زيلينسكي: تم استخدام 117 طائرة مسيرة في عملية “شبكة العنكبوت” لتدمير 40 قاذفة استراتيجية روسية ثقيلة

وذكرت مصادر عسكرية أوكرانية أن هذه الطائرات المسيّرة تم تهريبها إلى داخل روسيا وهي غير مسلحة، ثم جرى تزويدها برؤوس حربية بعد دخولها الأراضي الروسية.

وأضاف جهاز الأمن الأوكراني أن التحضير لهذا الهجوم الجوي الضخم استغرق قرابة عام ونصف.

Спецоперацію «Павутина», в результаті якої СБУ вразила 41 літак стратегічної авіації рф, готували понад півтора роки

Як розповідають наші джерела, ця операція була надскладною з логістичної точки зору. СБУ спочатку переправила до росії fpv-дрони, а згодом – мобільні деревʼяні… pic.twitter.com/BwjsNkGTPM

— Ihor Lachenkov (@igorlachenkov) June 1, 2025

وتم تنفيذ الهجوم بهدف تعطيل قاذفات القنابل الروسية التي تُستخدم لإطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى، والتي كثّفت موسكو استخدامها مؤخراً ضد المدن الأوكرانية.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله إن الجيش الأوكراني استخدم 117 طائرة مسيرة لتنفيذ هذا الهجوم التسللي واسع النطاق في عمق “أرض الدب” تحت الاسم الرمزي “شبكة العنكبوت”.

وأوضح أن العملية أدت إلى تدمير ما لا يقل عن 34% من أسطول القاذفات الروسية الحاملة لصواريخ كروز الاستراتيجية.

وكانت مصادر في جهاز الأمن الأوكراني قد كشفت أن الهجوم بدأ صباح الأحد بإطلاق طائرات مسيرة كانت مخبأة في كبائن خشبية متنقلة على شاحنات، حيث كانت الأسطح تُفتح عن بُعد لإطلاق الطائرات نحو أهدافها.

وفي عدة منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأحد، هنّأ زيلينسكي رئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، على النتائج “العبقرية تماماً” للعملية.

وأضاف أن كل طائرة من الطائرات الـ117 التي شاركت في العملية كان لها طيار خاص بها، مشيراً إلى أن جهاز الأمن الأوكراني يعمل فعلياً من داخل الأراضي الروسية.

وقال زيلينسكي: “الأمر الأكثر إثارة للاهتمام، والذي يمكننا أن نقوله الآن علناً، هو أن مكتبنا العملياتي في الأراضي الروسية يقع بجوار مكتب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) في إحدى المناطق”.

ويقصد زيلينسكي بجهاز الـFSB جهاز الاستخبارات الروسي القوي.

وأكد زيلينسكي أن جميع العناصر الأوكرانية المشاركة في العملية تم إخراجهم من روسيا قبل بدء الهجوم.

وقدّر جهاز الأمن الأوكراني الأضرار التي لحقت بالطيران الاستراتيجي الروسي بنحو 7 مليارات دولار (5 مليارات جنيه إسترليني)، مضيفاً أنه سيقدم ا لاحقاً.

وقالت مصادر في الجهاز إن أربع قواعد جوية روسية استُهدفت، اثنتان منها تقعان على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الأوكرانية.

وكان من بين الطائرات الروسية المستهدفة قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية من طراز Tu-95 وTu-22M3، بالإضافة إلى طائرات إنذار مبكر من طراز A-50.

وأشارت المصادر إلى أن العملية كانت معقدة للغاية من الناحية اللوجستية.

وأوضحوا: “تم أولاً تهريب طائرات FPV إلى داخل روسيا، تلتها الكبائن الخشبية المتنقلة. وبمجرد دخولها الأراضي الروسية، تم إخفاء الطائرات تحت أسطح هذه الكبائن المثبتة على مركبات شحن”.

وأضافوا: “في اللحظة المناسبة، فُتحت الأسطح عن بُعد، وانطلقت الطائرات المسيرة نحو القاذفات الروسية”.

من جانبه، قال حاكم منطقة إيركوتسك، إيغور كوبزيف، إن الطائرة المسيّرة التي استهدفت قاعدة بيلايا العسكرية في منطقة سريدني بسيبيريا أُطلقت من شاحنة.

ونشر كوبزيف عبر تليغرام أن موقع الإطلاق تم تأمينه، ولا يوجد تهديد على حياة المدنيين.

كما أفادت وسائل إعلام روسية بأن هجوماً آخر بدأ أيضاً بإطلاق طائرة مسيرة من شاحنة، ونقل أحد السكان أنه شاهد طائرة مسيرة تنطلق من شاحنة “كاماز” بالقرب من محطة وقود.

وأفادت وسائل إعلام روسية كذلك بوقوع هجمات في منطقة مورمانسك، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية كانت تعمل وتمكنت من صد الهجمات، وفقاً لما زُعم.

وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهر الأحد، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواعد جوية في خمس مناطق روسية تعرضت لهجمات.

وزعمت الوزارة أن جميع الهجمات تم صدها بنجاح في مناطق إيفانوفو، ريازان، وأمور، مع الإشارة إلى أن قاعدة آمور لم تُذكر من قبل مصادر جهاز الأمن الأوكراني.

وأضافت الوزارة أن جميع الحرائق الناتجة عن الهجمات تم إخمادها، ولم تقع خسائر بشرية، مؤكدة في الوقت ذاته أن عدداً من منفذي الهجوم تم القبض عليهم.

وقالت: “تم توقيف عدد من مرتكبي الهجوم الإرهابي”.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Back to Top