عين على العدو

باراك اقترح دعم الحكومة اذا وافق على التطبيع

هآرتس 5/2/2025، تسفي برئيل: باراك اقترح دعم الحكومة اذا وافق على التطبيع

حلم التطبيع مع السعودية اصبح يحرك آلاف الاسرائيليين من اجل فحص جدول الرحلات الى الرياض وجدة، اسعار الفنادق الفاخرة، مسارات سباق السيارات وملاعب الغولف والعروض الترفيهية التي يتوقع أن تجرى في هذه السنة، لأن دونالد ترامب يريد تحقيقه ونتنياهو يسيل لعابه بشأنه ومحمد بن سلمان اوضح منذ زمن بأن هذا هو خياره الاستراتيجي.

هذا حلم متعدد الابعاد ومليء بالاموال: حلف الدفاع المأمول بين السعودية والولايات المتحدة، اقامة تحالف اقليمي منسق ومسلح بشكل جيد ومستعد لمهاجمة ايران بشكل كثيف، أو ردعها على الاقل، وربما ايضا ثورة في الوعي وانقلاب سياسي نهايته علاقات دبلوماسية مع كل “العالم الاسلامي”، من اندونيسيا وماليزيا ومرورا بالعراق وسوريا وانتهاء باليمن والجزائر. عالم اسلامي – عربي جديد وشجاع يحتضن اسرائيل ويعطي جائزة نوبل لترامب ونتنياهو.

لا توجد هنا أي نية للتقليل من الاهمية الاستراتيجية للتطبيع مع السعودية. اذا تحقق فانه سيخلق دعامة استراتيجية اقليمية مهمة جدا لاسرائيل، وربما ايضا سيمنحها فائدة اقتصادية كبيرة. لكن مثلما أن السلام مع دولة الامارات أو البحرين أو المغرب لم يمنع استمرار الحروب الدموية لاسرائيل، فان التطبيع مع السعودية ايضا لن يوقفها طالما أنها ترفض الاعتراف بالحاجة الى حل النزاع مع الفلسطينيين.

اتفاق السلام الاحتفالي، الذي سيتم التوقيع عليه على العشب الاخضر في البيت الابيض، لن يغير حقيقة أن قطاع غزة مع الـ 2.3 مليون من سكانه، عالق مثل شوكة في حلق اسرائيل. لا يوجد فيه أي وصفقة منطقية للطريقة التي ستتم فيها ادارة القطاع وانهاء الحرب ضد حماس أو اطلاق سراح المخطوفين الذين ما زالوا محتجزين في الانفاق وفي الاقفاص. التعاون العسكري والتكنولوجي مع السعودية لن يجتث المسلحين في مخيم جنين للاجئين، ولن يقضي على منفذي العمليات “الافراد” الذين يعتدون على المدنيين اليهود الذين يسافرون في شوارع الضفة الغربية، أو القضاء على من يضعون العبوات الناسفة في شوارع تل ابيب.

اسرائيل يمكنها اقناع نفسها بأن القضية الفلسطينية تصيب السعوديين بالملل، وأن ترامب لا ينوي وبحق تطبيق حل الدولتين بروحية “صفقة القرن” التي اطلقها، وأن التطبيع سينهي النزاع المحلي وأن الفلسطينيين سيدركون أنه لا توجد أي فرصة لهم. وهكذا فان اسرائيل حتى يمكنها ضم الضفة الغربية وقطاع غزة في الوقت الذي يكون فيه ابن سلمان وترامب يتبادلان اكوام الاموال والسلاح.

من اجل الدفع قدما بالتطبيع ربما يستطيع نتنياهو ربط تصريح متعرج وكاذب يستجيب لـ “شرط الفلسطينيين” الذي وضعته السعودية، لكن لا يمكنه اجتياز الواقع. هنا يكمن تهديد آخر.

اهود باراك اقترح هنا أمس في “هآرتس” صيغة تقتضي “دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب (نظامي) ومحاربة الانقلاب (النظامي) وكأنه لا توجد صفقة مع السعودية”، اقترح دعم الحكومة ورئيسها اذا وافقوا على الشرط الرئيسي للتطبيع بدون التنازل عن النضال ضد جعل اسرائيل ديكتاتورية مسيحانية. ولكن هذه المعادلة سهلة على الاستيعاب، لأنه كما يبدو لا يوجد فيها أي تناقض بين موقفين مبدئيين متوازيين وكأنه لا توجد أي صلة بينهما.

لأن أحد شروط التطبيع يقتضي الاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة، بماذا ستفيد هذه المعادلة اذا طلب رئيس الحكومة اشتراط موافقته على أحد الشرطين بالغاء الشرط الآخر. أي تنفيذ الانقلاب النظامي بكل بنوده، اقالة المستشارة القانونية للحكومة، تقليص صلاحيات المحكمة العليا، اغلاق وسائل الاعلام غير الموالية والتنازل عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وربما حتى الغاء محاكمته، وكل ذلك مقابل اعتراف غامض لا يلزم باقامة الدولة الفلسطينية؟ هل عندها باسم الدعم غير المحدد بالتطبيع يجب على اسرائيل وضع عنقها على مقصلة الانقلاب؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-05 16:17:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى