الزورق البحري الأوكراني Magura V7 غير المأهول (USV)
موقع الدفاع العربي 4 مايو 2025: في تطور غير مسبوق، نجحت أوكرانيا في استخدام درون السطح البحري “ماغورا في7” (Magura V7)، المزود بصواريخ AIM-9 سايدويندر، في إسقاط مقاتلتين روسيتين من طراز سو-30. وتمثل هذه العملية المرة الأولى في التاريخ التي يقوم فيها زورق بحري غير مأهول بتدمير طائرة قتالية مأهولة، في إنجاز يعكس تنامي القدرات الأوكرانية في مجال الحرب البحرية غير المأهولة.
وقد وقع الهجوم التاريخي فوق مياه البحر الأسود، قرب ميناء نوفوروسيسك الروسي، حيث تمكن درون “ماغورا V7” من إصابة هدفَيه بدقة قاتلة. وتم تأكيد الحدث بعد نشر أول صورة رسمية للدرون من قبل موقع Naval News المتخصص في الشؤون البحرية.
ويمثل هذا الإنجاز دليلاً على قوة التكنولوجيا البحرية المبتكرة، ويؤكد التقدم الاستراتيجي الذي تحرزه أوكرانيا في سياق الصراع المستمر. يُذكر أن “ماغورا V7” هو زورق سطحي غير مأهول بطول 8 أمتار، ويعد تطوراً كبيراً مقارنة بنموذج “ماغورا V5” السابق، مما يشير إلى قفزة نوعية في ميدان الحرب البحرية المسيّرة.
وقد أحدثت هذه الضربات صدمة في الأوساط الدفاعية الروسية، ودفعت إلى إعادة النظر في مفاهيم الحرب البحرية الحديثة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة البحر الأسود، حيث يتنافس الطرفان على بسط النفوذ والسيطرة.
يُعد الزورق البحري الأوكراني “ماغورا V7” نسخة أكثر تطوراً في مجال الزوارق غير المأهولة، مقارنة بالنموذج الذي استُخدم سابقاً لحمل صواريخ Sea Dragon. فبينما كان النموذج السابق يعتمد على هيكل أعرض ومنصات إطلاق كبيرة وثابتة، فإن V7 يمثل نسخة محسّنة ومكبرة من الزورق الانتحاري الأساسي “ماغورا V5″، الذي صُمم للاصطدام بالسفن المعادية بشحنة متفجرة. ويبلغ طول “ماغورا V7” نحو ثمانية أمتار، مقارنة بطول يبلغ 5.5 أمتار في V5، ما يمنحه قدرة أكبر على حمل التجهيزات والتسليح والمستشعرات.
يمثل V7 نموذجاً أكثر نضجاً من حيث التصميم والوظيفة، إذ يتميز بهيكل مدروساً بشكل أفضل وأكثر كفاءة، ويبدو أن هندسة المقدمة قد أعيدت صياغتها لتوفير قدرة أفضل على مقاومة الأمواج، وهي ميزة حيوية عند تنفيذ العمليات خلال الظروف الشتوية في البحر الأسود. وتُظهر الصور أن المنصة مزودة بعدة هوائيات اتصالات ومستشعرات، ما يشير إلى تطور قدراتها في الاستشعار والتوجيه. ومن اللافت غياب المؤشرات على وجود رأس تفجيري في المقدمة، مثل المفجرات الصدمية، ما قد يدل على أن V7 لم يُصمم للاصطدام، بل لتنفيذ ضربات دقيقة من مسافة آمنة، دون استبعاد إمكانية تهيئته لاحقاً لهذا النوع من المهام.
أما عن تسليحه، فقد تم رصد “ماغورا V7” وهو مزود بصاروخَين من طراز AIM-9 سايدويندر الأمريكي، مثبتَين على قواعد إطلاق جوّية تبدو قابلة للرفع عمودياً. وتُعد هذه الصواريخ شديدة الفعالية في الاشتباكات القصيرة المدى، ويقارن أداؤها بصواريخ R-73 (المعروفة لدى الناتو باسم AA-11 Archer) التي سبق استخدامها في النموذج Sea Dragon. ورغم أن المدى النظري لهذه الاشتباكات قد يصل إلى عشرة كيلومترات، إلا أن ظروف القتال البحري قد تفرض مسافات أقصر بكثير.
إن إدماج هذا النوع من التسليح الجوي ضمن منصات بحرية غير مأهولة يمثّل قفزة نوعية في مفاهيم القتال البحري، ويعكس الفهم المتزايد لدى أوكرانيا لأهمية الحرب الشبكية والتكتيك المرن. فالنجاح المتكرر لهذه الزوارق غير المأهولة لا يعكس مجرد ابتكار تقني، بل يعيد تشكيل قواعد الاشتباك ويقلّص من فاعلية التفوق التقليدي الروسي في البحر الأسود.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-04 12:29:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل