عين على العدو

خطر تبني أمريكا فكرة التعيين حسب الولاء وليس حسب المهنة

معاريف 19/2/2025، البروفيسور اوري بار يوسيف: خطر تبني أمريكا فكرة التعيين حسب الولاء وليس حسب المهنة

وحدة الساحات – أي التعاون بين كل أعداء إسرائيل في هجوم على الدولة – كانت سيناريو الرعب المركزي الذي حذرت منه أسرة الاستخبارات قبل 7 أكتوبر.

هذا التهديد لم يختفِ وان كان فقدَ من قوته. لكن يحل محله اليوم تهديد وحدة ساحات آخر، خطير هو أيضا: روح الترامبية التي تهب بشدة في الولايات المتحدة والتي وصلت الينا أيضا وتعظم التهديدات على جهاز الامن بعامة وعلى أسرة الاستخبارات بخاصة.

التعبير الأكثر وضوحا وتهديدا عن ذلك جاء في بداية جلسة الكابنت الأمني في 11 شباط عندما القى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دون أي صلة بموضوع البحث، خطابا اذهل الحاضرين. في مركزه كانت رسالة وكأنها جاءت مباشرة من مكتب ترامب: إسرائيل تدخل الى عصر “الولاء”، الذي اختبار أناس الساحة فيه لا يكون في أدائهم المهني بل بمدى ولائهم له شخصيا.

اختبار الولاء لترامب، الذي تتصدى له اجسام واسعة في الإدارة الامريكية يهدد بتحطيم اسرة الاستخبارات هناك. امن الولايات المتحدة يقوم على أساس تقدير استخباري مهني، موضوعي وعديم التحيز السياسي. مطلب الولاء يتعارض مع ذلك تماما.

نتيجة مطلب الولاء الشخصي هي بداية مسيرة تصفية اسرة استخبارات فاخرة بنيت على مدى عشرات السنين وبدايتها في القمة. لمنصب رئيس الاستخبارات القومية عينت تولسي غفارت. في ضوء سلوكها وتصريحاتها في الماضي اشتبهت بها محافل مهنية كـ “ذخر” الاستخبارات الروسية.

رئيس السي.اي.ايه الجديد هو جون رتكليف. في فترة ولايته القصيرة كرئيس الاستخبارات القومية في ولاية ترامب الأولى حرف التقديرات الاستخبارية لاجل مساعدة الرئيس في حملة الانتخابات ضد بايدن. المرشح لان يكون رئيس الـ اف.بي.اي هو كاش باتل، الذي اعلن عن أنه يجب تقليص صلاحيات الجهاز وتصفية مكانته كمسؤول عن التجسس المضاد في الولايات المتحدة.

بالتوازي بدأت تطهيرات مكثفة في أجهزة الاستخبارات نفسها. وكلاء الـ اف.بي.اي الذين كانوا مشاركين بحكم وظيفتهم في التحقيق في الهجوم على الكونغرس في 2021، يوجدون الان قيد التحقيق، وتوجد شهادات جيدة على أن باتل، الذي لم يتسلم مهام منصبه بعد، اصدر منذ الان أوامر لاقالة مسؤولين كبار في الجهاز ممن هم ليسوا موالين بما يكفي.

20 الف موظف الـ سي.اي.ايه تلقوا عرضا بالاستقالة المبكرة وبالتوازي المح بشكل واضح لمن لا يتماثل مع الإدارة الجديدة بان من المجدي له أن يستغل الفرصة. سياقات مشابهة بدأت أيضا في الـ ان.اس.ايه، الموازي الأمريكي لـ 8200 ووكالات استخبارات أخرى. والنتيجة توشك أن تكون فقدان كبير لقوة بشرية مهنية، ترجع قدرة عمل الاستخبارت الامريكية سنوات الى الوراء.

السيف المسلط يهدد أيضا مصادر الاستخبارات الامريكية. بعض الشبان ممن تعوزهم تحقيقات امنية، تلقوا قدرة وصول الى القوائم الأكثر سرية في وزارة الخزينة، تتضمن أيضا تفاصيل عاملي الـ سي.اي.ايه وقائمة الجواسيس الذين يعملون في صالح الولايات المتحدة في بلدان أجنبية.

التخوف الان هو في ان تنكشف مصادر استخبارات حساسة للغاية وهوية العاملين ممن ابقيت حتى الان كسر دولة، لأجهزة أجنبية.

لا غرو أن ديفيد اغناسيوس، احد اكبر الخبراء في هذا الموضوع قال في مقال في “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي ان التطهيرات في اسرة الاستخبارات هي أخطر ما تفعله إدارة ترامب.

ليس واضحا كم من هذه التسيبات يعتزم نتنياهو استيرادها الى إسرائيل في اطار مطلبه بالولاء الشخصي. صحيح أن هذه المطلب وجد تعبيره في تعيين يوسي كوهن لمنصب رئيس الموساد في 2016 لكن نتنياهو كان حذرا حتى اليوم من تحويل هذا الى الاعتبار المركزي.

مع ذلك، يدير نتنياهو منذ اكثر من سنتين شبكة علاقات مهزوزة مع قيادة الاستخبارات ويلقي عليها كل المسؤولية عن كارثة 7 أكتوبر انطلاقا من الرغبة في إزاحة النار عن مسؤوليته. بالتوازي يسعى لان يقيم في ديوانه دائرة استخبارات توفر له تقديرات استخبارية ترضيه وتغطي على التقديرات الاستخبارية المهنية لاسرة الاستخبارات. إضافة الى ذلك يسمح لوزير دفاعه بان يوبخ رئيس أمان – شعبة الاستخبارات حين يقوم هذا بمجرد أداء مهامه.

الان اضيف الى هذه الشحنة الجسيمة عنصر الولاء الشخصي. لا حاجة للوصول الى مستوى الفوضى التي تمر على الإدارة الامريكية كي نفهم المعاني التي تنبع من مطلب الولاء الشخصي. خذوا مثلا المعضلة التي يقف امامها رئيس الشباك رونين بار في مسألة العلاقة بين شركاء السر في مكتب نتنياهو وحكومة قطر التي تمول حماس وتدعمها. ما يمليه عليه ضميره المهني هو ان يأمر بفتح تحقيق. تهديدات نتنياهو يمكنها أن تردعه عن ذلك.

في حالة بار كان يمكن الافتراض مسبقا بانه لن يخون واجبه المهني. لكن ماذا سيفعل خليفته الذي حسب المنشورات سينتخب الى منصبه أيضا على أساس الولاء للزعيم، اذا ما وجد نفسه في معضلة مشابهة؟ وأي تقديرات سيقدمها رئيس امان اذا بقي تحت هجمة وزير دفاع يتصرف وكأنه في مركز الليكود؟ ولمن سيكون ولاء رجال استخبارات آخرين حين يعرفون بان تنفيذ واجبهم المهني سيمنع ترفيعه.

هذه أسئلة ما كانت لتطرأ على بال حتى وقت آخير مضى. لكن الأمور تغيرت، المخاطر قائمة والثمن قد يكون باهظا ولهذا فيجب طرح الموضوع على جدول الاعمال الجماهيري. يجدر برؤساء أمان، الموساد والشباك على اجيالهم، الى جانب كل من ساهم في بناء اسرة الاستخبارات المهنية لدولة إسرائيل ان يطلقوا صوتهم. والا اذا تحققت المخاطر فسيصعب عليهم النظر في المرآة.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-19 16:17:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى