خطة ترامب أكثر من منطقية

يديعوت احرونوت – غيورا آيلند – 6/2/2025 خطة ترامب أكثر من منطقية
اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سكان غزة الى دول أخرى ضرب العالم العربي بصدمة وجر – كما كان متوقعا – معارضة جارفة.
هذا الاقتراح يبدو غريبا حتى هاذيا حتى في أوساط محافل دولية عديدة، الا انه من ناحية موضوعية، بلا افتراضات مسبقة، يبدو هذا الاقتراح اكثر من منطقيا.
فكروا انه لو وصل الى الكرة الأرضية كائن فضائي عاقل من مجرة أخرى، وعرضت عليه “خطة الدولتين”. رجل الفضاء، الذي هو وزير الخارجية في دولته كان سيعجب ويتساءل: “ما هو المنطق في حشر نحو 15 مليون نسمة يهودا وفلسطينيين في داخل قاطع ضيق بين النهر والبحر بل واكثر من ذلك تقسيم هذه الأرض الصغيرة الى دولتين؟ فاذا ما نظرنا الى المحيط يمكن أن نرى شرقا الأردن، دولة معظمها صحراء غير مأهولة، من الجنوب الغربي سيناء، صحراء اكبر من مساحة إسرائيل بثلاثة اضعاف ولا يعيش فيها الا 600 الف نسمة، ومن جنوب ايلات توجد صحراء لا نهاية لها تسمى السعودية. لماذا أنتم – يا أهل الكرة الأرضية مهووسون بحل “الدولتين” ولا تدعون فقط بان هذا وحده هو الحل الأفضل، بل بانه الحل الوحيد؟
حل “الدولتين” يقوم على أساس أربعة افتراضات قبلت بدون فحص منذ قبل 32 سنة، أحد لم يثبت بعد بان هذه الافتراضات الأربعة يجب أن تكون مطلقة ولا يمكن التشكيك بها. والافتراضات هي: حل النزاع يكون إقليميا في المدى الضيق الذي بين النهر والبحر؛ الحل يستوجب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة؛ غزة والضفة يجب أن تكونا جزئين من الدولة إياها والحدود بين اسرائيل وفلسطين تقوم على أساس خطوط 1967 (مع تعديلات طفيفة).
كل المحاولات للوصول الى انهاء النزاع على أساس هذه الخطة فشلت، وحان الوقت لاجراء إعادة تقويم لا يقبل كأمر مسلم به هذه الافتراضات الأربعة. خطة ترامب منطقية اذا ما اخذنا بالحسبان ثلاثة أمور أخرى:
أولا، يجدر بنا أن نفهم الاعداد قليلا. شبه جزيرة سيناء اكبر من غزة بـ 167 ضعف. عدد الناس في هذه الأرض هو ثلث عدد سكان غزة. بكلمات أخرى، الاكتظاظ في غزة هو خمسمائة ضعف (!) اكتظاظ سيناء. اذا كان كل العالم يريد جدا مساعدة الغزيين البائسين جدا فان الاتجاه الذي يشير اليه ترامب هو الاتجاه الصحيح.
ثانيا، 75 في المئة من سكان غزة يحملون بطاقات لاجئي الأمم المتحدة، بكلمات أخرى هم يدعون بانهم يعيشون في قطاع غزة بشكل مؤقت، وهذا يتناقض مع ادعاء الفلسطينيين الاخر بان غزة هي ارضهم وانهم لن يتركوها في أي مرة. اذن حان الوقت لان يقرروا ما هم – لاجئون يريدون الانتقال الى مكان آخر أم أناس مغروسون في ارضهم.
ثالثا، في زمن الحرب في أوكرانيا ترك الدولة اكثر من مليوني مواطن وانتقلوا (مؤقتا على الأقل) للسكن في بولندا ومولدوفيا حيث استقبلوا ببشاشة. فلماذا ما هو منطقي جدا في أوروبا ليس منطقيا في الشرق الأوسط.
في ختام حربين عالميين تنقل عشرات الملايين في أوروبا وانتقلوا للسكن الدائم في دول أخرى. هذه نتيجة طبيعية للحرب. اكثر من ذلك، نتيجة طبيعية للحرب هي أن احد الأطراف يحتل ارض الدولة الأخرى، وهكذا كانت إسرائيل ملزمة بان تفعل بالنسبة لشمال قطاع غزة، من ممر نتساريم شمالا، حاصرنا هذه المنطقة منذ تشرين الثاني 2023 وخسارة اننا لم نفعل الامر الصحيح.
وملاحظة أخيرة ترتبط بشمال القطاع اليوم: حماس شجعت مئات الاف الناس للتحرك شمالا نحو مدينة غزة ومحيطها. في هذا المكان، بخلاف منطقة المواصي لا توجد خيم ولا توجد بنية تحتية للمياه والان تصعد صرخة للتوفير لهؤلاء الناس “البائسين” هناك الخيام والكرافانات وجلب التراكتورات لإزالة الركام. محظور على إسرائيل ان توافق. الحرب لم تنتهي بعد، والى أن يعاد كل المخطوفين محظور ابداء هذا السخاء المبالغ فيه، اذ ان هذا هو رافعة الضغط الوحيدة التي تبقت لنا.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-06 18:57:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>