دعم سري.. طائرات صينية تنقل أسلحة لإيران؟

وأثارت هذه الخطوة تساؤلات عن احتمال دخول الصين في حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة، لكن التحليلات تشير إلى أن الأمر لا يتعدى حدود الدعم غير المباشر.
ويرى الباحث السياسي عبد الستار الشمري أن ما يحدث لا يشير إلى بداية صراع بالوكالة بين بكين وواشنطن. صحيح أن الصين تقدم دعماً عسكرياً وتكنولوجياً لطهران، وقد امتد هذا الدعم إلى حلفاء إيران مثل الحوثيين، كما تفعل كوريا الشمالية، لكن بكين لا تسعى إلى الدخول في حرب مباشرة أو غير مباشرة، بل تفضّل البقاء ضمن محور تقليدي يضم روسيا وكوريا الشمالية وإيران، ويمتد منذ نحو عقدين.
وقال أن ما يجري اليوم يندرج في سياق “حرب المحاور”، وليس صراعاً شاملاً. دعم الحلفاء لا يعني بالضرورة التورط في مواجهة مفتوحة. إيران، رغم الدعم الذي تتلقاه من دول مثل تركيا، باكستان، كوريا الشمالية، والصين، وربما روسيا أيضاً، تبقى شبه معزولة ميدانياً في مواجهة تفوق عسكري إسرائيلي واضح.
#عاجل
🚨🚨 القناة 14 العبرية: باكستان والصين وروسيا تساعد إيران في نقل شحنات جوية تشمل صواريخ. pic.twitter.com/EIp2QzET96— الصين | 🇨🇳CHINA NEWS (@chinanewsArbi4) June 15, 2025
ويرى الباحث أن بعض المراقبين يعوّلون على الدعم الخارجي لإيران كعامل قد يحقق نوعاً من التوازن أو على الأقل يُبطئ التقدم الإسرائيلي، إلا أن الفجوة بين الطرفين لا تزال كبيرة. إسرائيل، وفق ما قال، تفرض سيطرة جوية شبه كاملة على أكثر من نصف الأراضي الإيرانية، وتتحرك داخل الأجواء الإيرانية بحرية شبه مطلقة، ما يمكّنها من استهداف منصات إطلاق الصواريخ والبنية العسكرية الحيوية للنظام الإيراني. وقد بدا أثر هذا التفوق واضحاً في التراجع الكبير لوتيرة إطلاق الصواريخ من الجانب الإيراني، إذ انخفض العدد من 130 إلى 100 ثم إلى 70، وأخيراً إلى 30 صاروخاً فقط، في مؤشر لافت على منحى استنزافي متصاعد.
وأضاف أن هذا التفوق لا يقتصر على الساحة الجوية فحسب، بل يمتد إلى المجال الاستخباراتي، الذي شهد تطوراً نوعياً تمثل في اغتيال أربعة من كبار القادة العسكريين الإيرانيين خلال ساعات، بينهم رئيس الأركان الجديد الذي لم تمضِ 24 ساعة على تسلّمه منصبه، وقائد قوات “خاتم المرسلين”، إحدى أهم التشكيلات التابعة للحرس الثوري. واعتبر أن هذا التطور يُظهر حجم الاختراق الإسرائيلي العميق، ويعكس تفوقاً تكنولوجياً واستخباراتياً لا يُستهان به، وقد يفضي، في نهاية المطاف، إلى دفع إيران نحو القبول بخيار التفاوض عبر وسطاء دوليين، في محاولة للخروج من مأزق يتفاقم يوماً بعد آخر.
وأوضح الباحث أن ما تشهده المنطقة اليوم هو حرب استنزاف غير متكافئة من حيث القدرة على التحمل، مشيراً إلى أن إيران تكبّدت حتى الآن خسائر فادحة، طالت ما يقارب نصف بنيتها العسكرية، إلى جانب تضرر بنيتها المدنية، وفقدان عدد كبير من قياداتها وعلمائها. في المقابل، كانت الأضرار التي لحقت بإسرائيل محدودة نسبياً، واقتصرت على منشآت مدنية وبعض البنى التحتية، دون أن تُمسّ البنية العسكرية.
وفي تقييمه لحجم الضرر الإسرائيلي، شدد الباحث على ضرورة وضع هذه الخسائر في سياقها الجغرافي والديمغرافي، موضحاً أن إسرائيل، بحكم صغر مساحتها، تبدو أكثر تأثراً بصرياً بأي ضرر، بينما تستطيع إيران، بما تملكه من امتداد جغرافي وإعلام مركزي، إخفاء حجم خسائرها الحقيقية عن الرأي العام. ورغم ذلك، فإن إسرائيل كانت، بحسب تعبيره، مستعدة لأسوأ مما حدث.
وتحدث الباحث عن المجتمع الإسرائيلي، مؤكداً أن الاعتقاد بعدم قدرته على تحمّل الحروب الطويلة ليس دقيقاً. فالمجتمع يعيش اليوم حالة تعبئة قومية ودينية لافتة، ويستند إلى بنية تحتية مؤهلة تشمل ملاجئ مجهّزة وخطط طوارئ مدروسة. ورغم ما يُلاحظ من مشاهد هلع في المطارات والشوارع، فإنها تظل، برأيه، تعبيراً لحظياً لا يدل على انهيار حقيقي.
وختم بالتحذير من أن استمرار الحرب دون نتائج عسكرية ملموسة قد يغيّر المزاج الداخلي في إسرائيل، معتبراً أن شعور الرأي العام بأن التكاليف لا تتناسب مع ما تحقّق على الأرض، قد يُفجّر حالة من الغضب الشعبي والسياسي، قد تصل في نهايتها إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو.
في خضم هذه التطورات، جاء تصريح جديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعرب فيه عن رغبته في “نهاية حقيقية” للحرب، مقابل تخلي إيران بالكامل عن برنامجها النووي. ورغم أن هذا الطرح يبدو طموحاً، إلا أنه يستند إلى معادلة جديدة فرضها الواقع الميداني. إيران لم تعد في موقع قوة، وقد تجد نفسها مضطرة للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أقل، تقبل فيها بتخصيب محدود تحت رقابة دولية لحفظ ماء وجهها.
وتتبنى الإدارة الأمريكية مقاربة مزدوجة: إسرائيل تضرب، وواشنطن تفاوض. وإذا كانت إيران قد واجهت حتى الآن اليد الإسرائيلية فقط، فإن رفضها للخضوع قد يفتح الباب أمام تدخل مباشر من قبل الولايات المتحدة. وهنا، سيكون خيار التفاوض بالنسبة لطهران ضرورة لا خياراً.
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
| نُشر أول مرة على: www.defense-arabic.com
| بتاريخ: 2025-06-17 13:24:00
| الكاتب: نور الدين
إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب أو الخبر المنشور، بل تقع المسؤولية على عاتق الناشر الأصلي
اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.