علاقات عسكرية وثيقة بين الجيش المصري والصيني

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "علاقات عسكرية وثيقة بين الجيش المصري والصيني" بالتفصيل.
واختُتم البيان بالتأكيد على أن “التدريب يأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية ونظيرتها الصينية”.
من جهتها، أصدرت وزارة الدفاع الصينية بيانًا قالت فيه إن “التمرين هو أول تدريب مشترك بين القوات الجوية للبلدين، وله أهمية استراتيجية كبرى لتعزيز التعاون العملي والثقة المتبادلة والصداقة بين الجيشين”.
وذكرت قناة الصين المركزية (CCTV) يوم الأحد أن اليوم الأول من التمرين شهد نشر الصين لطائرات مقاتلة، وطائرات إنذار مبكر، وطائرات تزويد بالوقود في الجو، ومروحيات. كما أظهرت الصور التي نشرتها القناة طائرات صينية من طراز J-10C، وطائرة تزويد بالوقود YU-20، وطائرة J-10S مزدوجة المقعد، وطائرة إنذار مبكر KJ-500، في حين نشرت مصر مقاتلات ميغ-29إم/إم2 روسية الصنع.
ولضمان نشر فعال للقوات، استخدمت الصين وسيلة نقل مركبة تجمع بين النقل الجوي المباشر والعبور عبر عدة دول، لمسافة بلغت نحو 6000 كيلومتر، حيث وصلت جميع المعدات والأفراد إلى مصر بحلول 15 أبريل، وفقًا لما ذكرته CCTV.


وصرّح “وانغ يانان”، رئيس تحرير مجلة Aerospace Knowledge الصينية، لموقع Global Times، بأن طائرة YU-20 الصينية من المفترض أن تكون متوافقة مع المقاتلات المصرية ميغ-29، ما يفتح المجال نظريًا لتدريبات على التزود بالوقود جوًا. وأضاف أن الطرفين قد يتدربان أيضًا على المناورات الأساسية، والقتال المنسق، والتكتيكات الجوية، ويمكن للطيارين من كلا البلدين زيارة طائرات الطرف الآخر.
وأوضح أن تنفيذ الصين تدريبات مشتركة مع دول صديقة مثل مصر يُعد وسيلة روتينية لتعزيز الثقة والتعاون المتبادل، كما يُعد فرصة جيدة للقوات الجوية المصرية لتقييم المعدات الصينية المتطورة والنظر في إمكانية التعاقد عليها.
من جهته، قال اللواء هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن التمرين يأتي في إطار خطة القوات المسلحة المصرية لتعزيز التعاون العسكري مع الصين، مضيفًا أن “التدريب هو الأول من نوعه بين القوات الجوية للبلدين ويعتمد على تاريخ من التعاون العسكري المشترك”، مشيرًا إلى أن طائرات J-10C وY-20 الصينية شاركت في معرض مصر الدولي للطيران عام 2024.


وبيّن الحلبي أن للتمرين أهمية خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تواجه مصر، بما في ذلك التوترات في البحر الأحمر وصراع غزة، حيث تسعى مصر لتعزيز قدراتها العسكرية من خلال شراكات متنوعة.
وأوضح أن التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والصين، التي تم التحضير لها منذ فترة، تشمل حمولات تصل إلى 7 آلاف طن من التسليح على الطائرات المشاركة.
وأشار الحلبي إلى أن الصين لطالما أبدت رغبة في التعاون العسكري مع مصر، قائلًا: “الصين تدرك أن مصر قوة عسكرية كبرى في الشرق الأوسط والعالم العربي، وفي المقابل تدرك مصر القدرات العسكرية المتقدمة والتنافسية للصين، خصوصًا في مجال تكنولوجيا الطيران المقاتل”.
وأضاف: “الصين لا تختار سوى الدول ذات الكفاءة العالية للمشاركة في تدريباتها العسكرية”.
وقد ذكرت العديد من وسائل الإعلام الدولية أن مصر ربما تدرس مقاتلة J-10C الصينية كخيار محتمل لأسطولها الجوي، وهو ما قد يُعيد تشكيل التوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، أفادت “القناة 12″ الإسرائيلية هذا الأسبوع أن مصر والصين بدأتا تمرينًا عسكريًا واسع النطاق بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ما أثار قلق المسؤولين الأمنيين في إسرائيل بشأن ما وصفوه بـ”تزايد التسلح المصري في شبه جزيرة سيناء، خصوصًا بالقرب من الحدود مع إسرائيل”.
كما حذّر محللون أمنيون إسرائيليون من أن التمرين العسكري المصري-الصيني قد يُغيّر ديناميكيات القوة الإقليمية ويُقلّص من مرونة إسرائيل الاستراتيجية.
وتُظهر تقارير غربية أن القيود الأمريكية على تصدير الأسلحة المتقدمة وقطع الغيار قد عرقلت مرارًا طموحات مصر للحفاظ على تفوقها الجوي، لا سيما في منطقة تشغّل فيها دول مثل إسرائيل طائرات F-35 الشبحية.
وتعتمد القوات الجوية المصرية، وهي من أكبر القوات الجوية في الشرق الأوسط، على أسطول متنوع المصادر، يشمل مقاتلات F-16 أمريكية منذ ثمانينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى طائرات رافال الفرنسية، وميغ-29إم الروسية.


ويعكس هذا التنوع في التسلّح الحسابات الاستراتيجية للقاهرة، التي تسعى إلى تجنّب الاعتماد المفرط على مورد واحد، خاصة في ظل القيود السياسية التي تفرضها واشنطن.
وأشار الحلبي إلى أن إسرائيل تتابع عن كثب التدريبات العسكرية والمشتريات التسليحية التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية، مؤكدًا أن “مصر مهتمة دائمًا بتنويع مصادر تسليحها وتمتلك جيشًا عقلانيًا لا يسعى للاعتداء على أحد”.
وتُعتبر مقاتلات J-10C وطائرات الإنذار المبكر KJ-500 من أحدث ما أنتجته الصناعة الجوية الصينية، ويُعد نشرها في مصر بمثابة عرض لقدرات الصين العسكرية أمام المشترين المحتملين.
وفي تعليق له على التمرين، قال الجنرال الأمريكي السابق جوزيف فوتيل، القائد الأسبق للقيادة المركزية الأمريكية، لموقع War Zone، إن التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والصين “تُذكّر بأن شركاءنا لديهم خيارات أخرى”، مشيرًا إلى أن الصين تطرح نفسها كمورد عسكري موثوق وشريك استراتيجي.
وتتلقى مصر سنويًا 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية أمريكية، وقد رفضت في الأشهر الأخيرة مقترحات أمريكية باستيعاب نازحين فلسطينيين من غزة، مقدمةً بدلاً من ذلك خطة لإعادة تأهيل القطاع. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد ألمح قبل شهرين إلى أن استمرار تلقي مصر للمساعدات العسكرية الأمريكية ينبغي أن يكون مشروطًا بقبول خطة التوطين.
هذه القيود دفعت مصر للبحث عن بدائل، حيث برزت الصين كشريك موثوق ومستعد لتقديم أنظمة متقدمة دون شروط سياسية، خلافًا لما تمارسه الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة.
ويأتي تنامي التعاون العسكري بين مصر والصين متزامنًا مع تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ففي مايو 2024، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة الصينية بكين، حيث احتفل مع نظيره الصيني شي جين بينغ بالذكرى العاشرة لرفع مستوى العلاقات إلى “شراكة استراتيجية شاملة”. وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 11.9 مليار دولار في يناير 2022 إلى 15.7 مليار دولار في يناير 2024، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية في مصر 14 مليار دولار عام 2023، شملت مشاريع ضخمة مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.


Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-26 08:26:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت |اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.