اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

تطهير قيادة الجيش وإعاقة تشكيل لجنة التحقيق

هآرتس 22/1/2025، يوسي فيرتر: الحكومة حققت اهدافها: تطهير قيادة الجيش وإعاقة تشكيل لجنة التحقيق

وزير الدفاع اعتاد على قضاء المساء ليس في ماراثون نقاشات وتقدير للوضع في وزارة الدفاع كما كان يفعل سلفه، بل المشاركة في مناسبات اعضاء الليكود. مساء أول أمس شارك في حفل زفاف ابنة عضو مركز الليكود دافيد بابيا؛ في المساء السابق شارك في حفل زفاف ابنة العضوة دوريت ريختر. في الاحداث القادمة نحن نأمل أن يكون لديه وبحق سبب للاحتفال. فرئيس الاركان هرتسي هليفي الذي حصل على ما يكفي من الاهانة من قبل الوزير سيترك منصبه في 6 آذار القادم.

هليفي كان في الاصل ينوي تقديم استقالته في الربع الاول من العام الحالي. ولكنه استمر حتى الآن في هذه النقطة لاسباب أمنية. هو يغادر في هذه النقطة لاسباب سياسية. الامر الايجابي هو البدء في تنفيذ صفقة المخطوفين. والامر السلبي هو الحملة التي يديرها رئيس الحكومة ومبعوثيه على ظهره. الذروة تم تسجيلها في يوم السبت عندما كشف ايتمار بن غفير بأن نتنياهو اقترح عليه في اطار رزمة “التعويض” عن الصفقة، بأن استقالة رئيس الاركان التي عرف نتنياهو أنها ستكون في القريب ستسجل على اسمه.

“المستوى السياسي”، كما يقولون، أطعم هليفي الكثير من الاشياء المرة. ولكن حتى هو لم يكن يستطيع توقع الاتجار بالفضل على اقالة جنرال مع شخص ازعر، مؤيد للارهاب وكهاني لم يصل الى رتبة عريف. هذا الفضل بقي يتيم، لكنه ليس أرمل اسرائيلي. فهو سيتم تخصيصه بسرور من قبل وزير الدفاع الذي سيقدم “مجازيا” رأس رئيس الاركان لرئيس الحكومة، وبالاساس “القاعدة” السياسية التي هي أمله.

النزول الى حياة هليفي كان المسألة التي من اجلها تم تعيين كاتس، اضافة الى شرعنة اعفاء الحريديين من التجنيد. وايضا الالغاء الجارف لأوامر الاعتقال الاداري للمشبوهين بالارهاب اليهودي، كعرض مصالحة لممثليهم في الحكومة، سموترتيش وستروك (تأثير ذلك شاهدناه مساء أول أمس في قرية الفندق). مهمتان تم تنفيذهما والثالثة على الطريق.

الوضع البائس هو أنه بعد 15 شهر على 7 اكتوبر فان حكومة نتنياهو ليس فقط صمدت بعد الفشل، بل هي تنجح في الدفع قدما بالمهمتين اللتين وضعهما رئيس الحكومة لنفسه بعد بضعة ايام من المذبحة: تطهير القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي من القادة الذين فشلوا بشكل كارثي عشية 6 اكتوبر وقبل ذلك، وتعويق تشكيل لجنة تحقيق رسمية تسلط الضوء ايضا على اخفاقات من يتولى منصب رئيس الحكومة منذ العام 2009 وقبلها بسنة ونصف. غض النظر والاستخفاف بتحذيرات “أمان” وضخ الاموال القطرية ورعاية حماس، مع اضعاف السلطة والمس بردع اسرائيل بسبب الانقلاب النظامي.

الاستقالات أمس (استقالة هليفي واستقالة قائد المنطقة الجنوبية يارون فنكلمان)، والاستقالات التي ستأتي بعدها، تساعد ماكنة سم اليمين البيبي في مواصلة العمل، وحتى تضخيم الرواية الكاذبة التي تقول بأنه فقط القيادة العليا العسكرية هي المسؤولية. لذلك هي فقط يجب أن تدفع الثمن. وماذا بشأن القيادة السياسية؟ “سيتم استبدالها من قبل الشعب”.

الابواق ستواصل ترديد شعار “لو أنهم فقط ايقظوا بيبي في الليل”، آخرون، بالمناسبة، عددهم غير قليل، سيستمرون في اتهام الضباط بالخيانة المتعمدة من اجل اسقاط الحكومة. كل ذلك تمت حياكته من اعلى، في النوافذ العليا المحصنة، في مكتب رئيس الحكومة، سواء في قيصاريا أو في القدس.

هليفي عرف لماذا هو مضطر الى التطرق ايضا الى المؤامرة في خطاب استقالته. كلمات، التي لا أحد من اسلافه في هذا المنصب لم يكن يصدق أنه سيضطر الى قولها. نظرية الخيانة من الداخل – التي يتم ترديدها في الفضاء البيبي (برئاسة الابن الذي يعيش في المنفى في ميامي)، وبمشاعر هستيرية اكثر مما يتم الاعتقاد والتي تزداد طوال الوقت –  تسببت بضرر غير مسبوق للجيش الاسرائيلي وهي لبنة اخرى في ارث نتنياهو الذي لا يشمل إلا الدمار والمعاناة.

الاعتراف بالفشل الذي عبر عنه هليفي وفنكلمان (قبلهما رئيس أمان اهارون حليفه وضباط كبار)، لا يجب أن يحصل على الثناء. هذا هو السلوك الذي يتوقع من قيادة الجيش. يجب عدم حسدهم على الشعور بالذنب الذي سيرافقهم الى الأبد، كما اشار رئيس الاركان. هذا الشعور كان يظهر عليهم طوال هذه الفترة التي قادوا فيها الجيش الاسرائيلي الى انجازات غير عادية. ولكن أين الشعور بالذنب للزعيم، مهندس هذا التصور، الذي رفض الالتقاء مع رئيس الاركان القلق قبل بضع ساعات من التصويت على الغاء ذريعة المعقولية في الكنيست؟ اذا كان يوجد مثل هذا الشعور فهو مخفي تحت طبقات سميكة من الماكياج، وشبكة دائمة من الغطرسة والتعالي. الصمت هو مثل الموافقة ازاء هجوم الافتراءات وحملة التحريض ضد هليفي التي يقودها محيطه، والتي يتم رشها 7/24 من رشاشات السم في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية.

هليفي لم يكن في استطاعته الاستمرار في منصبه حتى انتهاء ولايته، كما قال فنكلمان. ولكن كل عاقل يجب أن يغضب من الواقع المشوه، الذي فيه يستقيل الضباط والحكومة تبقى في مكانها. هذه حكومة خبيثة وكارثية – كارثة لم تكن لتحدث لو أنها لم تنطلق في 4 كانون الثاني 2023 في حملة انتقام ضد جهاز القضاء. حملة انتقام وصلت الى باب هليفي، الذي قضى معظم وقته في الاشهر التسعة الاولى من العام 2023 في محاولة للحفاظ على الجيش من التفكك بسبب الانقلاب النظامي. الحملة ضده نضجت في حينه في الماكنة، التي اضطر الى مواجهتها خلال سنتين. وكما قال هليفي ذات مرة: “الاجهزة لا تتم ادارتها بواسطة الساعة، بل بواسطة البوصلة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-22 15:23:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى