تصاعد جديد في التوترات بين الهند وباكستان وسط تحذيرات متبادلة وتحركات عسكرية مقلقة.
موقع الدفاع العربي 30 أبريل 2025: أعلنت الحكومة الباكستانية على لسان وزير الإعلام عطا الله تارار، أن لديها معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى نية الهند شن هجوم عسكري خلال الساعات الأربع والعشرين إلى الست والثلاثين المقبلة، تحت ذرائع “لا أساس لها من الصحة” و”مفبركة”، حسب تعبيره، تتعلق بالتورط في حادثة “باهالجام”. ووصف الوزير الباكستاني السلوك الهندي بـ”المتهور والمرفوض بشدة”، مؤكداً أن أي مغامرة عسكرية من جانب نيودلهي ستُقابل برد صارم وحازم.
تأتي هذه التصريحات في لحظة دقيقة تتقاطع فيها الحسابات العسكرية بالعقائد القتالية، وتتنافس فيها الترسانات النووية على جانبي خط النار، حيث يصبح التوازن الهش لعبة خطرة بين قوتين لا تملك أي منهما ترف الوقوع في الخطأ.
ووفقاً لمؤشر القوة العسكرية العالمية، تحتل الهند المرتبة الرابعة عالمياً، مدعومة بأكثر من 1.4 مليون جندي، بينما تحتل باكستان المرتبة السابعة عشرة، بقوة عسكرية قوامها نحو 660 ألف جندي. وعلى مستوى الردع النووي، تمتلك الهند نحو 160 رأساً نووياً وتتبنى منذ عام 1999 سياسة “عدم البدء بالاستخدام”، بينما تحتفظ باكستان بما يقارب 180 رأساً نووياً وتتبنى سياسة “الردع الكامل”، مع الاحتفاظ بحق الاستخدام المبكر في حال شعورها بتهديد وجودي.
المؤشرات الميدانية توحي بأن الهند قد تكون بصدد الإعداد لعملية عسكرية محدودة، يصعب أن تتحول إلى حرب شاملة في ظل امتلاك البلدين لقدرات نووية مدمّرة. في حين تركز الهند على تطوير قواتها النظامية واستثماراتها في التحديث العسكري، تستند باكستان إلى تعاونها التقني مع الصين وتُعلي من سرعة الرد ونقل المعركة المحتملة إلى العمق الهندي.
عرفت العلاقات بين الجارتين النوويتين توتراً مزمناً على مدى عقود، لا سيما بسبب النزاع المستمر حول إقليم كشمير. وقد تجددت هذه التوترات مؤخراً إثر هجوم في كشمير الهندية، حمّلت نيودلهي مسؤوليته لإسلام آباد، ما دفعها إلى تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند الموقعة عام 1960، في خطوة اعتبرتها باكستان “عدائية” ومؤشراً على نية تصعيدية.
وقد تتابعت بعدها الإجراءات التصعيدية من الجانبين، وسط قلق إقليمي ودولي متزايد.
وفي هذا السياق، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلق المملكة من التوتر المتصاعد واستمرار تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية، داعية الطرفين إلى تهدئة الموقف وتجنب التصعيد، مع التأكيد على ضرورة احترام مبادئ حسن الجوار واعتماد الحلول الدبلوماسية.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أجرى اتصالين منفصلين بنظيريه الهندي والباكستاني لمناقشة مستجدات الأوضاع وبحث السبل الكفيلة بتخفيف التوتر وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-30 19:25:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل