الزيارة لم تكن لمجرد الاستطلاع، بل تعكس، بحسب رانك، “علاقة متينة مع المغرب” و”التزامًا مشتركًا بالابتكار والأمن والتقدم الاقتصادي”.
وفي المنطقة الصناعية بالدار البيضاء، قام الوفد — بتيسير من الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات — بجولة على عدد من الشركاء المحتملين، من بينهم TDM Maroc، وSABCA Maroc، وCollins Aerospace RFM، وExellia Maroc، وهي شركات تتصدر جهود المغرب في تطوير قدرات تصنيع متقدمة في مجالي الطيران والدفاع.
أما في الرباط، ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد عقد فريق رانك محادثات معمقة خلف أبواب مغلقة مع كبار المسؤولين، بهدف ترسيخ موقع المغرب كمحور أساسي في سلسلة التوريد العالمية لشركة “لوكهيد مارتن” — وهي علاقة بدأت عام 1974 مع تسليم أول طائرة نقل من طراز C-130H هيركوليس للقوات المسلحة الملكية.
مقاتلة إف-16 مغربية
تطورت هذه الشراكة بشكل لافت في الوقت الحاضر. إذ بات الطيارون المغاربة يشغلون مقاتلات F-16 Fighting Falcon من إنتاج “لوكهيد مارتن”، في حين تستخدم القوات المسلحة المغربية مروحيات “سيكورسكي”، وأنظمة رادار متقدمة، وتقنيات دفاع جوي متكاملة—كلها تحمل توقيع الشركة الأمريكية.
بالنسبة للمغرب، فإن الرهانات لا يمكن أن تكون أعلى. فقد استثمرت المملكة بشكل مكثف في بناء منظومة دفاعية مكتفية ذاتيًا، تنظر إليها كضرورة أمنية ومحرك اقتصادي في آن واحد.
وقبيل مغادرته، لم يترك جوزيف رانك مجالًا للشك بشأن نوايا الشركة، قائلاً:
“بينما نواصل تعميق تعاوننا، نهدف إلى تعزيز قدرات المغرب الدفاعية، وتوسيع الخبرات المحلية، والمساهمة في نمو صناعي طويل الأمد.”
وكانت “لوكهيد مارتن” قد أجرت زيارة سابقة في ديسمبر 2024 إلى أبرز المنشآت الصناعية الدفاعية في المغرب، في خطوة لتعزيز حضورها الذي يمتد لخمسة عقود.
ومع وجود استثمارات بمليارات الدولارات على المحك، تتجه الأنظار الآن نحو الخطوات العملية التي قد تلي هذه الزيارة رفيعة المستوى.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يتموضع فيه المغرب كمركز إقليمي لصناعة الدفاع، وقد بدأ بالفعل في جذب فاعلين دوليين مثل “تاتا سيستمز” الهندية، وشركة “بايكار” التركية لصناعة الطائرات المسيّرة، و”بلو بيرد آيرو سيستمز” الإسرائيلية، مما يُشكّل ما يسميه بعض المحللين “مثلث صناعة الدفاع في إفريقيا”.
يشمل التعاون الحالي بين المغرب وشركة لوكهيد مارتن تصنيع أجزاء مرتبطة بمقاتلات إف-16. هذا التعاون يتم من خلال شركات صناعية مغربية، مثل SABCA Maroc، التي تنشط في المنطقة الصناعية للنواصر بالقرب من الدار البيضاء. تقوم هذه الشركات بتصنيع وتجميع مكونات هيكلية للطائرة، مثل أجزاء من الأجنحة أو الهياكل الخلفية، في إطار سلاسل التوريد العالمية التي تعتمدها لوكهيد مارتن لتلبية الطلب على مقاتلات إف-16 حول العالم.
هذا التعاون يُعد خطوة عملية نحو إدماج المغرب في الصناعات الدفاعية الجوية، ويساهم في نقل التكنولوجيا وتأهيل الكفاءات المحلية، بما ينسجم مع رؤية المغرب لبناء قاعدة صناعية دفاعية مستدامة. مشاركة شركات مغربية في تصنيع مكونات لطائرة مثل إف-16، حتى وإن كانت غير حساسة تكنولوجياً، تعكس ثقة الشركاء الدوليين في قدرات المملكة التصنيعية وبيئتها الاستثمارية.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-03 15:41:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل