تعرّف على التكلفة الحقيقية لتشغيل المقاتلة الروسية سو-57 “فيلون” من الجيل الخامس

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "تعرّف على التكلفة الحقيقية لتشغيل المقاتلة الروسية سو-57 “فيلون” من الجيل الخامس" بالتفصيل.


إلى جانب التحديات المتعلقة بالإنتاج، كانت هناك أيضًا تحديات مستمرة في ما يتعلق بتكاليف التشغيل والصيانة. تستخدم سو-57 محرك Izdeliye 30 المتطور، ولكن نظراً للتأخيرات في تطويره، يعتمد الأسطول حاليًا على محركات AL-41F-1 الأقدم، مما يحد من قدرة الطائرة على تحقيق الأداء المثالي لجيلها الخامس. هذا التأخير في تجهيز المحركات الجديدة يؤدي إلى زيادة تكلفة الصيانة، حيث إن الأداء لا يتوافق تمامًا مع المواصفات المتوقعة، مما يعني زيادة في النفقات بمرور الوقت.
تعكس هذه التحديات الاقتصادية أيضًا الضغوط التي تواجهها الميزانية الدفاعية الروسية، التي تأثرت بشكل كبير بالعقوبات وانخفاض أسعار النفط. ومع زيادة الإنفاق الدفاعي، يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما وصفته الخبيرة ألكسندرا بروكوبينكو بـ “المعضلة غير القابلة للحل” بين الحفاظ على التوازن المالي، وضمان الوفاء بالالتزامات الاجتماعية، وفي نفس الوقت تخصيص موارد ضخمة لمشاريع دفاعية عالية التكلفة مثل سو-57.
الدعم المالي للمشروع يعتمد بشكل أساسي على الحكومة الروسية من خلال وزارة الدفاع، ولكن شركات محلية مثل “شركة الطائرات المتحدة” (UAC) و”سوخوي” تساهم أيضًا في تمويل المشروع من خلال الاستثمارات في البحث والتطوير والإنتاج، غالبًا في إطار عقود حكومية. ورغم أن مساهمتها المالية أقل مقارنةً بحصة الدولة، فإنها تلعب دورًا مهمًا في دفع حدود الابتكار التكنولوجي.
من ناحية التصدير، لم تحقق سو-57 حتى الآن نجاحًا كبيرًا في الأسواق الدولية، وهو ما كان يمكن أن يساعد في تعويض بعض تكاليف تطويرها.


في حين تم الادعاء بتوقيع عقود تصدير للمقاتلة سو-57، خاصة مع دول مثل الهند والجزائر، إلا أن هذه العقود لم تتحقق بالكامل أو قوبلت بالتشكك نظرًا للعديد من التحديات التي واجهت تطوير الطائرة والمخاطر السياسية الة بشراء معدات عسكرية روسية في ظل التوترات الدولية الراهنة. بالإضافة إلى ذلك، أدت العقوبات الغربية إلى صعوبة في تقديم سو-57 بأسعار تنافسية أو ضمان سلاسل إمداد موثوقة، ما قلل من جاذبيتها في السوق العالمية.
الآثار الاقتصادية للمقاتلة سو-57 على روسيا تتجاوز مجرد الإنفاق المباشر على المشروع، حيث تشمل أيضًا تكلفة الفرصة الضائعة من الاستثمار في تقنيات وأنظمة قد لا تحقق العوائد العسكرية أو الاقتصادية المتوقعة. تعكس هذه المعادلة التحديات الاقتصادية التي يواجهها البرنامج، حيث يتم تخصيص الموارد بشكل محدود، مما يفرض على روسيا خيارات صعبة في ظل العقوبات المستمرة.
تم نشر سو-57 بحذر شديد، حيث شاركت أعداد محدودة منها في العمليات القتالية في أوكرانيا، مما يدل على حرص روسيا على حماية هذه الأصول الاستراتيجية باهظة الثمن من الأضرار المحتملة. هذه الاستراتيجية في نشر الطائرة تشير إلى تقييم دقيق للمخاطر المالية والمعنوية الة بفقدان المقاتلة في ميدان المعركة.
تضاف إلى هذه التحديات الاقتصادية إعادة تخصيص الموارد داخليًا من قبل روسيا، حيث تم تحويل الأموال من مشاريع دفاعية أخرى أو تقليص الإنفاق في مجالات أخرى أقل أهمية للحفاظ على استمرارية برنامج سو-57. هذه المعادلة المالية المعقدة تأتي في وقت تسود فيه العقوبات الاقتصادية، حيث يُحسب كل روبل بعناية ويؤثر كل قرار في مسار المشروع.
إن تمويل سو-57 يعكس قصة دولة تسعى لتأكيد قوتها التكنولوجية على الساحة العالمية في ظل قيود اقتصادية هائلة. قصة تتداخل فيها الاستثمارات الحكومية، والدعم من الصناعة المحلية، والسعي المستمر لبناء شراكات دولية، مع أمل في تحقيق صفقات تصدير مربحة، رغم المخاطر الجيوسياسية التي تحيط بالبرنامج.
في النهاية، لم تكن رحلة سو-57 من مرحلة التصميم إلى تحليقها مجرد إنجاز هندسي بحت، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة روسيا على تجاوز تحديات اقتصادية معقدة. التكلفة الحقيقية لتشغيل هذه المقاتلة تتعدى السعر الابتدائي لتشمل تكاليف الإنتاج المتزايدة، تحديات الصيانة المستمرة، تأثيرات العقوبات الاقتصادية، والآثار الاستراتيجية الواسعة التي تعكسها على القدرات الدفاعية الروسية.


Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-28 09:06:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت |اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.