بالنسبة لنتنياهو، زيارة ترامب في المنطقة تبدأ بالقدم اليسرى حتى قبل اقلاعه

هآرتس – يوسي فيرتر – 9/5/2025 بالنسبة لنتنياهو، زيارة ترامب في المنطقة تبدأ بالقدم اليسرى حتى قبل اقلاعه
عند إعطاء اسم “مركبات جدعون” للعملية المخطط لها في قطاع غزة، تطور في الاستوديوهات حوار تافه: هل كان لجدعون مركبات أم لا. النقاش المهم هو: هل ستكون عملية أم لا. واذا حدثت فأي ثمن سيكتنفها: هل حياة جنود، حياة فلسطينيين أبرياء، تأثير على اقتصاد إسرائيل، تأثير على الوضع السيء أصلا لعائلات رجال الاحتياط، الاغبياء بالنسبة لحكومة المتهربين من الخدمة.
حسب جدول الاعمال المقدر فانه في نهاية الأسبوع القادم سينهي ترامب زيارته في السعودية وقطر والامارات، وحتى ذلك الحين العملية معلقة، وستبقى عجين غير مخبوز، وخبزه الذي يمكن ان يكلف حياة جنود ومخطوفين ويثمر لا شيء، يرتبط بترامب.
في 2009 بدأ براك أوباما زيارته في مصر كهدف لزيارته الأولى كرئيس. عند القاء خطابه في جامعة القاهرة، أراد أن يبدأ علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي (وجلب له جائزة نوبل غريبة). ترامب يفضل الأموال، الكثير منها. الحملة التي تقترب من ناحيته هي اقتصادية قبل أي شيء. يوجد له دوافع كثيرة، بعضها مكشوف وبعضها مكشوف اقل. دول الخليج الغنية، على رأسها السعودية، هي صديقة مفيدة للولايات المتحدة، هي تؤمن بالدولار وتستثمر في العقارات الامريكية، تمول بشكل جيد صناعة السلاح الضخمة التي لها تاثير كبير على أي إدارة، وبالتأكيد على الإدارة الحالية.
هي أيضا مفيدة لترامب، عائلته والمقربون منه شخصيا. من صناديق استثماراتهم ومرورا بالصفقات العقارية وحتى عملة الكربتو التي أصدرها الرئيس الأمريكي الفاسد وعديم الكوابح، الذي في نظره الرئاسة هي مشروع تجاري. هكذا أيضا يمكن فهم احداث هذا الأسبوع مع الحوثيين. بعد لحظة من مهاجمة إسرائيل لمطار صنعاء اعلن ترامب أنه والإرهابيين في اليمن قاموا ببلورة تفاهمات، ومن ناحيته التدخل الأمريكي في هذه الساحة – انتهى. ماذا بشأن إسرائيل؟ “سنناقش ذلك”، قال الرئيس في رده على هذا السؤال.
من اللحظة التي هز فيها اقتصادات العالم، ترامب يجب عليه تقديم وصولات في هذا الشأن. ان رفع التهديد عن التجارة البحرية الامريكية مهم له اكثر من الصواريخ اليمنية على إسرائيل، التي يبدو في هذه الاثناء بأنها لا تهمه أبدا.
بالنسبة لرئيس حكومة إسرائيل فان زيارة ترامب في المنطقة بدأت بالقدم اليسرى، حتى قبل صعود الرئيس الى الطائرة. نتنياهو يعيش في حالة فراغ سياسي صعبة، وليس من الغريب أن يكون الامر هكذا. يصعب إحصاء السيناريوهات الكثيرة التي يمكن أن تنشأ من هذه الزيارة. اتفاقات اقتصادية؟ سياسية؟ زيارة في طهران؟ وكالة “رويترز” ذكرت مساء أمس بأن ترامب لن يطلب من محمد بن سلمان التطبيع مع إسرائيل كشرط للتوصل الى اتفاق نووي مدني. جو بايدن وكمالا هاريس “اللاساميين” لم يكونا ليتجرءا على التطرف بهذه الطريقة.
السؤال الأساسي بالنسبة لنا، بالطبع، هو هل زيارته ستحرك (أو ستفرض) صفقة تبادل ووقف لاطلاق النار في القطاع؟ أو هل سيلوح بهذه القضية من فوق جدول الاعمال حتى اشعار آخر؟. التلويح يعني استمرار تجسيد الأوهام المشوهة لبتسلئيل سموتريتش، الفاشي المسيحاني، عن طريق خادمه المطيع نتنياهو. وما بينهما – من يعرف؟. ترامب المح، ضمن أمور أخرى، الى توسيع “اتفاقات إبراهيم”. في 2020 قطر رفضت الانضمام اليها. ربما برعاية المصالح الاقتصادية في واشنطن، والجنائية في القدس، هذا هو بالضبط الوقت المناسب لمثل هذه الخطوة.
لا يجب تأبين علاقات نتنياهو وترامب. قاعدتهما دفعت بهما وستدفعها بقدر الإمكان الى أحضان بعضهما. ولكن زواجهما لا يبشر بالخير. في بداية شهر شباط كان رئيس الحكومة هو “الزعيم الأول!” الذي حظي بزيارة في البيت الأبيض. هو جاء مع “سلة مشتريات” (تعبير تم صكه في عهد غولدا مئير)، وخرج مع القليل من السلاح والكثير من الأوهام التي فاجأته، حول الترانسفير في غزة وتحويل القطاع الى ريفييرا أمريكية.
في بداية شهر أيار مرة أخرى كان “الزعيم الأول!” الذي تمت دعوته للرئيس (بعد اعلان الجمارك). ولكن تبين أن الاحترام الكبير هو “قبعة حمراء”. في اللقاء المغلق طلب مهاجمة ايران والتطبيع مع السعودية بدون الفلسطينيين، وفي خلفية الصورة حصل على توبيخ مزدوج. بدءا بالإعلان عن المحادثات الامريكية مع طهران وانتهاء بتتويج الديكتاتور التركي اردوغان بلقب “بي.اف.اف” (اعز صديق الى الابد) الخاص به.
في حينه كان من الواضح أن شهر العسل الجديد لهذين الزوجين انتهى ابكر مما هو متوقع. ترامب وصل الى ولايته الثانية وهو يحمل الكراهية الشديدة لنتنياهو. قبل الانتخابات الطرفين تساوقا معا. نتنياهو وضع عليه كل الامال كي يخلق شبكة علاقات محسنة. ولكن لديه هذا دائما يتعطل. والآن يبدو أن الرئيس ببساطة مسرور بأن يوجه اليه ضربة.
محظور الاستخفاف بما كشفته “واشنطن بوست”، أنه على خلفية اقالة مستشار الامن القومي، مايك وولتس، تقف محادثاته مع نتنياهو، الذي ضغط من اجل القيام بعملية عسكرية في ايران. هذه المحادثات كانت في وقت سابق، في بداية ولاية ترامب – حتى قبل قمة ترامب ونتنياهو. أيضا في الولاية الأولى اكتشف ترامب بأن نتنياهو يكذب عليه ويخدعه ويأخذ منه الفضل. الآن هذا يبدو مثل إعادة بث. النتيجة: إسرائيل يتم تغييبها عن المحادثات مع طهران، وهي لاعبة ثانوية في زيارة الرئيس (التي يقفز عنها).
معظم الشروط التي طلبتها إسرائيل من الأمريكيين كي يتم إدخالها الى كل اتفاق لم تتحقق. لو أنه كان يوجد رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض في هذه المرحلة كنا سنرى نتنياهو يأتي الى الكونغرس ويوجه التوبيخ له امام شعبه. الآن هو يصمت، يرتجف مثل ورقة، وينتظر رؤية ما الذي سيقرره الرئيس بشأنه وبشأننا، هذا اذا قرر. ماذا سيقول الرئيس؟ “سنرى ماذا سيحدث”.
الأسد الذي زأر
كثيرون لا يعرفون الى أي درجة اريه درعي عمل في السنتين الأخيرتين للحكومة كمثبت رئيسي لنتنياهو. في أي مشكلة ثارت في الائتلاف امام أي حزب أو امام أي شخص مارق، نتنياهو كان يتصل مع صديقه بسرعة. في الائتلاف اطلقوا عليه “رئيس هيئة بيبي”. رئيس الطاقم تساحي برفرمان، عمل كمتدرب، على الأكثر اغلق النهايات السائبة.
وزراء شاس شعروا اكثر من مرة بالحرج عند رؤية الأسد خاصتهم وهو يركض مثل كيسنجر بين الإباء الروحيين والأشخاص التنفيذيين مثل ايتمار بن غفير واسحق غولدكنوفف، والتوسط من اجل الزعيم. “هو يوجد عميقا في جيب بيبي، الذي أحيانا ببساطة لا يرونه”، قال منذ فترة كبير في شاس. في الأسبوع الماضي، عشية افتتاح الدورة الصيفية، حيث لغم التهرب من الخدمة لم يتم تحييده، ودرعي بقي مع الإنذار المضحك له مثل “كلب شناوزر المبلل في المطر” (كما قال يئير لبيد)، انفجر اللغم.
تصور نتنياهو انهار. فجأة اريه المخلص والموثوق والشاويش انضم لاخوته الاشكناز واعلن عن تمرد في التصويت. ليس مجرد “اعلن”، بل، حسب المعلومات التي وصلت الى مكتب رئيس الحكومة، هو دفع بذلك. أيضا الأصدقاء في يهدوت هتوراة الذين تعودوا على اقوال التهدئة على لسان درعي، تفاجأوا من سماع موسيقى مختلفة كليا منه.
في يوم الاثنين، اليوم الأول للدورة، كانت محادثة هاتفية بين نتنياهو ودرعي. وحسب مصادر في الليكود وشاس فانه لم تكن محادثة مثلها. “حديث الطرشان”، كما وصفها شخص، “شملت الصراخ”. نتنياهو توسل الى رئيس شاس الغاضب كي يتراجع عن العقوبات المتطرفة، عدم تأييد مشاريع القوانين الخاصة لليكود أول أمس، وضمن ذلك مشروع القانون الهام، “تقسيم منصب المستشار القانوني للحكومة”.
درعي بشكل عام لم يكن مستعد للسماع عن ذلك. وهكذا فانه في يوم الأربعاء علق الائتلاف كل مشاريع قوانينه. لقد تم صد أيضا الضغوط من مكتب وزير الخارجية جدعون ساعر، لاستثناء مشروع قانون تقسيم المنصب، الذي يعتبره ابنه. يجب الفهم بأنه اذا تم تقسيم هذا المنصب، والنائب العام يتم تعيينه من قبل وزير العدل، فانه لا يوجد شك في أن خطوته الأولى في المكتب، حتى قبل أن يسخن الكرسي، ستكون التوجه الى المحكمة المركزية في القدس وطلب تجميد الاجراء القانوني من اجل “إعادة فحص الأدلة التي أدت الى لائحة الاتهام”. هذا هو الهدف ولا يوجد هدف غيره.
حتى امس، اللقاء الرباعي في مكتب رئيس الحكومة الذي شمل نتنياهو ودرعي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس لجنة الخارجية والامن يولي ادلشتاين، لم يثمر أي شيء. مقاطعة الحريديين بقيت على حالها الى يوم الأربعاء القادم. في نفس الوقت تزداد التقارير بأنه في يهدوت هتوراة يتعزز التيار المؤيد للانسحاب من الحكومة. درعي لا يؤيد ذلك – 90 في المئة من مصوتيه يثقون بنتنياهو – لكن كما قلنا هو أيضا لا يوجد في المكان الذي كان فيه في السابق (عميقا في جيب نتنياهو).
“هم لن يحلوا ولن يسقطوا الحكومة”، قال لي وزير في الليكود مطلع على قضية التهرب من الخدمة. “لأنه لا يوجد سيناريو يقول بأن الليكود سيفوز في الانتخابات فانهم لن يستفيدوا من الانتخابات. بل وضعهم سيكون أسوأ. لأنه لا شك بأننا سندفع ثمن باهظ في الانتخابات حول هذا الموضوع”. حسب رأيه فان الخيار الواقعي اكثر هو اقالة ادلشتاين من رئاسة اللجنة. “في اللحظة التي فيها درعي وغولدكنوفف وغفني يأتون فيها الى بيبي ويقولوه له: اما ادلشتاين أو نحن، عندها ستتم اقالته”.
“الهدف الأعلى” بالنسبة لنتنياهو ليس احراز النصر كما اعلن قبل أسبوع في احجية التناخ، الهدف الأعلى الوحيد هو الحفاظ على حكومة الذبح والخبث بقدر الإمكان، والهرب من محاكمته، ومن نار التحقيقات الجديدة التي تحرق مؤخرته.
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-09 17:41:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO