الولايات المتحدة تعرض على الهند مقاتلات إف-35 الشبحية وسط تنامي التهديدات الصينية الباكستانية

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "الولايات المتحدة تعرض على الهند مقاتلات إف-35 الشبحية وسط تنامي التهديدات الصينية الباكستانية" بالتفصيل.
ويرى محللون أن هذه التطورات غيرت حسابات الهند الاستراتيجية بشكل جذري، حيث تواجه نيودلهي الآن احتمال نشوب نزاع على جبهتين مع خصوم يمتلكون قدرات شبحية. ويعتمد سلاح الجو الهندي إلى حد كبير على مقاتلات Su-30MKI وMiG-29 القديمة، وهو بحاجة ماسة إلى قفزة نوعية في قدراته الجوية.
تُعتبر F-35A، التي طورتها شركة لوكهيد مارتن، المقاتلة الشبحية متعددة المهام الأكثر تطوراً في العالم، إذ تجمع بين قدرات التخفي العالية، والوعي الميداني الشامل من خلال دمج أجهزة الاستشعار، إلى جانب مهام السيادة الجوية والهجمات الدقيقة.
ما يميز النسخة المحتملة للهند هو مستوى التخصيص المقترح. فكما هو الحال مع النسخة الإسرائيلية F-35I “أدير” التي تتضمن إلكترونيات ومعدات محلية، يُتوقع أن تتضمن النسخة الهندية أجهزة اتصال معرفية محلية (SDRs)، ونظام تعريف الصديق/العدو (IFF) محسّن، وتوافقاً كاملاً مع بنية القيادة والسيطرة والاستطلاع والمراقبة (C4ISR) الهندية.
ويُعد هذا التكامل بالغ الأهمية بالنسبة للهند، التي استثمرت كثيراً في تطوير شبكات القيادة والسيطرة الخاصة بها. وتُولي نيودلهي أهمية كبيرة لامتلاك “السيادة التقنية” على المقاتلة، بما يشمل القدرة على دمج أسلحة وأنظمة حرب إلكترونية محلية داخل بنية الطائرة.
وقد أصبحت التجربة الإسرائيلية مع F-35I نموذجاً للدول الساعية للاستقلال التشغيلي، حيث استخدم سلاح الجو الإسرائيلي الطائرة لتنفيذ ضربات في سوريا ومناطق متنازع عليها، بفضل النفاذ الكامل إلى أنظمة الطائرة.
وتسعى الهند لتكرار هذا النموذج، من خلال تكييف F-35A مع احتياجاتها الخاصة، بهدف تعزيز قدراتها الهجومية وضمان التوافق مع أسطولها وبنيتها التحتية الحالية.
في المقابل، يُنظر إلى تسارع إنتاج الصين لمقاتلات J-20 على أنه جزء من استراتيجية أوسع لتحقيق الهيمنة الجوية في آسيا، خصوصاً مع نشرها قرب “خط السيطرة الفعلية” مع الهند، ما أثار مخاوف لدى القادة العسكريين الهنود.

أما J-35A، المقاتلة الشبحية القادرة على العمل من حاملات الطائرات، فقد أصبحت مصدر قلق جديد. ورغم أنه كان من المخطط تشغيلها بحلول 2027، تؤكد مصادر أن هذا الموعد تقدّم إلى أوائل 2026، وأن باكستان، بدعم صيني، تنوي إدخال 40 طائرة من هذا النوع خلال عامين فقط.
وقد بدأت برامج تدريب مشترك بالفعل، حيث يخضع طيارون باكستانيون للتدريب على J-35A في الصين. هذه التطورات قد تُحدث تحولاً كبيراً في ميزان القوى على الحدود الغربية، ما يستدعي قفزة مقابلة في قدرات الهند.
ويمثل عرض إف-35 محطة مهمة في تعميق الشراكة الدفاعية الأميركية-الهندية. فمنذ 2008، أبرمت الدولتان صفقات دفاعية تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار، شملت طائرات P-8I البحرية، ومروحيات AH-64E أباتشي الهجومية.
وكان منعطف رئيسي قد حصل في عام 2023، عندما وقّعت الهند صفقة بـ3 مليارات دولار لشراء 31 طائرة MQ-9B بدون طيار، بعد مفاوضات طويلة. وفي وقت قريب، أكّد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس التزام بلاده بدعم قدرات الهند العسكرية، مشدداً على الأهمية الاستراتيجية لتقديم مقاتلات إف-35.
وقد أكدت شركة لوكهيد مارتن أن أي صفقة ستتم عبر برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS)، وهو إطار حكومي يضمن الشفافية والرقابة والامتثال لاستخدام المعدات، مع إمكانية استيعاب المتطلبات الفنية الهندية.
في المقابل، تسعى روسيا—الحليف التقليدي للهند—لتسويق مقاتلتها Su-57E، ليس فقط كمنصة قتالية متقدمة، بل كبوابة لنقل التكنولوجيا والتطوير المشترك.
وقد اقترحت شركة “روس أوبورون إكسبورت” الروسية تجميع الطائرة محلياً في منشآت سبق أن أنتجت أكثر من 220 طائرة Su-30MKI، ما قد يسمح للهند بتسريع إدخال مقاتلة الجيل الخامس دون الحاجة لانتظار سنوات لإنشاء خطوط إنتاج جديدة.

ورغم أن Su-57E تفتقر إلى سجل عملياتي وإمكانات حرب شبكية كالتي تتمتع بها الإف-35، إلا أنها توفر هامش استقلالية أكبر، بعيداً عن القيود السياسية والبرمجية الغربية. غير أن قدرة روسيا على الوفاء بالتزاماتها التصديرية تبقى محل شك في ظل العقوبات الغربية وحرب أوكرانيا.
في جوهره، يرتبط قرار الهند بما هو أعمق من مجرد اختيار طائرة، بل بتحديد مسار استراتيجي: هل تنضم لمنظومة عسكرية غربية عالية التقنية، أم تحافظ على شراكتها التقليدية مع روسيا، رغم التحديات؟
فمقاتلة F-35A تُوفر أداءً رفيعاً وخبرة قتالية ونظام دعم لوجستي وتدريب عالمي، ويمكن أن تعزز قدرات الهند على إسقاط القوة، لا سيما في سيناريوهات العمل المشترك التي تشمل حاملات طائرات وأصولاً متقدمة منتشرة في الميدان.
أما Su-57E، فقد تساهم في تعزيز مبادرة “صُنع في الهند”، وتساعد نيودلهي على الحفاظ على توازن جيوسياسي، خصوصاً في إطار منظمات مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون.
وفي السياق الأوسع لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، فإن صفقة الإف-35 تُعد مؤشراً على تغيرات محتملة في التحالفات، وقد تُشير إلى تقارب هندي متزايد مع الهيكل الأمني الذي تقوده واشنطن، ويضم كلاً من أستراليا، واليابان، والمملكة المتحدة.
وقد تفسّر الصين هذه الخطوة كتصعيد، ما قد يدفعها إلى مزيد من التحديث العسكري، وربما إلى تبنّي موقف أكثر عدوانية في المناطق المتنازع عليها. وفي المقابل، قد تعزز باكستان تعاونها العسكري مع الصين، ما يدفع نحو مزيد من التلاحم في محور بكين-إسلام آباد.
داخلياً، قد تُنشّط صفقة إف-35 قطاع البحث والتطوير الدفاعي في الهند، خصوصاً إذا تضمن الاتفاق بنود تعويضات صناعية، وشراكات محلية، وإنتاج مشترك، ما من شأنه تسريع برامج محلية مثل الطائرة القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA).


Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-31 08:33:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل
