اخبار لبنان

شو منلبس  

شو منلبس …. ..

كتب الدكتور رياض نجم 

 

تحية الى روح كمال جنبلاط وجورج حاوي وسمير قصير ورفيق الحريري وآخرين على درب سيادة لبنان واستقلاله من الاحتلالات أثناء الانتخابات النيابية في العام 1968 تم فصلي كأستاذ تابع لوزارة التربية الى بلدة طير دبا في قضاء صور قلم النساء.

في ذلك اليوم حضرت مندوبات للمرشحين في حينه كانوا كاظم الخليل ومحمد صفي الدين وعلي الخليل وجعفر صفي الدين ورفيق شاهين على ما اذكر. 

المندوبات انقسموا الى قسمين مندوبة قادمة من بيروت ميني جيب

ومندوبة محلية لبس ملون وماكياج جميل جميعهن كن بشكل عام متحررات لم أجد بينهن أي مندوبة متشحة بالسواد .

في ذلك العام كانت الاحزاب العلمانية والقوميه والاشتراكية والشيوعية

تنتشر في الجنوب في ذلك العام ايضاً عقد الحزب الشيوعي مؤتمره الثاني وأقر وثائق تاريخية عدلت موقفه من القضية الفلسطيني والقضية القومية. 

ساعد ذلك الحزب الشيوعي على توسيع صفوفه خاصة في المناطق الريفية والمدينية الفقيرة عبر الشباب مما ساعد على قيادته للقضايا المطلبية ، فكانت منطقة الجنوب الفقيرة والضواحي في المدن الكبرى حيث تكون حزام البؤس الذي شكل التربة الجيدة لانتشار افكاره المطلبية والتقدمية.

 وقد ساعد ازدياد عدد المدارس الرسمية في جميع المناطق اللبنانية بفضل السياسة الشهابية الى خلق جيل متعلم ساعد على نشر الوعي وخلق قوة اجتماعية لها تأثيرها .

 وقد لمسنا قوة الحزب التي اصبحت مؤثرة على الساحة اللبنانية أثناء الاحتفالات التي اقامها الحزب بالذكرى الخمسين على تأسيسه في العام 1974

حيث شارك في هذه الاحتفالات جماهير غفيرة وظهر الحزب كقوة اجتماعية واسعة التأثير

في صفوف العمال والفلاحين والطلاب والنساء وبرز كقوة وطنية حوارية تسعى

الى التغيير الديمقراطي عبر النضالات المطلبية وانعكس ذلك بسياسة التحالفات الوطنية وبدعم القضايا القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية 

إلا أن جنوح بعض القوى المسيطرة على قيادة الحزب للعمل العسكري بحجة الدفاع عن الجنوب مهد الى تأسيس تنظيماً عسكرياً تحت أسم الحرس الشعبي

وذلك في بداية السبعينات ترافق ذلك بعد توقيع السلطة اللبنانية

اتفاقية القاهرة المشؤومة في العام 1969 التي سمحت للمقاومة الفلسطينية ممارسة نشاطها العسكري على

الجنوب مهد الى تأسيس تنظيماً عسكرياً تحت اسم الحرس الشعبي

وذلك في بداية السبعينات ترافق ذلك بعد توقيع السلطة اللبنانية

اتفاقية القاهرة المشؤومة في العام 1969 التي سمحت للمقاومة الفلسطينية

ممارسة نشاطها العسكري على الأراضي اللبنانية وهذه خطيئة كبرى ارتكبتها المارونية السياسية .

 هذه الاحداث حولت لبنان من بلد شبه محايد مزدهر إلى جبهة عسكرية مشتعلة

مع العدو الصهيوني مما خلق احتقاناً وتوتراً بين اللبنانيين اللذين انقسموا فيما بينهم منهم من أيدا منظمة التحرير ومنهم من اعتبرها احتلالاً .

 تم استغلال هذه الخلافات من قبل منظمة التحرير والنظام السوري في حين اعتبرت الحركة الوطنية بزعامة كمال جنبلاط انه هنالك ثمة فرصة لتغيير النظام الطائفي وتطبيق البرنامج المرحلي للحركة الوطنية بإقامة حكم وطني ديمقراطي بالإستناد الى القوة العسكرية

والى التحالف مع النظام السوري ومنظمة التحرير وهذه غلطة كبرى دفعت ثمنها القوى التقدمية والعلمانية في لبنان الى يومنا هذا وكان من نتيجتها تدمير لبنان،

بعد أن شجع هنري كسنجر حافظ الاسد على الدخول بجيشه الى لبنان بناء

على طلب القيادات المسيحية المارونية وكان من نتيجة

هذا الاحتلال السوري اغتيال شخصيات وطنية فاعلة على

راسها الزعيم الوطني كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد وشخصيات وطنية عديدة اخرى وقد سعى النظام السوري وامام اتساع نفوذ الحزب الشيوعي

في الجنوب الى خلق قوة منافسة مذهبية لتقف بوجه الشيوعيين وتكون موالية لهذا لنظام ،

فتم تأسيس حركة امل بشعاراتها المذهبية لتقوم بالسيطرة على منطقة الجنوب والضاحية

ولتقضي على الفكر التجديدي العلماني في هذه المناطق.

 وفي العام 1982 قامت اسرائيل بعملية عسكرية احتلت بها اراضي لبنانية من أجل انهاء منظمة التحرير الفلسطنينية التي كانت متخذة من لبنان مقراً لقواعدها العسكرية التي تشن عبرها هجوماً على العدو الصهيوني

من اجل ذلك شنت اسرائيل حرباً احتلت بموجبها جنوب لبنان ووصلت الى احتلال العاصمة بيروت .

 في هذه الفترة قرر الحزب الشيوعي وحليفته منظمة العمل مقاومة الاحتلال الصهيوني مؤسيسين جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ( جمول)

التي نفذت مئات العمليات ضد العدو مكبدة اياه خسائر بالمعدات

والأرواح مجبرة اياه على التراجع الى الشريط الحدودي.

هذه المكتسبات ازعجت القوى الظلامية خاصة بعد أن قام النظام الإيراني بإنشاء حزباً مذهبياً شيعياً تابعاً له بالإضافة الى حركة امل .

 ورغم الصراعات التي قامت بين هذين التنظيمين الشيعيين  في الجنوب والبقاع والضاحية

إلا انهما اتفقا على تصفية نفوذ الحزب الشيوعي

في المناطق الشيعية  منزعجين من نفوذ جبهة المقاومة الوطنية

التي تكيل للعدو الصهيوني الضربات

 ورغم الصراعات التي قامت بين هذين التنظيمين الشيعيين في الجنوب والبقاع والضاحية

إلا انهما اتفقا على تصفية نفوذ الحزب الشيوعي  في المناطق الشيعية منزعجين من نفوذ جبهة المقاومة الوطنية

التي تكيل للعدو الصهيوني الضربات فكان القرار السوري الايراني

بتصفية جبهة المقاومة الوطنية والحزب الشيوعي في مناطق الجنوب والضاحية،

فتم اغتيال العشرات من المقاوميين وتهجير مئات العائلات الشيوعية من مناطق الجنوب والضاحية الى مناطق أكثر أماناً

بعد أن بدأوا يتعرضوا للتصفيات الجسدية فأصبحت بلدة الرميلة المسيحية

على أطراف الجنوب هي المنطقة التي كانت امنة لهؤلاء المناضليين المقاوميين.

مسرحية شو منلبس تحكي عن هذا الجزء من حياة الشيوعيين المقاوميين.

مأساة الجنوبيين اليوم هي سيطرت القوى الظلامية عليهم مما اخرجهم من روح العصر.

تحية تقدير واحترام الى يحيى جابر وأنجو ريحان الذين جسدوا تلك المرحلة بصدق واخلاص.

 

 

ظهرت المقالة شو منلبس   أولاً على pravda tv.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2024-04-22 12:19:13
الكاتب:ogne69

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading