عين على العدو

خطوة ونصف عن الفشل المطلق

معاريف 12/2/2025، أفرايم غانور: خطوة ونصف عن الفشل المطلق

هذا ليس هذيانا، هذا ليس خطأ، كما أنه ليس ظاهرة عابرة. حكومة فاشلة من كل معنى ومنقطعة عن الواقع تقود دولة إسرائيل الى كارثة، إن لم نقل الى ضياع. فلئن كانت حماس بعد نحو سنة ونصف من الحرب، وهي منظمة إرهابية بلا مدرعات، بلا سلاح جو وبلا اسطول بحري، وبعد أن قلبنا قطاع غزة الى جزر خرائب ومعظم سكانها ليكونوا بلا مأوى – تنجح في البقاء، في احتجاز مخطوفينا، في التهديد وفي فرض شروط علينا،

فهذا بالتأكيد يقول شيئا ما عنا، الدولة الأقوى زعما في الشرق الأوسط، مع الجيش الأقوى والشعب الاذكى. كما أن هذا بالتأكيد يقول الكثير عن هذه الحكومة الهاذية، التي تتحدث عن النصر المطلق وعمليا تقودنا الى الفشل المطلق، واساسا المقتنعة – على حد قول من يقف على رأسها – فانها تعمل في الطريق الصحيح. في الواقع، في كل خطوة وشبر على مدى هذه الحرب تبرز اعتبارات حزبية، اعتبارات بقاء الحكومة التي فقدت ثقة معظم الجمهور في إسرائيل. التركيز الاولي للدولة، للحكومة، بعد الانتعاش من صدمة 7 أكتوبر 2023  كان يجب أن يكون على تحرير المخطوفين – وبعد ذلك التفرغ لاجراء حساب ثاقب وأليم للنفس مع منظمة حماس الاجرامية ومع سكان قطاع غزة ناكري الجميل. لا شك انه عندها، في بداية الحرب كان ممكنا تحرير المخطوفين بـ “ثمن زهيد اكثر”، جلبهم جميعهم في صفقة واحدة وليس “على دفعات” وبالطبع جلب مخطوفين احياء اكثر الى الديار.

رغم الإنجازات الواضحة التي لا بأس بها للجيش الإسرائيلي في القضاء على حماس في الانفاق التي على طول وعرض القطاع، هذه الحرب بعيدة عن النصر. حقيقة أن الجيش عاد المرة تلو الأخرى للسيطرة ولاعادة احتلال الشجاعية، بيت لاهيا، بيت حانون، النصيرات وغيرها من ايدي المخربين الذين عادوا الى هناك والحقوا بنا الخسائر – تقول كل شيء. كان ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يخلق فصلا بين المخربين المسلحين وبين مواطني غزة الذين لم يشاركوا في القتال. وذلك من خلال نقل كل السكان الذين انتقلوا من الشمال ومن وسط القطاع الى أراضي إسرائيل، الى منطقة نيتسانا المقفرة بدلا من جنوب القطاع. كان ينبغي أن يقام هناك معسكر خيام مؤقت ضخم، مسيج ومحروس، مع مستشفيات ميدانية ومدارس، والنقل الى هناك المساعدات الإنسانية التي سلبتها ونهبتها حماس. هكذا كنا سننزع منها القوة والسيطرة التي توجد لها على مواطني القطاع – وبالتوازي نخلق بديلا سلطويا لحماس. عندها كانت الحرب ستبدو مختلفة، تحرير مخطوفين كان سيكون اسرع واكثر نجاعة وكنا سنكون اليوم في مكان آخر تماما.

في هذه الساعات، حين يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماس، وليس واضحا ما هو معنى التهديد ومدى تأثيره، يبدو أنه يعرض مخطوفينا الذين يذوون في الانفاق أكثر مما يعرض مخرب حماس للخطر. وهؤلاء يعرفون كيف يستغلوا نقاط ضعفنا، الانقسام الذي نشأ هنا والمشاكل التي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الصفقة لتحرير المخطوفين. هي ترى وتسمع الشعب الممزق والمنقسم وتعرف كيف تضغط على الازرار الصحيحة. وهذه الحكومة الفاشلة التي لاعتبارات حزبية واضحة لا تعمل عن قصد لتحرير المخطوفين رغم أنها واعية لوضعهم الخطير التي تصدق خطة الترحيل لترامب وتتوقع للخلاص ان يأتي من تهديداته على حماس – تعرض لذلك للخطر مخطوفينا، الذين كل ساعة أخرى في قطاع غزة حرجة لهم.


مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-12 15:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى