الركن الساخر

المشهد من فوق الخزان: وقف إطلاق النار… وتسلل خناجر الداخل

beiruttime-lb.com| يقدم لكم هذا المقال الشامل بعنوان: المشهد من فوق الخزان: وقف إطلاق النار… وتسلل خناجر الداخل.

المشهد من فوق الخزان: وقف إطلاق النار… وتسلل خناجر الداخل

✍️ صقر درويش

❖ مقدمة

منذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار المؤقت بين “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية – وامتداد هذا الهدوء المشروط إلى الجبهة اللبنانية – بدأت رائحة التواطؤ الداخلي تفوح على السطح، من خلال حملة منسّقة بين الإعلام المموّل والسياسيين المأجورين، هدفها الأول: شيطنة حزب الله وتقديم سلاح المقاومة كـ “العقبة الوحيدة” أمام “السلام” و”الازدهار”.

ما يجري ليس اختلافًا سياسيًا تقليديًا، بل هجوم ناعم وخطير على ما تبقّى من قوة ردع لبنانية، بينما يبتسم العدو الإسرائيلي وهو يشاهد الطوائف اللبنانية تتوزّع في طوابير التطبيع… كلٌّ ينتظر دوره.


❖ مرحلة ما بعد الهدوء: الحزب يلتزم… والبعض يُساوم

منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أبدى حزب الله انضباطًا ميدانيًا صارمًا على الجبهة الجنوبية.
لم يطلق رصاصة واحدة خارج الإطار الدفاعي، رغم عشرات الغارات الإسرائيلية على الجنوب، والتي كانت تستهدف غالبًا مناطق خالية أو أبنية مدنية، على أمل استفزاز الحزب.

الرسالة كانت واضحة:

“لسنا نحن من يشعل الحرب. لكننا مستعدون لها إذا فرضت.”

لكن، في المقابل، وجدنا مهرجانًا صاخبًا من التصريحات الإعلامية من شخصيات لبنانية اعتادت تكرار الأسطوانة المشروخة:

  • “السلاح يمنع الدولة من التفاوض”
  • “حزب الله يعطّل التهدئة”
  • “الحزب يأخذ لبنان رهينة”

ولم يكن ذلك صدفة. فالمطلوب اليوم، وفق تعليمات السفارات الكبرى، هو فك الارتباط الشعبي والسياسي بين الحزب والشارع اللبناني.


❖ السياسيون المأجورون: متى أصبح الخضوع شجاعة؟

خرجت شخصيات من “الصف الأول” – بحسب تصنيف الإعلام – تطالب بـ:

  • وضع السلاح تحت سلطة الدولة
  • وقف العمليات الاستباقية من الجنوب
  • سحب الحزب من المعادلة الإقليمية

ومن أبرز هؤلاء:

  • نواب “القوات” الذين اعتبروا أن “التهدئة لا تكتمل إلا بخروج حزب الله من المعادلة”.
  • أصوات “التغييريين”، الذين ربطوا “خلاص الاقتصاد بإلغاء ثلاثي: السلاح، سوريا، إيران”.
  • وزراء سابقون، صدّعوا آذاننا بـ”لبنان أولاً”، بينما كانوا يهمسون بـ”تل أبيب أولاً” في مجالسهم الخاصة.

ولم يتأخر الإعلام المموّل – من الخليج وتل أبيب وواشنطن – عن تسويق هذه التصريحات باعتبارها “نبض الشارع”، رغم أن الجنوب لم يتخلَّ يومًا عن مقاومته.


❖ الدروز في تموضع غامض… والسنّة في حضن الجولاني؟

فيما بدا أن بعض القيادات الدرزية تسعى إلى تحييد الطائفة و”تسوية” وضعها مع التحولات الإقليمية، ظهرت ملامح ارتباطات خفية مع مشاريع تطبيعية عبر واجهات ثقافية وإنمائية.

أما في الشمال، فالساحة السنّية باتت أكثر انكشافًا:

  • صعود شخصيات مقرّبة من الزهراني والجولاني (بعضها يحمل جنسية مزدوجة).
  • إعادة تفعيل شبكات التمويل الخارجي.
  • خطاب معادٍ للمقاومة يُسوّق من داخل المساجد والمدارس.

إنها ليست محض صدفة، بل خطوة أولى لخلق بيئة سنية تتقبّل زعامة عميلة جديدة، تمامًا كما جرى زمن الاحتلال في الجنوب مع سعد حداد وأنطوان لحد.


❖ المسيحيون: عودة إلى أوراق اعتماد واشنطن والرياض

من التيار الوطني الحر إلى حزب القوات، يبدو أن غالبية الخطاب المسيحي اليوم يعيد تقديم أوراق اعتماده:

  • للسعودية كمركز نفوذ مالي.
  • لأميركا كمركز قرار سياسي.
  • ولإسرائيل، ضمنيًا، كـ “واقع” لا بد من الاعتراف به.

الهدف؟ الحفاظ على الامتيازات في النظام اللبناني المقبل، ولو على حساب دماء المقاومين.


❖ حزب الله: الصمت لا يعني الضعف

في مقابل كل هذه الحملات، يلتزم حزب الله صمتًا استراتيجيًا، لكن خطواته واضحة:

  • إبقاء الجبهة الجنوبية جاهزة.
  • تعزيز التنسيق مع فصائل المقاومة في غزة.
  • مراقبة الوضع الداخلي بدون انجرار إلى الفتنة.

لكن هذا الصمت لن يطول، فالتحدي اليوم وجودي. هناك من يظن أن الحرب انتهت، لكن الحقيقة أنها بدأت على الجبهة الداخلية.


❖ الخاتمة: كربلاء تطرق أبواب بيروت

كما يبدو  :

“المطلوب سحق الشيعة بعد نزع سلاحهم، لأن مقاومتهم شرسة ومكلفة.”

نعم، المطلوب هو تصفية آخر جيب للممانعة، ومن ثمّ تسليم لبنان على طبق من فضة للعدو الإسرائيلي.

لكن ما لم يفهمه هؤلاء، أن من اعتاد أن يسير على درب كربلاء، لا يخاف الزحف، ولا يبيع دماء الشهداء مقابل مقعد نيابي أو تصريح مرضي من السفارة.

لبنان اليوم بين خيارين:

  • إما المقاومة والصمود.
  • أو السقوط في مشروع “تل أبيب الكبرى” باسم “الحياد الإيجابي”.

فاستعدوا… فـ كربلاء تعود.


 


اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

المصدر
صقر درويش بتوقيت بيروت

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى