غواصة صينية من طراز "تايب 039A" (فئة يوان) تعمل بالديزل والكهرباء، وهي النموذج الذي تتفاوض مصر على شرائه بموجب اتفاقيات نقل التكنولوجيا. (مصدر الصورة: ويكيميديا)
beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "شراكة بحرية استراتيجية: مصر تتجه نحو توطين صناعة الغواصات بالتعاون مع الصين" بالتفصيل.
مصر تتجه نحو توطين صناعة الغواصات بالتعاون مع الصين
موقع الدفاع العربي – 9 يونيو 2025: أفاد تقرير صادر عن شبكة “تشاينا تايمز” الصينية بأن المحادثات الجارية بين مصر والصين بشأن الغواصات من طراز “تايب 039A” (المعروفة أيضاً باسم “يوان”) قد تجاوزت إطار التفاوض على الشراء فحسب، لتشمل إمكانية التصنيع المشترك ونقل تكنولوجيا بناء الغواصات إلى البحرية المصرية، في خطوة من شأنها أن تعزز القدرات الصناعية والعسكرية لمصر في المجال البحري.
وتشهد العلاقات العسكرية بين مصر والصين تحولًا استراتيجيًا لافتًا، تجاوز مرحلة الصفقات التقليدية إلى آفاق أوسع تشمل توطين الصناعات الدفاعية ونقل التكنولوجيا، في إطار توجه مصري لتعزيز استقلالية القرار العسكري وتوسيع هامش المناورة الجيوسياسية ضمن بيئة إقليمية شديدة التحوّل.
وتُعد غواصات Type 039A من أبرز المنصات البحرية الصينية غير النووية، وتتميز بتقنيات متقدمة في التخفي والقدرة على العمل لفترات طويلة تحت سطح البحر بفضل نظام الدفع المستقل عن الهواء (AIP). كما أنها مزودة بمنظومات تسليح تشمل صواريخ هجومية بعيدة المدى، إلى جانب قدرات متقدمة في مجالات الاستخبارات والمراقبة البحرية.
ويرى محللون أن هذا التعاون البحري يحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز الجانب العسكري، إذ يعكس توجّهًا مصريًا واضحًا لتنويع مصادر التسليح وتقليص الاعتماد على الولايات المتحدة، التي باتت تربط تصدير بعض الأنظمة المتقدمة بشروط سياسية وتكنولوجية مشددة، خصوصًا في ما يتعلق بالتكنولوجيا الحساسة.
وفي هذا السياق، صرّح اللواء محمد عبد الواحد، مستشار الأمن القومي المصري، في مقابلة تلفزيونية، بأن سياسة مصر في تنويع مصادر السلاح تعود إلى عقود، مشيرًا إلى أن التعاون العسكري مع الصين ليس مستحدثًا، بل يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما امتلكت مصر غواصات صينية من طراز “روميو” المعدّل.
وأوضح عبد الواحد أن التوجّه نحو الصين لا يقتصر على الجدوى التكنولوجية فحسب، بل يتأسس أيضًا على اعتبارات اقتصادية وسياسية. فالغواصات الصينية تُعد خيارًا مناسبًا من حيث الكلفة والكفاءة، في ظل تسهيلات تمويلية صينية وغياب الشروط السياسية، على عكس التكنولوجيا الغربية التي تخضع في الغالب لقيود صارمة وتدخلات خارجية، منها ما هو مرتبط بإسرائيل.
وتأتي هذه الخطوة في سياق سعي القاهرة لتعزيز توازن الردع الإقليمي، والحؤول دون أي اختلال استراتيجي في مواجهة قوى إقليمية متقدمة تقنيًا مثل إسرائيل. فمع تصاعد التوترات واحتمالات التصعيد في الشرق الأوسط، يبدو أن مصر تعمل على بناء منظومة ردع بحرية متطورة تعزز حضورها في شرق المتوسط والبحر الأحمر.
ويبقى السؤال الأهم: هل ترسل مصر من خلال هذا التعاون المتنامي مع الصين رسالة غير مباشرة إلى واشنطن مفادها أن خياراتها الدفاعية أصبحت أكثر تنوعًا واستقلالًا؟ أم أن ما يحدث هو تعبير عن براغماتية استراتيجية تتماشى مع عالم تتزايد فيه التعددية القطبية والتعقيد الجيوسياسي؟
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
Twitter
GOOGLE NEWS
tiktok
Facebook
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-06-09 14:22:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل