بعد حصول الجيش المصري عليه،، كيف يقارن الدفاع الجوي الصيني HQ-9B بعيد المدى بأنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400/S-300؟

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "بعد حصول الجيش المصري عليه،، كيف يقارن الدفاع الجوي الصيني HQ-9B بعيد المدى بأنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400/S-300؟" بالتفصيل.
ويطرح خبراء تساؤلات حول مدى قابلية المقارنة بين منظومة الدفاع الجوي الصينية بعيدة المدى HQ-9B ونظيراتها الروسية من طراز S-400/S-300، في ظل التقارب الكبير في التصميم وبعض القدرات الفنية.


من الصعب مقارنة هذه الأنظمة، خاصةً لأن الصين لا تكشف الكثير من المعلومات عن معداتها العسكرية. عندما تفعل ذلك، تقوم بالكشف فقط عن الأرقام البراقة مثل المدى والسرعة، ولكنها لا تكشف عن عدد الاشتباكات المتزامنة أو وقت الإعداد. ومع ذلك، يمكننا إجراء مقارنة أساسية ونجد أن الـ HQ-9 متقارب إلى حد ما مع الـ S-400 أو الـ S-300PMU، بينما الـ HQ-22 يقع في مكان ما بين قدرات الـ S-350 والـ S-300PMU.
الـ HQ-9 يشبه بصرياً الـ S-300، مع نظام الإطلاق والنقل (TEL)، أربعة صواريخ لكل TEL، ورادار تحكم ناري من طراز HT-233 المركب على مقطورة والذي يشبه إلى حد بعيد رادار الـ 30N6 المستخدم مع الـ S-300، وجميعها مركبة على شاحنات ذات ثماني عجلات. مثل الـ S-300، يمكن تكوين بطارية الـ HQ-9 الأساسية مع رادارات بحث مختلفة على مستوى البطارية أو الفوج. يمكن لرادار الـ 30N6 أن يضيء حتى 6 أهداف لما يصل إلى 12 صاروخاً في وقت واحد، ومن المعروف أن رادار الـ HT-233 يمتلك نفس القدرة.
تختلف البطارية الأساسية عن الـ S-300 في عدة جوانب رئيسية. بينما يحتوي الـ S-300 على وحدة التحكم الملحقة بنفس الشاحنة التي تحمل رادار الـ 30N6 في كابينة خلف مصفوفة الهوائيات، يستخدم الـ HQ-9 مقطورة قيادة منفصلة، صممت خصيصاً لهذا الغرض تحمل اسم TWS-312. تأتي TELs الخاصة بـ S-300 في نوعين، “الرئيسي” 5P85S الذي يحتوي على هيكل مغلق كبير خلف الكابينة لإيواء معدات نقل الاتصال، و”الفرعي” 5P85D الذي يفتقر إلى هذا الهيكل. يتم التحكم في البطارية من مركز القيادة، حيث يتم إرسال الإشارات اللاسلكية لإطلاق صاروخ من TEL إلى TEL الرئيسي ثم يتم نقلها إلى TEL الفرعي. في بطارية S-300، تتكون الوحدات النارية من 4 مجموعات من TELs، كل مجموعة تحتوي على TEL رئيسي واثنين فرعيين. أما في بطارية HQ-9، تتواصل كل TEL مباشرة مع مركبة القيادة، وتبدو البطارية القياسية وكأنها تحتوي على 8 TELs.
على الرغم من وجود العديد من الادعاءات غير المثبتة حول أنواع الـ HQ-9، فإن أحدث نوع مؤكد أنه في الخدمة هو الـ HQ-9B. تستخدم هذه النسخة رادار تحكم ناري محدث وصاروخ جديد. الصواريخ الأصلية الكبيرة لها مدى لا يقل عن 200 كم، بينما الصواريخ الأحدث لها مدى أقصر ولكن يمكن لكل TEL حمل ثمانية من هذه الصواريخ الأصغر. ويبدو أن الصاروخ الأصلي مشابه للـ 48N6E2 المستخدم في الـ S-300PMU، مع مدى يتجاوز 200 كم وتوجيه عبر الصاروخ (TVM). وتدعي بعض المصادر أن الـ HQ-9 يستخدم معززاً ذو مرحلتين. تم الإبلاغ منذ سنوات أن صواريخ الـ HQ-9B قد تم ترقيتها ليحتوي الصاروخ على جهازين للكشف، أحدهما TVM مدعوم بكاميرا تصوير بالأشعة تحت الحمراء.
فيما يخص الصواريخ الأصغر حجماً، فإنها تؤدي دوراً مماثلاً لصاروخ 9M96 المستخدم في منظومة S-300PMU. فهذه الصواريخ يمكن تجميع أربعة منها في نفس منصة الإطلاق التي تُستخدم عادة لصواريخ 48N6 الأكبر حجماً. يبلغ مدى النسخة الأصلية من صاروخ 9M96 حوالي 40 كلم، في حين تصل النسخة الأحدث إلى 120 كلم.
ويتميز هذا النوع من الصواريخ بامتلاكه باحثاً رادارياً نشطاً، ما يسمح له بضرب أهداف تحلّق على ارتفاعات منخفضة أو تقع خارج مدى الرؤية المباشرة للرادار، دون الحاجة إلى إضاءة مستمرة من رادار التوجيه الأرضي. وتمنح هذه الصواريخ، بفضل عددها الكبير وقدرتها على العمل بشكل مستقل، أداءً أفضل في مواجهة الأهداف الصعبة مثل صواريخ كروز والطائرات المتخفية خلف التضاريس أو انحناء الأرض.


وبالنسبة للنسخة المطورة HQ-9B، فمن المرجح أنها تستخدم صواريخ مماثلة في الفكرة، مزودة أيضاً بباحث راداري نشط، مع مدى يُقدّر بين 40 و160 كلم، مما يعزز قدرتها على التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الجوية بفعالية عالية.
تتميز هذه النسخة المطوّرة بتكوين مختلف، حيث أصبحت القواذف قادرة على حمل فئة جديدة من الصواريخ الأصغر والأخف وزناً، ما يسمح بحمل ثمانية صواريخ لكل قاذف، مقارنة بالحد الأقصى السابق البالغ أربعة صواريخ كبيرة.
ووفقاً لصحيفة Global Times، فإن هذه الصواريخ الأصغر صممت للتعامل مع الأهداف الأقصر مدى، ما يوفر طبقة إضافية من الحماية تكمل أداء الصواريخ بعيدة المدى، ويعزز تعدد طبقات الدفاع في المنظومة. ويبرز هذا التحديث قدرة منظومة HQ-9B على التكيف مع مختلف التهديدات، مؤكداً مرونتها وفعاليتها التشغيلية.
وتُعد HQ-9B واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً على مستوى العالم، وقد خضعت لاختبارات صارمة من قبل القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي. ففي مناورة أُجريت في مايو 2021، نُشرت كتيبة دفاع جوي لمسافة 500 كيلومتر في تضاريس غير مألوفة، حيث تم اختبار النسخة المطوّرة من HQ-9 تحت ظروف قاسية شملت الظلام، والبرد، والعواصف الرملية. وخلال التمرين، نجحت الكتيبة في إسقاط أربع طائرات مسيّرة باستخدام أربعة صواريخ فقط، ما يُظهر دقة وقدرة المنظومة.
وتُعد HQ-9B أكثر أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى إنتاجاً خارج روسيا. ومثل نظيرتها الروسية S-400، تعتمد HQ-9B على المرونة العالية في الحركة، حيث يتم نشر الصواريخ والرادارات ووحدات القيادة على شاحنات متحركة لتعزيز فرص البقاء في ميدان المعركة.
كما أثبتت HQ-9B نجاحها في السوق الدولية، حيث تم تصديرها إلى دول مثل تركمانستان وأوزبكستان وباكستان، وتشير تقارير إلى أنها بيعت أيضاً إلى المغرب. أما صربيا، فقد اختارت النسخة الأخف، HQ-22، على الرغم من الضغوط الغربية لاقتناء أنظمة متوافقة مع معايير الناتو.
وبمدى يصل إلى 250 كيلومتراً، يمكن للمنظومة تغطية مساحة تصل إلى 200 ألف كيلومتر مربع، بفضل راداراتها ذات التغطية الشاملة 360 درجة، ونظام الإطلاق البارد الذي يتيح الاشتباك في جميع الاتجاهات. وتُمثل هذه القدرات، إلى جانب التحسينات في المستشعرات وروابط البيانات، قفزة نوعية مقارنةً بالنسخة السابقة HQ-9A، التي دخلت الخدمة في الفترة بين 2000 و2001.
وما يؤكد قوة منظومة HQ-9B هو إعلان قيادة المسرح المركزي لجيش التحرير الشعبي الصيني، في العام الماضي فقط (سبتمبر 2024)، عن نشر النسخة الجديدة من المنظومة ضمن وحداتها القتالية. ويعكس هذا الإعلان الرسمي ثقة الجيش الصيني في كفاءة هذه المنظومة وقدرتها على التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الجوية، مما يعزز مكانتها كأحد أعمدة الدفاع الجوي بعيدة المدى في الترسانة الصينية الحديثة.
وقد تم نشر منظومات HQ-9B في مواقع استراتيجية مثل شعاب فيري كروس، سابي، وميشيف في جزر سبراتلي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، في خطوة اعتُبرت بمثابة رسالة واضحة على استعداد الصين وقدرتها على الدفاع عن مطالبها الإقليمية في المنطقة.