عين على العدو

بايدن رجل التناقضات، نزعة المصالحة عززت ايران، ومن جهة اخرى

يديعوت احرونوت 21/1/2025، بن درور يميني: بايدن رجل التناقضات، نزعة المصالحة عززت ايران، ومن جهة اخرى ساعد إسرائيل

بايدن، عزيز اليمين أحد أعظم أصدقاء دولة إسرائيل غادر امس البيت الأبيض.  ليس واضحا بعد اذا كانت إسرائيل ستشتاق اليه. لانه رغم أنه عرف نفسه كصهيوني، رغم تصريحاته المؤيدة، رغم القطار الجوي الذي زود إسرائيل باكسجين أمني، جو بايدن هو أساس قصة فشل. فهو يواصل تقاليد طويلة لزعماء أمريكيين يصعب عليهم أن يفهموا الشرق الأوسط. لكن يخيل ان اليمين الإسرائيلي بالذات سيشتاق اليه. لانه لم يسبق ان كان رئيس امريكي سمح لليمين الإسرائيلي بعمل كل ما يروق له. سنأتي الى هذا لاحقا.

بدأ بايدن ولايته بخطأين جسيمين حتى لو لم يكونا المسبب المباشر لمذبحة 7 أكتوبر، كانا بالتأكيد في الخلفية. الأول، بعد أيام قلائل من تسلم بايدن لمنصبه، في 6 شباط 2021 كان اخراج الحوثيين من قائمة الإرهاب. اعيدوا الى القائمة في 17 كانون الثاني، قبل سنة. بعد أسبوعين من ذلك في 19 شباط 2021 الغى بايدن العقوبات على ايران. كان بايدن مؤيدا للنهج الذي يقضي بان النية الطيبة من جهة تؤدي الى نية طيبة من جهة أخرى. هذا لم ينجح.

الاتفاق النووي وقع في 2015. ترامب الغاه في 2018. محللون كثيرون، في إسرائيل أيضا، ادعوا بان الإلغاء شجع طهران على تسريع السباق الى النووي. ليس صحيحا. تأثير العقوبات كان دراماتيكيا. حسن روحاني، الذي كان في حينه رئيس ايران اعترف منذ نهاية 2019 بان استئناف العقوبات الحق بايران ضررا اقتصاديا بـ 200 مليار دولار. في نهاية 2020 كان وزير الخارجية محمد جواد ظريف هو الذي اعترف بان الضرر لإيران بات يبلغ 250 مليار.

وكانت النتيجة الفورية انخفاض 28 في المئة في ميزانية الدفاع الإيرانية. كان هذا إنجازا هائلا. غير انه عندها جاء بايدن مع الغاء العقوبات. وايران، بالفعل، بدأت تسرع البرنامج النووي. لكن ليس بسبب ترامب. بسبب المال الهائل الذي دخل في اعقاب الغاء العقوبات. بالضبط ذاك المال، هدية قرار بايدن، وصل على أي حال أيضا لكل الوكلاء الإقليميين – حزب الله، الحوثيين، الكتائب في العراق وبالطبع الجهاد الإسلامي وحماس في القطاع.

انتصار بايدن رفع مستوى الامل، واساسا من جانب اليمين. “في الاستيطان يستعدون لادارة ترامب”، كتب بالعنوان الرئيسي لصحيفة “مكور ريشون”، “يعدون خطة لفرض السيادة في المنطقة”. غير أن الحقيقة بدأت تنكشف لدوائر مؤيدي الضم. الاسبوعان الاخيران يوضحان بان ترامب لا يعتزم الانضمام الى مجلس “يشع”. وعمليا، يسود اليمين الإسرائيلي الارتياح، الكثير من الارتياح، من إدارة بايدن بالذات. كي نفهم هذا هناك حاجة ببساطة لمراجعة المعطيات.

وبالفعل، في العام 2023، أقيمت 31 بؤرة استيطانية. كان هذا رقما قياسيا لكل السنين. رقما قياسيا مخيفا، مر بصمت لان المعسكر الصهيوني – الديمقراطي كان منشغلا باحباط المبادرات القضائية. وعندها جاء العام 2024، وهو عام الحرب الأصعب التي خاضتها إسرائيل في عشرات السنين الأخيرة. والرقم القياسي ليس فقط تحطم بل تضاعف. 60 بؤرة استيطانية أقيمت في اثناء هذا العام، واكثر من ذلك، 7 منها أقيمت في داخل المناطق ب. بمعنى، في المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية حسب رؤيا السلام لترامب.

بالضبط عندما هتفوا في الجامعات الامريكية “من البحر الى النهر” كانت حكومة إسرائيل هي مقاول التنفيذ للهتافات. هي التي تقودنا الى الرؤيا الكابوسية لـ “دولة واحدة”. بتسلئيل سموتريتش يقصد شيئا آخر، لكن هو الذي يجسد رؤيا كارهي إسرائيل. اين كان بايدن؟ اين الإدارة الامريكية؟ لم نرَ ولم نسمع. إدارات سابقة، جمهورية وديمقراطية حاولت وقف زخم الاستيطان. إدارة جورج بوش، في نيسان 2003، توصلت الى اتفاق مع إسرائيل، التي كانت في حينه برئاسة ارئيل شارون، على “تفكيك بؤر استيطانية أقيمت منذ اذار 2001”. ليمور لفنات اعترفت في 2005 بان إسرائيل وافقت على “إزالة 24 بؤرة فقط”. وبالفعل، ازيلت بؤرة هنا وبؤرة هناك. لكن الزخل الهائل تواصل. وإدارة بايدن بالغت في الفعل. تحت عيونها غير المفتوحة أقيمت بؤر استيطانية اكثر مما تحت أي إدارة أخرى.

يوجد بايدن آخر. الرئيس المتصلب والمهدد. هو الذي اعلن “لا تفعل” فور مذبحة 7 أكتوبر. وجه دعوته الدراماتيكية الى ايران، حزب الله وكل من اعتزم التدخل في القتال. تنظيم حزب الله لم يتأثر، اصر على التدخل. هكذا أيضا ايران التي نفذت هجومين صاروخيين على إسرائيل. وهكذا أيضا بالتأكيد الحوثيون، الذين حتى القصف الأمريكي لم يردعهم. هذه الـ “لا تفعل” وجهت أيضا لإسرائيل، واساسا ضد اجتياح رفح. هل اجدى هذا؟ هل ردعت إسرائيل؟

بايدن، كما ينبغي الاعتراف، كان ضعيفا، ضعيفا جدا. بدأ ولايته مع ميزة واضحة من نزعة المصالحة التي عززت أساسا الجهات الراديكالية في الشرق الأوسط. وعندما جاء التحذير الصاخب، احد لم يأخذه بجدية. ولا يزال، ينبغي ان نذكر لبايدن المساعدة الأمنية الهائلة. هو اخطأ. هو متصالح. لكنه كان محبا حقيقيا لإسرائيل. كلنا مدينون له بالشكر. واليمين الإسرائيلي – اكثر منا جميعا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-21 16:03:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى