دانييلا فايس هي الخبيرة الاستراتيجية لاسرائيل

هآرتس – رفيت هيخت – 9/5/2025 دانييلا فايس هي الخبيرة الاستراتيجية لاسرائيل
من بين الجنون المتنوع الموجود هنا – الحرب على مؤسسات الدولة، التفكك الداخلي الشامل، التمييز الوقح ضد القطاعات ذات الصلة، وأكثر من ذلك هذا التشويه يفوق كل شيء. نحن تعودنا بالفعل على أن تفرض الحكومة سياسة تفيد اقلية معينة بدون أي مشكلة خاصة، حتى لو كانت هذه السياسة تضر جدا بالجميع. وهناك عروض سخيفة مثل محاولة حماية الحريديين من الاسهام الحيوي في الدولة، وهناك امتيازات فاسدة، وهناك حكومة صفقات ووظائف لها معايير إجرامية. ولكن الشذوذ في هذا المجال، في الموضوع المغروس عميقا في قوانين الأرواح، هو استثنائي ويحتاج الى رد خاص.
دولة كاملة مع جيش الشعب الخاص بها، وكل مواردها وحياة مواطنيها، تتبنى وتخرج الى حيز التنفيذ رغبة ومواقف اقلية ممثلها السياسي لا يجتاز نسبة الحسم في الاستطلاعات. هي تستعد لحملة تقترب من الجنون، التي تهدف الى إعادة احتلال قطاع غزة والتضحية بالمخطوفين، وبعد ذلك إقامة في المكان حكم عسكري وبناء المستوطنات.
خلال 19 شهر لم ينجح نتنياهو في هزيمة منظمة مثل حماس، التي رغم أنها اوجعت إسرائيل مثلما لم ينجح في ذلك أي كيان حتى الآن، كانت وما زالت عصابة إرهابيين مع قدرات محدودة وبدائية. نتنياهو لم ينجح، سواء عسكريا وبالاساس سياسيا، في تغيير الواقع، والقيادة الى مواجهة افضل للنزاع، ناهيك عن أنه لم يقم بأي خطوات تجاه الحل.
رئيس الحكومة لم يحسن بل دهور أمن مواطني إسرائيل، بالتأكيد في كل ما يتعلق بالساحة الفلسطينية. ولكن بدلا من اجباره على دفع ثمن الفشل فان الجمهور المتعب الذي صدمه 7 أكتوبر، يوسع له اطار الاعتماد، مثل موظف الصندوق في كازينو الذي يضخ للمقامر المزيد من الأموال النقدية. الأموال النقدية هي حياة البشر – سواء المخطوفين والجنود وربما حتى مدنيين سيدفعون ثمن هذه المغامرة.
توسيع الحرب، التضحية بالمخطوفين، زيادة عدد القتلى ودخول جديد الى حكم عسكري في قطاع غزة، الذي سينمو على ظهره في فترة زمنية قصيرة أيضا المستوطنات. هكذا فان حزب سموتريتش، الذي في زمن حكمه حدثت الكارثة الأكبر في تاريخ إسرائيل، نجح في تسخيره في الواقع من اجل مصلحة حلمه.
الحريديون الذين يمقتون بشكل جوهري الفكرة، وينشغلون فقط بأنفسهم، أي بقضية الاعفاء من التجنيد والميزانيات، لم يستخدموا كل ثقلهم، سواء في موضوع المخطوفين أو في موضوع احتلال القطاع. نتنياهو الذي يناور بين الاساسين في الائتلاف، ادرك بعد فترة قصيرة من 7 أكتوبر بأن الطريقة الى إعادة ترميمه في اليمين هي تبني سلم هجومي مع إشارات كهانية. وهو يعرف أيضا ان الحريديين في جيبه – هم لن يحصلوا من أي شخص آخر على خرق كبير جدا لحكم المحكمة العليا. نحن بسرعة وصلنا الى وضع فيه دانييلا فايس هي في الواقع الخبيرة الاستراتيجية الرائدة لدولة إسرائيل.
في بداية الحرب رفضوا كليا حتى في الحكومة وفي الجيش أيضا السيناريوهات المذكورة أعلاه، واكدوا على ضررها الكبير امام اجتماعات الهذيان لمسيحانيين مختلفين. الآن صوتهم خفت أو تغير، وهم يؤيدون خطة إقامة المستوطنات على ظهر المخطوفين العاجزين.
الانتقادات اللاذعة التي يوجهها معارضو الحكومة لايال زمير، ثبت أن معظمها غير مبررة. زمير يقف امام الوزراء الكهانيين، ولا يحقق رغبة نتنياهو في أن يزيل من جدول الاعمال موضوع تجنيد الحريديين، ويحاول بقدر الامكان منع أو تأجيل حل الجيش الإسرائيلي على خلفية الدوافع المتضاربة التي تتحكم بكل شيء. امام كل ذلك يصعب فهم كيف يقوم بشرعنة هذا التبجح الكارثي، واكثر من ذلك التطوع لقيادته.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebookمصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-09 17:43:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO