“القرار” العبقري: حلّ الحزب بمرسوم، أم تمهيد لـ “مكتب تنسيق” في جونية

بقلم: محمد قاسم|في مختبر “قوات العتمة” السياسي، حيث تُطهى الحلول على نار الانفصال التام عن الواقع، وُلِدَ “قرار” عبقري. المفكّر الاستراتيجي الأستاذ شارل جبور، وفي ومضةٍ نادرة من الإلهام، أتحفنا بالحل السحري الذي غاب عن بال الجميع: “على الحكومة أن تصدر قراراً بحلّ حزب الله سياسياً وعسكرياً”.
“القرار” العبقري: حلّ الحزب بمرسوم، أم تمهيد لـ “مكتب تنسيق” في جونية؟
بقلم: مراقب من تحت الطاولة
في مختبر “قوات العتمة” السياسي، حيث تُطهى الحلول على نار الانفصال التام عن الواقع، وُلِدَ “قرار” عبقري. المفكّر الاستراتيجي الأستاذ شارل جبور، وفي ومضةٍ نادرة من الإلهام، أتحفنا… pic.twitter.com/G5EBDyhpL0— بتوقيت بيروت (@B_t_lb)
"القرار" العبقري: حلّ الحزب بمرسوم، أم تمهيد لـ "مكتب تنسيق" في جونية؟
بقلم: مراقب من تحت الطاولة
في مختبر "قوات العتمة" السياسي، حيث تُطهى الحلول على نار الانفصال التام عن الواقع، وُلِدَ "قرار" عبقري. المفكّر الاستراتيجي الأستاذ شارل جبور، وفي ومضةٍ نادرة من الإلهام، أتحفنا…pic.twitter.com/G5EBDyhpL0— بتوقيت بيروت (@B_t_lb)October 21, 2025
هكذا. ببساطة. “قرار”.
يا لها من عبقرية! لكن يبدو أن الأستاذ جبور، في غمرة حماسته، نسي أن يوضح لنا تفصيلاً لوجستياً صغيراً: مَن سينفّذ هذا القرار التاريخي؟
هل هي الحكومة العاجزة عن عقد جلسة مكتملة النصاب؟ أم الجيش الذي ناضل طويلاً لتأمين وقود آلياته؟ يبدو أن “القرار” في عرفهم يمتلك قوة سحرية ذاتية التنفيذ، لا يحتاج إلى آليات على الأرض.
لكن ذروة الكوميديا السوداء تكمن في التوقيت.
فبينما كان الأستاذ جبور يُطلق نظريته الورقية، كانت سماء لبنان، من أقصى جنوبه حتى جونية والضبية، تضجّ بجولات استطلاعية معمّقة للمسيّرات الإسرائيلية. وكأن العدو، بكل أريحية، يختار الموقع الأنسب لمكتبه الجديد، غير آبهٍ بـ “القرارات” التي تُحضّر في بيروت.
يطرح السؤال البريء نفسه: هل فاتَ “نبّاش القبور” أن يُرفق بـ “قراره” العظيم، طلباً رسمياً لافتتاح “مكتب تنسيق أمني” إسرائيلي؟ هذه المرة ليس في الناقورة، فالمسافة بعيدة، بل ربما في قلب جونية أو على أوتوستراد الضبية، لتسهيل حركة المرور وتنسيق “الحلّ” بشكل أنسب.
الاستنتاج ليس اتهاماً، بل قراءة منطقية لمشهدٍ سريالي:
سماء مستباحة بالكامل، قصف يومي في الجنوب، وغطاء سياسي توفّره “عوكر” يوحي لجماعاتها في بيروت بأن المشكلة ليست في الخرق الإسرائيلي، بل في وجود مَن يردّ على هذا الخرق.
ها هي الحقيقة المرة: “قوات العتمة” تطالب بحل المقاومة “بورقة”، بينما “قوات النور” الإسرائيلية تحلّق في سمائنا وكأنها في نزهة.
لقد أصبح المشهد مسرحية عبثية بامتياز:
- في كواليسهم: “قرارات ورقية” وبيانات نارية.
وعلى مسرح الواقع: “صواريخ حقيقية” ومسيّرات لا تقرأ البيانات.
فليصدروا قرارهم من برجهم العاجي المعزول عن الواقع. ربما في عالمهم الموازي، تملك البيانات قوة ردع، والورقة أقوى من الصاروخ.
لكن في عالمنا الحقيقي، القرار لا يوقف مسيّرة، والبيان لا يمنع غارة، والورقة لا تردع عدواناً. وحده الردع يفرض المعادلات.
لذا، إن كان “الحلّ السياسي” كما يطرح جبور، يقتضي شطب المقاومة من المعادلة، فلا نتفاجأنّ إذا أرفق بـ “قراره” الميمون، كدليل على “النصر الدبلوماسي”، خريطة بالموقع المقترح لـ “مكتب التنسيق” الإسرائيلي الجديد… في جونية.
موقع بتوقيت بيروت — منصتك لمتابعة أهم الأخبار العاجلة وال ات السياسية والاقتصادية من لبنان والعالم. نحن نغطي الأحداث لحظة بلحظة، لتبقى دائمًا في قلب الخبر.
اكتشاف بتوقيت بيروت | اخبار لبنان والعالم لحظة بلحظة
اشترك أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



