روسيا تطلق برنامج الهندسة العكسية لدبابة “أبرامز” الأمريكية

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "روسيا تطلق برنامج الهندسة العكسية لدبابة “أبرامز” الأمريكية" بالتفصيل.
وأظهرت لقطات متداولة عبر قنوات تيليغرام الروسية الدبابة الأمريكية وهي تصل إلى مجمع “أورالفاغونزافود” الضخم، مغطاة بأغلفة بلاستيكية ثقيلة، لا يظهر منها سوى مدفعها الأملس عيار 120 ملم، في مشهد رمزي يُجسد التنافس التكنولوجي بين الشرق والغرب.
ورغم عدم الكشف عن الحالة التشغيلية للدبابة المصادرة، يرجح محللون عسكريون أنها أُسرت بحالة شبه سليمة، مما يزيد من قيمتها كعينة مهمة لجهود الهندسة العكسية الروسية.
وتُعد ممارسة الهندسة العكسية للأسلحة المعادية من التكتيكات التقليدية الراسخة منذ الحرب الباردة وما قبلها، إذ تمثل وسيلة فعالة لاستخلاص معلومات استخباراتية حيوية وتحقيق تكافؤ تكنولوجي في ساحات القتال الحديثة.
وقبل أقل من شهرين، استحوذت روسيا أيضًا على دبابة Leopard 2A6 الألمانية – وهي من أبرز أصول الحرب المدرعة في حلف الناتو – بعد أسرها من القوات الأوكرانية، وتم نقلها بدورها إلى منشآت “أورالفاغونزافود” لتحليلها تقنيًا.
وفي الجهة المقابلة، تعمل أوكرانيا على تنفيذ جهود مماثلة، إذ تقوم بهندسة عكسية للصواريخ والطائرات المسيّرة والمعدات المدرعة الروسية التي يتم الاستيلاء عليها خلال العمليات، غالبًا بمساعدة فنية سرية وفعالة من خبراء الدفاع الغربيين.
وتجدر الإشارة إلى أن المبادرات الأوكرانية في هذا المجال قد نجحت في تحليل وتفكيك صواريخ كروز الروسية المتقدمة، مما وفر معلومات استخباراتية ثمينة أسهمت في تطوير قدرات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية الأوكرانية.
أما الهدف الروسي من تفكيك دبابة M1A1 Abrams فهو واضح: كشف أسرار واحدة من أكثر منصات القتال المدرعة شهرة ونجاحًا في ترسانة الناتو، واستخلاص معارف حيوية قد تُسهم في تطوير الجيل التالي من الدروع الروسية.
وتُعد دروع “أبرامز” المركبة من أبرز الجوانب التي ستخضع للفحص الدقيق، حيث يُعتقد أنها تتكون من مزيج متطور يضم اليورانيوم المنضّب ومعادن خاصة وسيراميك عالي الصلابة، مما يوفر حماية استثنائية ضد المقذوفات الحركية وشحنات الانفجار المشكل.
وقد يُتيح فهم تفاصيل هذا التصميم للمهندسين الروس تعزيز مستوى الحماية في دباباتهم الخاصة، فضلًا عن إمكانية تطوير ذخائر مضادة للدروع أكثر فتكًا قادرة على اختراق الحماية القياسية في الناتو.
من المجالات الحيوية الأخرى التي ستحظى باهتمام روسي خاص عند تحليل دبابة “أبرامز” هو نظام التحكم في النيران المتطور للغاية، والذي يُعد منظومة شبكية متكاملة تجمع بين مناظير التصوير الحراري المتقدمة، وتقنيات تحديد المدى بالليزر، والحواسيب الباليستية الرقمية، مما يتيح لها تنفيذ ضربات دقيقة في بيئات قتال ديناميكية ومعقدة.
فك شيفرة هذه التقنيات الخاصة بالتصويب والتحكم في النيران قد يمكّن المصممين الروس من تحسين قدرة دباباتهم المستقبلية على الفتك، وزيادة احتمالية الإصابة من الطلقة الأولى، وتوسيع القدرة على الاشتباك في جميع الظروف الجوية.
كما سيتوجه التركيز أيضًا نحو منصة الحركة الفريدة لدبابة “أبرامز”، وخاصة محركها التوربيني الغازي AGT1500، الذي يمنح المركبة، رغم وزنها البالغ 62 طنًا، قدرة تسارع ومناورة ومدى استراتيجي مميز عبر التضاريس الوعرة، مقارنة بالدبابات التقليدية التي تعتمد على محركات الديزل.
ومن خلال دراسة معمارية الدفع ونقل الحركة في “أبرامز”، قد يسعى المهندسون الروس إلى إضفاء مزيد من الرشاقة والمرونة اللوجستية على مركباتهم المدرعة المستقبلية، مما يعالج نقطة ضعف تقليدية طالما لازمت العقيدة الروسية في الدروع الثقيلة.
وتشير التقارير الميدانية الأخيرة من أوكرانيا إلى تدمير نحو 20 دبابة من أصل 31 دبابة M1A1 Abrams زودت بها الولايات المتحدة كييف، وهو ما ألقى بظلال من الشك على السمعة السابقة لدبابات القتال الغربية في ساحات معارك تهيمن عليها الطائرات المسيّرة.
وسُجلت أحدث خسارة، حسبما ورد، في منطقة كورسك الروسية، عندما شاركت وحدة “أبرامز” في هجوم أوكراني عابر للحدود، مما يعكس التوسع الجغرافي المتزايد للاشتباكات المباشرة خارج الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليًا.
وبحسب محللين عسكريين روس، فإن تحييد هذه الدبابات العشرين تم خلال أقل من ستة أشهر، مما يُعد – برأيهم – دليلاً على فعالية ترسانة روسيا المتطورة من الطائرات الانتحارية الصغيرة بنظام الرؤية المباشرة (FPV) وذخائر “لانسيت” الجوالة.
وقد أعادت هذه الخسائر الفادحة لأبرز دبابات الناتو أيقونية المكانة إشعال جدل حاد بين المخططين العسكريين الغربيين بشأن مستقبل جدوى الدبابات الثقيلة في ساحات قتال يغلب عليها استخدام الطائرات المسيّرة، والحرب الإلكترونية، والضربات الدقيقة بعيدة المدى.
وأمام تصاعد الخسائر، أصدرت القيادة العسكرية الأوكرانية — بتوجيهات مستمرة من واشنطن بحسب التقارير — أوامر بسحب ما تبقى من دبابات M1A1 SA Abrams من خطوط الجبهة قبل عدة أشهر.
وأكد مسؤولان عسكريان أمريكيان كبيران في تصريحات صريحة لوكالة “أسوشيتد برس” أن دبابات “أبرامز” “لا تستطيع العمل على ساحة المعركة دون أن يتم رصدها واستهدافها بلا رحمة من قِبل الطائرات الروسية المسيّرة”، مما يسلط الضوء على هشاشة حتى أكثر المنصات تقدمًا أمام تهديدات جوية واسعة ومنظمة.

Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-26 09:23:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت |اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.