المشهد من فوق الخزّان | ذاكرة البوسطة… ونشيد المجازر الدستورية
beiruttime-lb.com|: هذا المشور يناقش "المشهد من فوق الخزّان | ذاكرة البوسطة… ونشيد المجازر الدستورية" افرأ التفاصيل .
المشهد من فوق الخزّان | ذاكرة البوسطة… ونشيد المجازر الدستورية
بقلم: محمد قاسم
من فوق الخزان، يطلّ علينا النواب والساسة من ورثة زمن الدم والدستور المداس، ليعيدوا توزيع صكوك الوطنية والنقاء الدستوري، كأننا نسينا من أين أتت أول رصاصة… وأين انتهت آخر مذكرة تفاهم!
يعلو صوت بيار أبو عاصي هذه الأيام، مُذكّرًا بجرائم بري ومجازر المؤسسات والدستور.
نسي أو تناسى أن في 13 نيسان 1975، خرجت بوسطة عين الرمانة من تحت أصابع “الكتائب” وبندقية حبيب الشرتوني لم تكن قد قالت كلمتها بعد،
وأن عام 1976 حمل مجازر تل الزعتر وزمن الشعار الهتلري،
وأن اتفاق 17 أيار 1983 (اتفاق الذل مع إسرائيل) لم يسقط إلا حين وقف نبيه بري نفسه وانتفض في 6 شباط 1984 ليكتب صفحة جديدة باسم المقاومة…
فيما كان بشير الجميل، قبل أن ينفذ فيه حبيب الشرتوني حكم العدالة، قد أسس “القوات اللبنانية” لتوحيد البندقية المسيحية، فقط كي يطل سمير جعجع لاحقًا ويحول الوحدة إلى مجزرة من أجل “تنظيف البيت المسيحي”.
أما اليوم، فدروس “الديمقراطية” تنهمر على اللبنانيين من شاشات الكتائب و”اليمين الطاهر”، يوزعون شهادات الوطنية، بينما ذاكرة البلد تطفح بكل المجازر التي حملت أختامهم:
من تل الزعتر وصبرا وشاتيلا إلى كفركلا، ومن اتفاق الذل في أيار إلى صولات جعجع الدموية على إخوة السلاح.
وفي الختام، يصدح نشيد “المعارك الدستورية” فوق كل خزان ماء في البلد، لكن لا أحد يسمع سوى صدى البوسطة:
كل طائفة تتهم الأخرى بكسر الدستور، وكل زعيم يفتخر بانتفاضته، وكل خزان يحمل فوقه غبار المجازر القديمة… ودروس الوطنية الطازجة يوميًا!
وفي المحصلة، يبقى نبيه بري رجل المواقف الصلبة، الذي أسقط اتفاق الذل، وانتفض في وجه زمن الوصاية والاحتلال، وحمى ما تبقى من كرامة المؤسسات حين كان البعض يساوم عليها على الطاولات المظلمة.
وتبقى المقاومة، إرث الدم والشرف، عصيةً على كل محاولات التدجين والشيطنة، واقفة بالمرصاد لكل مشروع تفتيت أو استسلام.
أما التاريخ، فهو لا ينسى ولا يغفر: من أسقط المؤامرات بالأمس قادر أن يسقطها اليوم وغدًا، ومن صمد في وجه جحافل الغزاة، لن يُرهبَه ضجيج الحملات ولا نشيد المنافقين.
إن عدتم عدنا… وكفى.

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.