الهند وباكستان.. أكبر معركة جوية منذ الحرب العالمية الثانية

أولاً: أكبر مواجهة جوية منذ الحرب العالمية الثانية

تشير الأرقام المعلنة إلى أن المعركة تمثل أكبر مواجهة جوية تشهدها سماء العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، سواء من حيث عدد الطائرات المشاركة أو مدة الاشتباك. ورغم أن التاريخ العسكري الحديث عرف مواجهات جوية واسعة النطاق — كتلك التي خاضتها إسرائيل ضد مصر وسوريا، أو الولايات المتحدة ضد العراق — إلا أن هذه الحالات كانت في معظمها غير متكافئة من حيث الإمكانات والتقنيات. أما المواجهة الأخيرة، فتميّزت بتكافؤ نسبي بين الطرفين، ما يعزز من أهميتها التحليلية في ميزان القوى الإقليمية.

ثانياً: أول معركة تُدار بالكامل بتقنيات ما وراء الأفق

من أبرز ما يميز هذا الاشتباك أنه جرى دون أي اتصال بصري مباشر بين الطيارين، إذ تم الاعتماد الكامل على أنظمة الكشف والاستهداف بعيدة المدى. وأفادت المعلومات بأن القوات الجوية الباكستانية أطلقت صواريخ على أهداف هندية من مسافات تزيد على 100 كيلومتر، ما أسفر عن إسقاط عدد من الطائرات دون الحاجة إلى الدخول في قتال جوي قريب (Dogfight). هذا النمط من الحروب الجوية يكرّس نهاية عصر المواجهات التقليدية كما يصورها الخيال السينمائي في أفلام مثل “Top Gun”، ويؤكد أن التفوق في الجو اليوم يُقاس بمدى فعالية المنظومة المتكاملة للرصد والاشتباك، والتي تشمل الرادارات، والأقمار الصناعية، وقدرات الصواريخ. وفي هذا السياق، تظهر باكستان، بحسب مراقبين، تفوقاً واضحاً مدعوماً بالتكنولوجيا الصينية المتقدمة. معركة بهذا الحجم، وإن لم تؤكد كل تفاصيلها رسمياً بعد، تفتح فصلاً جديداً في طبيعة الحروب الجوية الحديثة وتعيد رسم قواعد الاشتباك في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top