سيرتنا مع النصر والشهادة بلكي بيفهم مامون بيك

من الجنوب النازف دمًا، من أرض جبل عامل المعمّدة بدماء الشهداء، نكتب هذه الكلمات لا كترفٍ بل كضرورة، لا كبلاغةٍ للصالونات، بل كوجعٍ يقطر من التراب والدمع.
عبقالنصر… لا يُشمّ إلا في الجنوب
يكتبون في الصحف عن “عبق النصر” و”رائحة الورد المنبعثة من رماد الغدر”. كلام جميل، يذوب على الورق.
لكن هذا العبق لا يشمّه إلا من دفن أحبابه بيديه، من عاش تحت وابل الغارات، من مسح دموع أطفاله بتراب الأرض. أما من اعتاد الجلوس في السرايات، منشغلًا بـ”ستارلينك” والتقارير الواردة من السفارة الأميركية، فكيف له أن يتنفس هذا العبق؟
الجذور… حين تخلّت الدولة
عام 1978 اجتاح العدو الجنوب، فيما كانت الدولة في بيروت غارقة في حصصها ومناصبها. لم يكن أمام الناس إلّا أن يقاوموا بأجسادهم العارية.
وعندما تأسس الحزب في 1982، لم يكن خيارًا ترفيهيًا ولا “حزبًا موسميًا”، بل كان ضرورة وجودية، لأن الدولة انسحبت من معركة الكرامة. حينها قاوم الحزب، قدّم الشهداء، وأعاد إعمار ما دمّره العدو، فيما الحكومات لم تتقن سوى رفع “مذكرات احتجاج” باهتة.
2000… يوم ارتفع رأس لبنان
في أيار 2000، انسحب الاحتلال مذلولًا بفضل دم الشهداء وسواعد المقاومين. فجأة، تحوّل الجميع إلى وطنيين، يغنون للسيادة والتحرير. لكن الحقيقة تبقى: الجنوب حُرِّر بدم أبنائه، لا بمذكرات وزراء ولا بصالونات السياسيين.
الشهادة… فاتورة الكرامة
الشهداء عندنا ليسوا أرقامًا، بل إخوة وجيران وأبناء. هم الذين يدفعون فاتورة كرامة هذا الوطن كلّه، بينما آخرون يحسبون “الخسائر” بحسابات البنوك الدولية. الشرعية التي يتغنون بها هي شرعية التخلّي، شرعية المقايضة على دم الناس.
2025… الجنوب في الخنادق، والحكومة في الصالونات
اليوم، مع أكثر من أربعة آلاف غارة فوق رؤوسنا، الشهداء يتساقطون، والبيوت تُهدم. في المقابل، الحكومة مشغولة بتعليق تراخيص جمعية ثقافية لأنها أضاءت صخرة الروشة بصورة شهيد، أو بمساومة شركات أجنبية على تكنولوجيا الاتصالات. وكأن دماء الجنوب أقل شأنًا من “اتفاقية تقنية”.
الخلاصة… من يكتب التاريخ؟
نحن نعرفسيرتنا: من بدر إلى كربلاء، من النبطية إلى بنت جبيل. تاريخنا مكتوب بالدم لا بالحبر، بالكرامة لا بالبيانات الباردة.
الجنوب ليس غريبًا عن لبنان، بل هو قلبه النابض. أما من يزايد علينا بلبنانيتنا، فنقول له: نحن لبنان، نحن كرامته، نحن دمه الحي.
إمّا نصر يرفع رأس الوطن كلّه، وإمّا شهادة تصنع فجرًا جديدًا. أما “مامونبيك” ومن معه، فليظلوا مشغولين بصالوناتهم وصفقاتهم. نحن مشغولون بصناعة التاريخ.
رحم الله الشهداء… والمجد للجنوب المقاوم
شارل جبور: المكوّن السحري الذي يحوّل أي قضية إلى سلاح أولاً 🎭

موقع بتوقيت بيروت — منصتك لمتابعة أهم الأخبار العاجلة وال ات السياسية والاقتصادية من لبنان والعالم. نحن نغطي الأحداث لحظة بلحظة، لتبقى دائمًا في قلب الخبر.
اكتشاف بتوقيت بيروت | اخبار لبنان والعالم لحظة بلحظة
اشترك أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



