في زيارة ترامب، المفاوضات مع ايران وفي الصفقة الحوثية، إسرائيل خارج السور

هآرتس 7/5/2025، حاييم لفنسون: في زيارة ترامب، المفاوضات مع ايران وفي الصفقة الحوثية، إسرائيل خارج السور
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حصل امس على مفاجأة أخرى من مدرسة اجندة “أمريكا أولا”. حسب الرؤية التي تقول بأن ما لا يحدث في بث حي ومباشر وكأنه لم يحدث أبدا، فان الرئيس الأمريكي ترامب اعلن بأنه سيوقف الهجوم الأمريكي ضد الحوثيين مقابل تعهدهم بـ “عدم مهاجمة السفن” في البحر الأحمر. في الواقع يوجد لإسرائيل فائدة من عدم مهاجمة السفن، لأن الارساليات الى البلاد ارتفعت أسعارها كثيرا بسبب خوف السفن من العبور في قناة السويس. ولكن لا يجب أن يكون المرء خبير في شؤون الشرق الأوسط من اجل أن يلاحظ بأن هجمات الحوثيين الجوية على إسرائيل غابت من الاعلان الأمريكي.
في القدس تفاجأوا أمس من الاعلان الأمريكي، التراجع عن الهجوم بدون أن تشمل الصفقة اليمنية أيضا إسرائيل، بالتحديد في الوقت الذي تدفع فيه ثمنا اقتصاديا باهظا يتمثل في الغاء الرحلات الجوية الى المطار الدولي الوحيد فيها. المتحدث غير الرسمي باسم رئيس الحكومة، يعقوب بردوغو، أكد أمس في احاطة تم بثها في النشرة الرئيسية في القناة 14، على أن الاعلان وبحق فاجأ إسرائيل وأنه لم يتم تنسيقه معها. ترامب ظهر متلهف من اجل الإعلان عن إنجازات إزاء ضائقته في الجبهة الداخلية وأزمة الجمارك التي جلبها لنفسه. وحتى لو كان 99.9 في المئة من الامريكيين لا يعرفون مكان اليمن على الخارطة فانه يمكن بيعهم نجاح.
الآن إسرائيل بقيت لوحدها مع العلكة الحوثية التي التصقت بحذائها ولا تريد النزول، ولا يهم ما يحاولون فعله. ولكن هذا فقط تمهيد لما سيأتي، احداث الأسبوع القادم، عند الزيارة التاريخية لترامب في الشرق الأوسط ووصوله الى الدوحة وأبو ظبي والرياض. أي رئيس أمريكي لم يصل الى قطر منذ بوش الاب في 2003، ولم يتواجد أي رئيس امريكي في أبو ظبي منذ العام 2008. نتنياهو يدرك كم هو سيء أن يظهر بأن ترامب موجود في المنطقة ويذهب الى “دولة معادية” مثل قطر، التي لم تقرر بعد هل هي في جانب الحضارة أو في جانب برابرة حماس، ويقفز عن إسرائيل. في الفترة الأخيرة يبذل نتنياهو جهود كبيرة من اجل أن يهبط ترامب هنا، ليس فقط من اجل مقابلة رمزية تلمح بأن إسرائيل ما زالت ذات صلة. حتى أمس ترامب لا ينوي الوصول إلا اذا كانت هناك انعطافة سياسية حقيقية في المجال الغزي، التي تؤدي الى انعطافة في المجال السعودي.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع رئيس حكومة كندا، مارك كارني، اعلن ترامب بأنه قبل زيارته سيكون هناك اعلان دراماتيكي لا يعرف أي أحد طبيعته. أيضا في إسرائيل لا يوجد لأي أحد فكرة عما يريده. يجب التذكر بأن الامر يتعلق بمخادع في تعريفه، من النوع الذي يعلن أولا بأنه يبني البرج الجديد وبعد ذلك يذهب الى البلدية ويقول: “أنا بعت شقق للناس، أعطوني الرخصة”. في القدس يخافون من أن الامر يتعلق بتصريح حول تفاهمات أولية مع ايران قبل الاتفاق النووي، “الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط”. إسرائيل خائبة الأمل لأنها خارج المفاوضات مع ايران، لكن يبدو أن ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لا ينويان السماح لنتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بانهاكهما في تفاصيل صغيرة، ستطيل التوصل الى الاتفاق الى ما لا نهاية. من ناحية الإدارة الامريكية فان قوة ترامب تم توضيحها، والايرانيون لن يتجرأوا على اللعب معه والسعي الى الحصول على القنبلة من خلف ظهره.
مصر تضع على طاولة حماس اقتراح تلو الآخر، في هذه الاثناء بدون أي نجاح حقيقي. في قطر يجرون الاتصالات الخاصة بهم مع الأمريكيين، حيث التفاصيل الصغيرة فيها أنا لا اعرفها. الفكرة هي كاتالي: ترامب سيضع على الطاولة اقتراح مدعوم بدعم تحالف من دول النفط والغاز، السعودية واتحاد الامارات وقطر. الاقتراح يمكن أن يقدم حل لموضوع المخطوفين، وحل انساني لسكان غزة، واسس متفق عليها للمفاوضات من اجل انهاء الحرب، التي تشمل انسحاب إسرائيل وابعاد حماس عن الحكم.
هذا تكتيك معروف في دبلوماسية ترامب، الاظهار علنا الخلافات من خلال الاعتقاد بأن الرأي العام في الداخل سيهزم الزعيم الرافض. الاقتراح يمكن أن يكون “الاقتراح الأخير” الذي سيتم اقتراحه على حماس، الذي اذا لم توافق عليه فان الجيش الإسرائيلي سيدخل الى غزة بكل القوة، الى درجة أن لا يبقي أي بيت قائم. ديرمر يمكن أن يصل اليوم الى واشنطن لاجراء لقاءات حول هذا الامر في البيت الأبيض، على امل التوصل الى اتفاق متبلور، بدلا من فرض الخطة على نتنياهو بشكل مفاجيء في اللحظة الأخيرة.
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-07 16:06:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO