بلومبرغ: ترامب سيزور المغرب لعقد صفقات ضخمة

وبحسب نفس المصادر، فإن حجم الصفقة وتوقيتها لا يزالان قيد البحث، غير أن الإعلان عن الجزء المتعلق بـ”إيرباص” قد يتم خلال معرض باريس الدولي للطيران الأسبوع المقبل. أما الإعلان عن صفقة “بوينغ”، فقد يُرجأ إلى ما بعد اللقاء المرتقب بين الملك محمد السادس والرئيس ترمب، في ما يبدو أنه ربط بين الاقتصادي والسياسي في تعزيز الشراكة بين البلدين.

ورفضت كل من “بوينغ” و”إيرباص” التعليق على المعلومات، فيما لم تصدر الخطوط الملكية المغربية أي بيان رسمي حتى الآن.

دوافع التوسع

تأتي هذه الخطوة في إطار سعي المملكة المغربية إلى تعزيز قدراتها في مجال الطيران المدني والتجاري، في وقت تشهد فيه البلاد انتعاشاً متزايداً في الطلب على النقل الجوي. كما تهدف الخطوط الملكية المغربية إلى تنمية نشاط الشحن الجوي، في انسجام مع رؤية الحكومة لتحويل المغرب إلى منصة جوية محورية في شمال وغرب إفريقيا.

وتشكل الاستعدادات لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2030 حافزاً إضافياً لهذا التوسع، إذ تسعى المملكة إلى استقطاب 26 مليون سائح سنوياً بحلول نهاية العقد الحالي، ما يتطلب تعزيز البنية التحتية للنقل الجوي بشكل ملحوظ.

وقد تمثل صفقة الطائرات الجديدة، إذا ما أُبرمت، واحدة من أضخم الاستثمارات في تاريخ الطيران المدني المغربي، وتحمل في طياتها أبعاداً اقتصادية وجيوسياسية على حد سواء.

مقاتلات إف-35 الشبح للمغرب؟

كشف موقع Times Aerospace في تقرير حديث كتبه الخبير في الطيران العسكري آلان وارنز أن المملكة المغربية تقترب من إبرام صفقة تزوّد بموجبها القوات الجوية الملكية بأحدث مقاتلات الجيل الخامس الشبحية من طراز F-35A، مما يجعل المغرب أول دولة عربية وإفريقية تحصل على هذا الطراز المتقدم.

وأشار التقرير إلى أن الصفقة التي تشمل شراء 32 طائرة، حظيت بموافقة إسرائيلية مهمة، نظراً لنفوذ تل أبيب في الموافقة على بيع هذه المقاتلات للدول العربية. وتُقدر قيمة الصفقة بحوالي 17 مليار دولار على مدى 45 عاماً، تشمل تكاليف الشراء والصيانة والدعم الفني.

وتزامن هذا الإعلان مع تصريحات خلال معرض “آيدكس” (IDEX) في فبراير، حيث أُشير إلى أن احتمال عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولاية ثانية قد يسرّع استكمال الصفقة التي بدأها خلال ولايته الأولى دون أن تُنجز. كما أكد المعرض على تقديم ممثلين من شركة “لوكهيد مارتن” عرضاً فنياً موسعاً لوفد عسكري مغربي حول القدرات المتقدمة لمقاتلة “إف-35”.

من الناحية المغربية، يُعد استحواذ القوات الجوية على هذه الطائرات قفزة نوعية ضخمة في تعزيز القدرات الجوية والتكنولوجية للمملكة.

وفي سياق متصل، كان المغرب قد حصل في أغسطس 2020 على موافقة أمريكية لشراء 24 مقاتلة من طراز F-16C/D بلوك 72، تشمل 20 مقاتلة F-16C وأربع F-16D، مع تجهيزات متطورة ومن المتوقع تسليمها خلال العام الجاري. إضافة إلى ذلك، يمر أسطول المقاتلات F-16 المغربي المتبقي (23 طائرة) ببرنامج تطوير شامل لتحويلها إلى نسخة F-16V الأحدث، مجهزة بأنظمة رادار متطورة من نوع AESA وأنظمة حرب إلكترونية حديثة.

وذكر الخبير وارنز أن المغرب يسعى كذلك لتعزيز قدراته الاستخباراتية عبر دمج طائرتي تجسس (ISR) من طراز “غلف ستريم جي 550” يتم تطويرهما بالتعاون مع شركات أمريكية وإسرائيلية، إضافة إلى امتلاك المغرب لأقمار صناعية تجسسية متطورة من إسرائيل، ما يمنحه ميزة مراقبة وتحليل مكثف لتحركات دول الجوار، وعلى رأسها الجزائر.

وأوضح التقرير أن هذا التطور العسكري قد يثير قلقاً بالغاً لدى الجزائر، التي رداً على ذلك أصبحت أول زبون خارجي لمقاتلة الجيل الخامس الروسية “سوخوي سو-57″، رغم عدم امتلاكها بنية تحتية متكاملة كتلك التي تتمتع بها القوات المغربية.

ويُتوقع أن يستفيد المغرب كثيراً من المسارات التدريبية والتشغيلية الموحدة المتبعة في دول حلف الناتو، مما يهيئ القوات الملكية الجوية لتشغيل مقاتلات “إف-35” بحلول عام 2035، إلى جانب أسطولها الحالي من مقاتلات “إف-16” المطورة.

Back to Top