الصين تسلّم أنظمة صواريخ HQ-16 وHQ-17AE المضادة للطائرات وذخائر إلى إيران
beiruttime-lb.com|: هذا المشور يناقش "الصين تسلّم أنظمة صواريخ HQ-16 وHQ-17AE المضادة للطائرات وذخائر إلى إيران" افرأ التفاصيل .
وبحسب بيانات تتبع الرحلات الجوية العامة، أقلعت ثلاث طائرات شحن من طراز بوينغ 747 – تُستخدم عادة لنقل العتاد العسكري والأسلحة – من مدن صينية أيام السبت (غداة الهجوم الإسرائيلي على إيران)، والأحد، والإثنين.
سبق أن استخدمت الصين هذا النوع من الطائرات لنقل أسلحة إلى صربيا وكازاخستان وروسيا وأوزبكستان، كوسيلة لإخفاء دعمها المادي للصراعات في روسيا والشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة أن إحدى الشحنات الصينية شملت أنظمة الدفاع الجوي HQ-16 وHQ-17AE وكانت وجهتها إيران.
في كل رحلة، حلّقت الطائرات غرباً عبر شمال الصين، ثم دخلت أجواء كازاخستان، وتابعت جنوباً نحو أوزبكستان وتركمانستان قبل أن تختفي عن شاشات الرادار قرب الحدود الإيرانية.
وأشارت خطط الطيران إلى أن وجهة الطائرات كانت لوكسمبورغ، لكن أياً منها لم يقترب فعلياً من الأجواء الأوروبية.
وقال أندريا غيسيلّي، المحاضر في جامعة إكسيتر والمتخصص في علاقات الصين مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للصحيفة: “هذه الشحنات تثير الكثير من الاهتمام بسبب التوقعات بأن الصين قد تقدم شيئاً ما لمساعدة إيران”.
من جهتها، أوضحت شركة “كارغولوكس” للشحن الجوي، ومقرها لوكسمبورغ والمشغلة للطائرات، أن رحلاتها لم تمر عبر الأجواء الإيرانية، لكنها لم تُجب عن الأسئلة المتعلقة بمحتوى الشحنات.
وتُعد الصين وإيران شريكين استراتيجيين متحدين في مواجهة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولدى بكين تاريخ طويل في تزويد طهران بمعدات عسكرية، بما في ذلك الأسلحة التقليدية ومواد الصواريخ الباليستية التي قد تُستخدم في تطوير أسلحة نووية.
ومنذ أوائل الألفينات، أدى فرض العقوبات الدولية إلى تراجع كبير في نقل الأسلحة المباشر، مع تحوّل التركيز نحو المواد ذات الاستخدام المزدوج.
وتُعد إيران في المقابل أحد أبرز مزوّدي الصين بالطاقة.
وقال غيسيلّي: “انهيار النظام الإيراني الحالي سيكون ضربة كبيرة للصين وسيتسبب في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، ما قد يُقوّض المصالح الاقتصادية والطاقوية لبكين”.
وأضاف: “هناك على الأرجح من داخل إيران من يتوقع نوعاً من الدعم من الصين”.
لكن خبراء أشاروا إلى أن بكين، وهي تدرك خطورة تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة وسط حرب تجارية محتدمة، ستتعامل بحذر شديد مع الوضع.
وفي أول تعليق علني له بشأن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الثلاثاء، عن “قلق بلاده العميق” من العمليات العسكرية الإسرائيلية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وخلال مشاركته في قمة بالعاصمة الكازاخية أستانا، شدّد شي على معارضة الصين لأي أعمال تمس بسيادة الدول وأمنها وسلامة أراضيها.
وقال في تصريح نقلته قناة CCTV الصينية الرسمية: “يجب على جميع الأطراف العمل على تهدئة النزاع في أسرع وقت ممكن ومنع تدهور الوضع أكثر”.
من جانبه، أوضح توفيا غيرينغ، الباحث في المجلس الأطلسي والمتخصص في الشأن الصيني والشرق أوسطي في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن “الاحتمال لا يزال ضعيفاً” بأن تكون الصين ترسل معدات عسكرية لإيران، لكنه أشار إلى أن “هذا الاحتمال لا يجب استبعاده ويستوجب المراقبة الدقيقة”.
وفي تعليق لاحق على منصة “إكس”، نقل غيرينغ عن خبير طيران قوله إن هذه الرحلات الجوية “على الأرجح غير مريبة”.
وقال الخبير – الذي لم يُذكر اسمه – إن “هناك رحلات شحن منتظمة تقوم بها شركة الشحن اللوكسمبورغية من عدة مدن صينية إلى أوروبا، وتتوقف مؤقتاً في تركمانستان، على بعد عشرات الكيلومترات فقط من الحدود الإيرانية”.
وأضاف: “بعض مواقع تتبع الرحلات تفقد إشارة الطائرات قبيل هبوطها، وتُكمل عرض مسار تقديري يبدو وكأنه يدخل المجال الجوي الإيراني. لكن مراجعة أرقام ذيل الطائرات تُظهر أنها تقلع مجدداً من تركمانستان بعد ساعات، والسجلات تؤكد أنها تهبط دوماً في عشق آباد، ولا تتجه إلى إيران”.
وختم بالقول: “كل هذا قبل حتى أن نأخذ في الاعتبار المنطق البسيط الذي يُشير إلى أن شركة شحن أوروبية كبرى من غير المرجح تماماً أن تكون قناة لنقل أسلحة استراتيجية سرية ومتطورة من الصين إلى إيران”.
يذكر أن الصين قد كشفت عن نسخة جديدة من نظام الدفاع الجوي HQ-16 تحت اسم HQ-16FE خلال معرض تشوهاي الجوي 2022. هذه النسخة طورتها شركة SAST الصينية، وتتميز بزيادة ملحوظة في مدى الاشتباك دون تغيير واضح في حجم الحاويات الصاروخية.
نظام HQ-16FE قادر على التصدي للطائرات من مسافة 3.5 إلى 160 كيلومتراً، وعلى ارتفاعات تتراوح ما بين 15 متراً و27 كيلومتراً. يعتمد في التوجيه النهائي على مزيج من الرادار شبه النشط (SARH) والرادار النشط (ARH)، ويغطي راداره أكثر من 250 كيلومتراً. يستخدم النظام الإطلاق العمودي البارد، ويضم راداراً للبحث وأربعة رادارات مخصصة للتوجيه، ويعتمد في عمله على تقنية المسح المرحلي ثنائي الأبعاد باستخدام صفيف مرحلي نشط. يمكنه تتبع ما يصل إلى 12 هدفاً في آن واحد، واعتراض 8 منها باستخدام ستة صواريخ جاهزة للإطلاق.
يُعد HQ-16 (المعروف أيضاً باسم “الراية الحمراء-16”) نظاماً أرض-جو متوسط المدى موجه رادارياً، وبدأ تطويره عام 2005. تشير تقارير إلى احتمال مساهمة شركة “ألماز-أنتي” الروسية في تطويره، ويُقال إن تصميمه مستلهم من أنظمة Buk-M1 وBuk-M2 الروسية. ومع ذلك، تعتقد مجلة “ميليتاري ووتش” أن HQ-16 ليس نسخة من أي من تلك الأنظمة، إذ يتميز بإطلاق عمودي يوفر تغطية شاملة بزاوية 360 درجة وإمكانية الاشتباك في تضاريس معقدة، وهي قدرات لا توفرها أنظمة Buk. كما أن HQ-16 يستخدم هيكل شاحنة متحرك من نوع 6×6 صيني بدلاً من المنصات المجنزرة، ما يمنحه مرونة أعلى في الحركة وسهولة أكبر في الصيانة.
دخل HQ-16 الخدمة رسميًا في عام 2011، وفي عام 2016 كُشف عن نسخة مطورة منه باسم HQ-16B، وقد زيد مدى هذه النسخة إلى 70 كيلومتراً بفضل تحسين المحرك وتعديل تصميم الأجنحة، كما بدا جسم الصاروخ أطول قليلاً.
عادةً ما يتألف التشكيل النموذجي للنظام من مركبة قيادة، ومركبة رادار بحث، وثلاث مركبات توجيه، و12 مركبة إطلاق، تحمل كل منها ستة صواريخ. كما تشمل المعدات الداعمة مركبات لنقل وتحميل الصواريخ، وتوليد الطاقة، والصيانة، بالإضافة إلى أجهزة اختبار الصواريخ. تتولى مركبة القيادة التنسيق العملياتي وإرسال أوامر القتال ومعلومات الأهداف إلى باقي التشكيل.
أما عن مواصفات الصاروخ نفسه، فيبلغ طوله 5.2 أمتار، وقطره 0.34 متر، ويزن حوالي 650 كيلوجراماً. يمكنه التصدي لأهداف جوية تحلق على ارتفاعات بين 15 و18 كيلومتراً، ومداه الأقصى لاعتراض الطائرات يبلغ 40 كيلومتراً. أما صواريخ الكروز التي تطير بسرعة 300 متر في الثانية، فيتم اعتراضها ضمن نطاق يتراوح من 3.5 إلى 12 كيلومتراً. وتدّعي الشركة المصنعة أن احتمال إصابة الهدف من أول إطلاق يبلغ 85% ضد الطائرات و60% ضد صواريخ الكروز، بينما تبلغ سرعة الصاروخ القصوى 1200 متر في الثانية. يعتمد نظام التوجيه على مزيج من الملاحة بالقصور الذاتي والتوجيه شبه النشط في المرحلة النهائية، وتتوفر منه أيضاً نسخة بحرية قادرة على اعتراض الصواريخ الكاشطة لسطح البحر التي تحلق على ارتفاع يقل عن عشرة أمتار.
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-25 08:42:00
| الكاتب: نور الدين
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي
اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.