طائرة مقاتلة صينية من طراز J-10C تحمل “علامات قتل” لست طائرات هندية أسقطتها طائرة J-10C باكستانية

وتُشير جميع العلامات الظاهرة على جسم مقاتلة J-10C الصينية إلى إسقاط خمس مقاتلات هندية وطائرة مسيّرة واحدة، يُعتقد أنها أُسقطت فعليًا بواسطة مقاتلة J-10C تابعة لسلاح الجو الباكستاني، وذلك قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسلام آباد ونيودلهي.

وفي تطور جديد، أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن سلاح الجو الباكستاني نجح أيضًا في إسقاط طائرة هندية سادسة من طراز “ميراج 2000″، في منطقة بامبور شرق سريناغار، ليل السادس إلى السابع من مايو الجاري.

ورغم تصاعد الأدلة التي يصعب دحضها، تواصل السلطات الهندية، العسكرية والحكومية، إنكار خسارتها لخمس (والآن ست) مقاتلات، بما في ذلك ثلاث طائرات “رافال” فرنسية الصنع تُعد من أحدث ما تمتلكه الهند.

وعند سؤاله عن مصير مقاتلات “رافال” الثلاث، اكتفى المارشال الجوي الهندي “إيه كيه بهارتي” بالقول: “نحن في حالة حرب، والخسائر جزء من المعركة”، دون تقديم أي توضيحات إضافية. وقد اعتبر عدد من المراقبين العسكريين أن هذا الرد يُعد بمثابة إقرار غير مباشر بالخسائر.

وتُشير التقارير إلى أن معظم هذه الأهداف الجوية الهندية تم إسقاطها بواسطة صاروخ PL-15 جو-جو بعيد المدى، من إنتاج الصين، والذي تستخدمه مقاتلات J-10C الباكستانية.

يتميز الصاروخ PL-15 بسرعة تفوق 4 ماخ، ويستخدم باحثًا يعمل برادار AESA، وهو مصمم للقتال خلف مدى الرؤية (BVR)، مما يمنح المقاتلات الصينية ميزة استراتيجية في الاشتباكات الجوية.

وقد تم تطوير PL-15 بواسطة أكاديمية الصواريخ الجوية الصينية (CAMA)، التابعة لمؤسسة صناعة الطيران الصينية (AVIC).

أما مقاتلة J-10C نفسها، والمعروفة باسم “التنين القوي” (Vigorous Dragon)، فهي تُعد العمود الفقري للقوة الجوية في جيش التحرير الشعبي الصيني (PLAAF)، ويُعتقد أن عددها يتجاوز 300 طائرة في مطلع عام 2025، ما يجعلها من أكثر المقاتلات استخدامًا في سلاح الجو الصيني.

وتنتمي J-10C إلى الجيل 4.5 من المقاتلات متعددة المهام، وهي مصممة للقيام بمهام جو-جو وجو-أرض بكفاءة عالية.

وهي مزودة برادار نشط ممسوح إلكترونيًا (AESA)، إلى جانب أنظمة حرب إلكترونية متقدمة، ومحركات WS-10B محلية الصنع، مما يعزز من أدائها وموثوقيتها.

تتمركز مقاتلات J-10C التابعة لسلاح الجو في جيش التحرير الشعبي الصيني (PLAAF) في عدة قواعد جوية استراتيجية في مختلف أنحاء البلاد، ما يعكس الدور الحيوي الذي تؤديه هذه الطائرة في الدفاع الجوي الصيني. وفي الهيكل الاستراتيجي لسلاح الجو الصيني، تنتشر مقاتلات J-10C في قواعد جوية رئيسية تخضع لقيادات إقليمية مختلفة، بما يتماشى مع الاحتياجات العملياتية ومتطلبات الدفاع الجوي في كل منطقة.

تُشغّل مقاتلات J-10C من قبل اللواء الجوي الخامس والعشرين المتمركز في قاعدة “شانتو ويشا” الجوية بمقاطعة غوانغدونغ، تحت القيادة الشرقية، وتؤدي هذه الطائرات دورًا رئيسيًا في السيطرة على المجال الجوي حول مضيق تايوان وساحل الصين الجنوبي الشرقي، وهي المنطقة الأكثر حساسية في سياق التوترات الإقليمية مع تايوان والدعم العسكري الأمريكي لها.

أما في القيادة الجنوبية، فتُشغّل مقاتلات J-10C من قبل لواءين رئيسيين في منطقة العمليات القريبة من بحر الصين الجنوبي وجنوب شرق آسيا. اللواء الجوي رقم 124 يتمركز في قاعدة “تيانيانغ” الجوية بمدينة بايسه في إقليم غوانغشي، ويتولى مهام مراقبة حدود الصين الجنوبية والدفاع عن المصالح البحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي. في الوقت نفسه، يعمل اللواء المحمول جوًا رقم 130 انطلاقًا من قاعدة “منغزي” الجوية في إقليم يونّان، وله دور استراتيجي في حماية الجنوب الغربي للبلاد ودعم العمليات المحتملة في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك توفير الدعم اللوجستي والتدريب المشترك مع الدول الصديقة.

في القيادة الغربية، تشغل مقاتلات J-10C من قبل اللواء الجوي الثامن عشر المتمركز في قاعدة “لينتاو” الجوية بمدينة دينغشي في إقليم غانسو، وتشمل منطقة مسؤولية هذا اللواء أجزاء واسعة من غرب الصين، بما في ذلك التبت وشينجيانغ، وهي مناطق غالبًا ما تكون محورًا لعمليات مكافحة الإرهاب والتوترات الحدودية مع الهند.

أما في القيادة الشمالية، فيتولى اللواء الجوي الثاني المتمركز في قاعدة “تشييفينغ يولونغ” الجوية في منطقة منغوليا الداخلية مهمة مراقبة المجال الجوي على الحدود الشمالية، ودعم العمليات الجوية في شمال شرق الصين، بما في ذلك المناطق القريبة من الحدود مع روسيا وكوريا الشمالية.

من جهة أخرى، تسلم سلاح الجو الباكستاني مقاتلات J-10C الصينية الصنع في 4 مارس 2022، حيث وصلت أول ست طائرات إلى قاعدة “مينهاس” الجوية في “كامرا”، وتم إدخالها رسميًا في الخدمة ضمن القوات الجوية الباكستانية في 11 مارس 2022، ضمن السرب رقم 15 المعروف باسم “كوبرا”.

وتأتي هذه الصفقة في إطار مساعي باكستان لتعزيز قدراتها في الدفاع الجوي، خصوصًا كرد فعل على حصول الهند على مقاتلات رافال الفرنسية. وكانت باكستان قد أعلنت في ديسمبر 2021 عن نيتها شراء 25 طائرة J-10C، مع جدولة أولى عمليات التسليم قبل احتفالات يوم الجمهورية في 23 مارس 2022. ومنذ ذلك الحين، تسلمت باكستان المزيد من طائرات J-10C، وتشير تقارير إلى أن إسلام آباد تجري مفاوضات للحصول على ما يصل إلى 60 طائرة من هذا الطراز لتعزيز قدراتها الجوية الدفاعية.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Back to Top