على إسرائيل ان تستغل وضع سوريا لتثبيت مصالحها وتهجير اهالي غزة

إسرائيل اليوم 8/5/2025، مئير بن شبات: على إسرائيل ان تستغل وضع سوريا لتثبيت مصالحها وتهجير اهالي غزة
تقرير وكالة “رويترز” عن وجود قناة محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل بوساطة اتحاد الامارات امسك بالرئيس السوري احمد الشرع بالضبط في الوقت الذي هبط فيه في باريس للزيارة الرسمية الأولى التي يجريها في دولة أوروبية.
قائمة المواضيع التي أراد البحث فيها مع مضيفه، الرئيس عمانويل ماكرون تضمنت اعمار سوريا، التعاون الاقتصادي بين الدولتين في مجالات الطاقة والطيران، العلاقات مع لبنان ودول مجاورة أخرى، وكذا تحديات الامن للحكم السوري الجديد، ضمن أمور أخرى أيضا على خلفية النشاط العسكري لإسرائيل.
زيارة الرئيس السوري الى فرنسا بعد خمسة اشهر فقط من استيلائه بالقوة على الحكم تجسد السرعة التي تغير فيه الاسرة الدولة موقفها منه. الشرع، الذي قضى معظم حياته الراشدة في صفوف منظمات الجهاد، من مدرسة القاعدة لا يزال يحتل مكانا في قائمة الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة وعلى رأسه جائزة بمبلغ 10 مليون دولار.
ساعة الرمل النافدة حتى اللحظة التي يحظى بها باعتراف دولي واسع، تخفيض للعقوبات التي فرضت على سوريا في عهد نظام الأسد والدعم لاعمارها تعكس أيضا نافذة الفرص التي فتحت لتصميم واقع جديد من جانب من يسعى الى ذلك. في كل حال، ومن فوق كل تسوية تتبلور، يجب أن يحوم التحذير التنبؤي – “هل يغير النمر جلدته”.
المصلحة السورية
تقرير وكالة “رويترز” عن الاتصالات السرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة اتحاد الامارات لا ينبغي أن يفاجيء من يتابع سلوك الرئيس السوري. فقبل شهر نشر الصحافي البريطاني كريج ماري بان الشرع تعهد للحكومة البريطانية بتطبيع علاقات سوريا مع إسرائيل حتى نهاية السنة القادمة.
وحسب ذاك التقرير فان الرئيس السوري ابدى استعدادا لتسوية تتضمن إقامة علاقات دبلوماسية، حتى بدون ان يطرح انسحابا إسرائيليا في رأس مطالبه. المقابل الأساس الذي يتوقع ان يحصل عليه لقاء ذلك هو إزالة العقوبات ودعم مالي ذي مغزى من الغرب.
وحتى اللغة التي اتخذها الناطقون بلسان النظام السوري الجديد فاجأت باعتدالها النسبي. واضح ان النظام لا يريد أن يتورط في مغامرات عسكرية مع إسرائيل، على الأقل ليس في بداية طريقه.
ولكن النهج العام لإسرائيل تجاهه تميز، بحق كبير بالاشتباه وبالحذر. وذلك سواء في ضوء التخوف من ان الشرع يموه على مواقفه الحقيقية أم لدور اردوغان في سوريا الذي اخذت مواقفه تجاه إسرائيل بالتطرف.
اذا نجحت تركيا في تثبيت هيمنة في سوريا، فيمكنها أن توسع نفوذها الى اكثر من ذلك وسيكون من شأنها أن تجد نفسها في مواجهة، حتى وان لم تكن عسكرية في المدى الفوري، مع لاعبين اقليميين مثل إسرائيل، السعودية واتحاد الامارات. تهديد ذو مغزى على نحو خاص يحدق باستقرار الأردن في ضوء التعزيز التركي الذي يحصل عليه الاخوان المسلمون في المملكة الهاشمية من جانب جارتهم.
المصلحة الإسرائيلية
لقد فهم ترامب جيدا بان المفتاح لتحقيق الاستقرار في سوريا يوجد عمليا في ايدي إسرائيل وتركيا. تصريحه المسلي في هذا الموضوع في المؤتمر الصحفي الذي عقده الى جانب نتنياهو انطوى في داخله على فكر كامل. خطوات الوساطة من جانب اتحاد الامارات بمباركته، جاءت لتسوي توزيع النفوس في الساحة السورية بشكل يضمن المصالح الحيوية ليس فقط لتركيا وإسرائيل بل وأيضا مصالح باقي الدول التي قد تتأثر بذلك: الاردن، السعودية، اتحاد الامارات وحتى مصر. في نظره، ستكون لمثل هذه التسوية مساهمة إضافية باضعاف ايران وليس اقل أهمية من ذلك – في التقدم قدما برؤياه لشرق أوسط جديد.
النهج الذي يتعين على إسرائيل أن تبديه بالنسبة للخطوات مع سوريا يفترض به قبل كل شيء ان يعطي جوابا لمخاوفها. وعليه فلا مكان للأحاديث عن انسحابات، تقييد النشاط العسكري او الموافقة على وجود قدرات عسكرية تتحدى إسرائيل في الأراضي السورية وعن تحالفات واتفاقات عسكرية مع دول معادية لإسرائيل. على إسرائيل أن تتمسك بسياستها التي تقول اننا “سندافع بانفسنا عن مصالحنا”. وتنطبق الأمور أيضا على المناطق ذات الصلة في جنوب غرب سوريا. كما أن على إسرائيل أن تبقي على إجراءات واليات تضمن سلامة الدروز. على إسرائيل ان تطالب بان يطرد من سوريا ممثلو منظمات الإرهاب التي تعلم ضدها.
اذا ما بذلت على أي حال جهود عظيمة لاعمار سوريا وإعادة ملايين اللاجئين الذين غادروها في اعقاب الحرب الاهلية فسيكون ممكنا أن تدمج في ذلك أيضا حلول لسكان غزة المعنيين بالهجرة. مزايا سوريا في عصر الاعمار يمكنها ان تجعلها هدفا كذابا لذلك.
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-08 16:30:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO