الركن الساخر

دكانة بيتر: الأرض للبيع… والمقاومة بالمزاد!

beiruttime-lb.com|: هذا المشور يناقش "دكانة بيتر: الأرض للبيع… والمقاومة بالمزاد!" افرأ التفاصيل .

المشهد من فوق الخزان

دكانة بيتر: الأرض للبيع… والمقاومة بالمزاد!

بقلم: محمد قاسم


1. لبنان الرسميات على الجراح… و”تغريدات للبيع”

في بلدٍ اعتاد أن يلبس الرسميات على الجراح، خرج علينا القاضي السابق بيتر جرمانوس، ذات صباح تويتر، بجملة مقتضبة وصادمة:

“لا مانع لدي من توزيع أراضي لبنان على دول الجوار.”

تصريح لم يصدر عن دبلوماسي فقد أعصابه، ولا عن ناشط يائس، بل عن قاضٍ سابق في النيابة العامة التمييزية، رجل يفترض أنه حارس على الدستور والحدود، فإذا به يضع الأرض على الطاولة، ويعرضها بالمزاد… بشرط واحد:
“ألا يبقى سلاح المقاومة!”

وفيما الناقورة تُستباح بحقول الغاز، والجنوب محاط بجدران الاحتلال، والشمال مفتوح على التهريب، والبقاع مستباح بالتدخلات…
يختار بيتر أن يحمّل البندقية التي حررت، لا اليد التي احتلت.


دكانة جوبيتر – طبعة بيتر: الأرض للبيع… والمقاومة بالمزاد!

2. جوبيتر السياسي: تغريدة عن فلسطين… وأخرى عن التطبيع

لمن ينسى أو يتناسى، بيتر نفسه غرّد قبل أشهر قائلاً:

“كفانا مزايدات على فلسطين. آن الأوان لنفكر بلبنان أولاً.”

وهي ذاتها المنصة التي غرّد فيها سابقًا:

“كل ما يمنع التطبيع مع إسرائيل هو خطاب خشبي بالٍ.”

إذن… هو لا يرى في إسرائيل تهديدًا، ولا في التطبيع عارًا،
لكنه يرى في حزب الله التهديد الأكبر… والمشكلة الأخطر، وفي سلاحه عقدة وجود يجب حلّها فورًا، ولو باع الوطن قطعة قطعة.

دكانة جوبيتر – طبعة بيتر: الأرض للبيع… والمقاومة بالمزاد!

في عالم “جوبيتر السياسي”، ليست إسرائيل هي المشكلة،
بل كل من يذكّر بها، ويقاومها، ويمنعها من ابتلاع ما تبقّى.


3. بيتر في مواجهة عاشوراء: التغريدة التي لم تُمحَ

في محطات سابقة، لم يُخفِ بيتر انزعاجه من مجالس عاشوراء، فكتب:

“هذه المشاهد لا تمتّ للدولة بصلة. إنها استعراض طائفي خارج الزمان والمكان.”

لكن الرجل لم يغرد يومًا عن عروض السلاح في حفلات انتخابية شمالية، ولا عن مسيرات مسلحة لحلفاء السفارات.
فالاستعراض، في منطق دكانته، يكون طائفيًا فقط إذا صدح باسم كربلاء، لا إذا رُفع فيه علم السفارة!


4. دكانة جوبيتر – طبعة تموز

في تموز هذا، تطوّرت دكانة بيتر لتصبح نموذجًا سياديًا من ورق:

  • يبيع فيها الأرض لأن المقاومة أزعجته
  • يشتري فيها السيادة بالدولار المشروط
  • يعرض فيها الشرف السياسي في ركن التخفيضات
  • ويضع على الرفّ كتابًا بعنوان:

“كيف تصبح سياديًا وتنتقد الاحتلال… من دون أن تُغضب السفارة”


5. الختام: هذه الأرض ليست للبيع… ولن تدخل المزاد

من قاتل على التلال، وفي الأزقة، وفي الوديان،
لم يحمل السلاح ليحكم،
بل ليمنع أن تُباع الأرض كما تُباع التصريحات على المنصات.

أيها القاضي،
هذه الأرض لا توزع على الجوار،
ولا تُقايض على طاولة مفاوضات الفدرلة والانهيار.

والمقاومة التي أزعجتك،
هي الضمانة الوحيدة الباقية لوطنٍ تهدده أفكار كهذه، أكثر مما تهدده الحروب.

ولك أن تغرّد ما تشاء،
لكننا سنبقى نقول:

“هذه الأرض لنا… بدمنا… لا بكلام على الفيسبوك.”


 


اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

بواسطة
Beiruttime-lb.com
المصدر
منصة إكس

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى