في ذكرى النكبة.. تتكرر النكبة ولكن..

beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "في ذكرى النكبة.. تتكرر النكبة ولكن.." بالتفصيل.
تاريخيا تم تحديد يوم الخامس عشر من أيار/ مايو من كل عام يوما “رمزيا” للنكبة التي كان ضحيتها تهجير نحو 957 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة منذ عام 1948، بعد ارتكاب أكثر من 70 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية بدعم من الاستعمار البريطاني، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني.
الحقائق عل الارض تشير الى أن النكبة لم تبدأ في عام 1948، العام الذي “وهب” الغرب الاستعماري أرض فلسطين للعصابات الصهيونية، بل عمليات اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه، تعود الى عام 1882 عندما تم زرع مغتصبة يهودية في ارض فلسطين أنشأتها حركة “أحباء صهيون”، فشكلت بذلك بداية انتشار الغدة السرطانية الصهيونية في فلسطين.
بعد ذلك جاءت الخطوة التالية المتمثلة بتأسيس المنظمة الصهيونية العالمية عام 1897، التي عقدت مؤتمرها الأول في مدينة بازل السويسرية، حيث جعل أولى أولوياته إقامة “وطن قومي لليهود” على أرض فلسطين.
الحركة الصهيونية استغلت الحربين العالميتين الأولى والثانية، لا سيما اتفاقية سايكس – بيكو في عام 1916. فتمكنت الحركة من انتزاع الوعد المشؤوم في عام 1917 من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور بإقامة الوطن القومي اليهودي المزعوم. كما تمكنت الحركة الصهيونية أن تستحصل بالتآمر مع الدول الاستعمارية عام 1947 على قرار الأمم المتحدة رقم 181، والذي نصّ على تقسيم فلسطين، كما خُطط له أيام عصبة الأمم، ليتبع ذلك الإعلان الرسمي عن قيام الكيان الغاصب بتاريخ 15/05/1948 الذي استولى حينها على 78% من أرض فلسطين، مرتكبا جريمة تهجير 85% من أهلها.
عندما نقول إن النكبة حدث لم يقع ثم مات، بل مازال حيا، فنحن نعي ما نقول، فاصحاب الأرض مازالوا يرفضون رفع الراية البيضاء، وقدوموا قوافل عديدة من الشهداء على مدى أكثر من 80 عاما ومازالوا. فكانت الانتفاضة الأولى في عام 1987، واستمرت حتى العام 1992، إذ لم تفلح عصابات الاحتلال في إيقافها على الرغم من استخدامها كل أساليب القمع بما فيها تكسير عظام الأطفال.
وفي عام 2000 انطلقت الانتفاضة الثانية واستمرت حتى عام 2005، وانتهت بإزالة 21 مغتصبة في غزة وتحريرها بالكامل من الاحتلال الصهيوني. الانتصار المدوي للشعب الفلسطيني اغاظ الصهاينة، فانتقموا بطريقتهم الوحشية من الفلسطينيين، عبر شن حروب عدة على قطاع غزة المحاصر، في اعوام 2008 و 2012 ، و 2014 ، و2019 ، و 2021. أسفرت عن خسائر انسانية ومادية فادحة بين المدنيين في غزة.
أمام كل هذا التوحش الصهيوني المدعوم والمدفوع من امريكا والغرب، الذي تزامن مع هرولة بعض الانظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ما كان أمام المحاصرين في غزة وفصائل المقاومة فيها وعلى راسها حماس والجهاد الاسلامي، من وسيلة لمنع حذف فلسطين من الخارطة وحذف الشعب الفلسطيني من الذاكرة، عبر التجويع والحصار والارهاب، سوى اطلاق عملية “طوفان الاقصى” في أكتوبر من عام 2023،
وهي العملية التي كشفت وبشكل لا لبس فيه ان الكيان الاسرائيلي ليس سوى “بيت عنكبوت”، لولا امريكا والغرب الذي هبوا لنجدته، عبر تسليحه ودعمه بكل اسباب القوة المادية والمالية والعسكرية والاعلامية والسياسية، بل وحتى بالمشاركة العملية المباشرة في العدوان على غزة والذي مازال مستمرا حتى اليوم، واسفر حتى الآن، عن استشهاد 52928، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى إصابة 119846 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وتدمير اكثر من 80 بالمائة من المباني من غزة، وتهجير مليوني مواطن فلسطيني.
مر على تهجير وتشريد ونزوح الفلسطينيين 77 عاما، ولكن في المقابل مر أيضا 77 عاما على رفض فلسطيني قاطع وحازم لتداعيات النكبة التي تحاول الصهيونية وأمريكا والغرب فرضه عليهم كواقع، وما “طوفان الاقصى” والملحمة التي يسطرها المقاومون وأهالي غزة منذ عام ونصف العام الا دليلا على ذلك، فاليوم يرى العالم وبشكل يومي وبالصوت والصورة، لا من خلال الكتب والوثائق التاريخية، الوحشية والسادية لأحفاد العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر في فلسطين قبل 77 عاما، وكان البعض يشكك بوحشيتها. فاليوم لم تفضح الصهيونية نفسها أمام العالم فحسب بل فضحت الغرب وأمريكا وشعارات الحضارة الغربية الخداعة، عن الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية.
في المقابل كشف طوفان الاقصى للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني، ورغم قلة الناصر، حيث انحسرت هذه النصرة بمحور المقاومة، أيران والعراق ولبنان واليمن، الذي قدم على طريق القدس ونصرة غزة أعظم الشهداء وفي مقدمتهم سيد شهداء المقاومة القائد السيد الشهيد حسن نصر الله.
إن التمسك الأسطوري للشعب الفلسطيني بأرضه فضح أيضا العديد من الانظمة العربية التي لم تقف متفرجة على المذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون بهدف اقتلاعهم من أرضهم فحسب، بل شاركت ايضا بطريقة او باخرى في هذه المجازر.
اليوم، تتكرر النكبة ولكن ليس هناك من يفكر بالهجرة وترك أرضه. اليوم تكرر النكبة ولكن الذي سيترك فلسطين هم المستوطنون الغرباء وليس اهل الارض. اليوم تتكرر النكبة، وتباد عوائل عن بكرة أبيها، الا أنها تدفن في أرض فلسطين، ولن تغادر.
وليس هناك من دليل على ما نقول أقوى من التقديرات السكانية التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والذي كشف عن ان هناك 15.2 مليون فلسطيني في العالم منتصف عام 2025، أكثر من نصفهم يقيمون خارج فلسطين التاريخية (7.8 مليون؛ منهم 6.5 مليون في الدول العربية)، فيما يقيم نحو 7.4 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية، في المقابل هناك أيضا نحو 7.4 مليون يهودي وفق تقديرات دائرة الإحصاء المركزية في الكيان الصهيوني، وبذلك يتساوى عدد الفلسطينيين والصهاينة في فلسطين التاريخية مع منتصف عام 2025، رغم كل القتل والتشريد والحصار والتجويع ضد الفلسطينيين، وفي مقابل كل الاغراءات التي تقدم بشذاذ الافاق وشحنهم الى ارض فلسطين، التي ستبقى عصية على التهويد.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-05-16 01:05:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>
