركان. المشكلة هي ان هذه المرة لا يدور الحديث فقط عن خطابية لزمن الاحتفال – هذه هي الخطة العملياتية التي توشك على أن تنفذ. الخطابات ينبغي أن تستقبل بالتصفيق. الخطط العملياتية ينبغي أن تستقبل بالاسئلة.
سؤال اول: حملة “بأسف وسيف” التي بدأها الجيش الإسرائيلي والشباك في منتصف اذار، استهدفت ممارسة الضغط على حماس كي تلين وتوافق على تحرير مخطوفين وفقا لمطالب إسرائيل. اغلب عائلات المخطوفين عارضت الحملة لانها تخوفت من ان يؤدي استئناف النار الى موت اعزائها، بقصف الجيش او بنار المخربين. فقد اشتبهت بان الدافع للحملة سياسي: مواصلة القتال بكل ثمن والحفاظ على وحدة الائتلاف.
هذه ليست خطة الحكومة – هذه خطتنا، أوضح الجيش الإسرائيلي. هكذا سنصل الى تحرير المخطوفين. مر شهر ونصف وهو زمن كثير بمقاييس حروب إسرائيل حتى الحرب الحالية. صفي مخربون، قتل وأصيب مقاتلون، قتل غير مشاركين.
في اختبار النتيجة الحملة فشلت. فهي لم تؤدي الى تحرير مخطوف واحد. الفجوة بين حماس وحكومة إسرائيل بقيت كما كانت. فهل الخوف من أن يمس القتال بحياة مخطوفين تحقق؟ لا ادري. لكن التلميحات التي اطلقها نتنياهو وعقيلته، في محاولة لتقزيم مسألة المخطوفين، لم تبشر بالخير.
الان، حين يعلن الجيش الإسرائيلي عمليا عن نهاية “بأس وسيف” والانتقال الى حملة جديدة، أوسع، اشد فمسموح لنا أن نتوقع أجوبة من الجيش: لماذا لم تحقق الحملة هدفها؟ بماذا تختلف الحملة الجديدة عن الحالية؟ لماذا يؤمن الجيش بان هذه المرة الحملة ستحقق هدفها بالفعل؟
ما لا ينجح بالقوة، قلنا في صبانا، ينجح بمزيد من القوة: اخشى ان يكون هذا هو التفكير الاستراتيجي من خلف الحملة الجديدة. وكبديل، يحتمل أن تكون قيادة الجيش أيضا، مثل قيادة الحكومة، اختارت التخلي عن المخطوفين. الحرب ضد حماس تعود لتكون هدف الحرب الأول، الحقيقي، في غزة. المخطوفون هم هدف ثانوية في افضل الأحوال، ذريعة في أسوأ الأحوال.
لغرض توسيع القتال في غزة سيكون مطلوبا على ما يبدو تجنيد متجدد لفرق احتياط. الأوامر لن تستقبل في بيوت عديدة بسهولة. النساء سيسألن لماذا مرة أخرى، ما هو الهدف وهل هو يبرر الثمن؛ في أماكن العمل سيسألون. اذا كان الجيش يتوقع أن يقوم نتنياهو وكاتس بمهمة الاقناع بدلا منه فانه يتوقع عبثا. فليس منهما يتوقع رجال الاحتياط الأجوبة. من يصدقهما يصدق؛ كل الباقين سيتطلعون الى رئيس الأركان.
يحتمل ان يكونوا في الجيش الإسرائيلي قد توصلوا الى الاستنتاج بان فقط التجويع الجماعي والاحتلال سينهيان عصر حماس. لا يوجد حل آخر. هذا أيضا لن يعفي الجيش الإسرائيلي من الأسئلة الثاقبة منذ بداية المناورة البرية، قبل سنة واكثر. ما هو الحل لغزة في اليوم التالي لحماس. هل إسرائيل تسعى الى احتلال، ترحيل واستيطان هناك؟ هل يوجد لها ما يكفي من الفرق لصيانة الاحتلال؟ هل تتمنى إعادة نمو حماس من جديد.
رئيس الأركان لا بد يعرف القول الذي يأتي في الأصل في “أليس في بلاد العجائب” بقلم لويس كارول: “اذا كنت لا تعرف الى اين تسير، فان كل طريق تختاره ستؤدي بك الى اللامكان”.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebookمصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-02 16:06:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO