في ضوء خطوات نتنياهو، على الجمهور أن يبدل الصدمة بالافعال

هآرتس – عاموس هرئيل – 9/2/2025 في ضوء خطوات نتنياهو، على الجمهور أن يبدل الصدمة بالافعال
مشهد الرعب الذي عرضته حماس صباح يوم السبت في دير البلح حول تحرير المخطوفين الثلاثة، الهزيلين بدرجة مخيفة والمذعورين وتأثير فترة الاسر الطويلة واضحة بشكل جيد على وجوههم، اثارت ردود من الغضب والصدمة في اسرائيل. ولكن الى جانب الغضب من هذه المنظمة الارهابية التي اختطفت اوهيد بن عامي وايلي شرعابي من بيتيهما في كيبوتس بئيري واوري ليفي من حفلة “نوفا” في ريعيم، من المهم ترجمة هذه الصدمة الى خطوات عملية. اذا لم يمارس الجمهور في اسرائيل ضغط جديد على الحكومة للتقدم الى المرحلة الثانية في الصفقة وضمان تحرير الـ 76 مخطوف الذين بقوا في قطاع غزة (اكثر من نصفهم يبدو أنهم ليسوا على قيد الحياة) فان هؤلاء المخطوفين سيواصلون المعاناة تحت ظروف مشابهة، وربما حتى اصعب. يمكن التطلع ايضا الى اقوال واضحة لرؤساء جهاز الامن – رئيس الاركان ورئيس الشباك ورئيس الموساد ورئيس مركز الاسرى والمفقودين في الجيش الاسرائيلي – حتى لو كانت الحكومة تعمل بشكل حثيث على التخلص من معظمهم.
الحاجة الى اصبحت ملحة اكثر على خلفية خطوات بنيامين نتنياهو. فرئيس الحكومة الذي مدد تواجده في فندق فاخر في واشنطن حتى نهاية الاسبوع، حيث الى جانبه عائلة كبيرة ومبذرة، يبذل من هناك جهود غير قليلة لاعاقة الانتقال الى المرحلة القادمة. في البداية، تم تسريب من قبله بأنه يفضل تمديد المرحلة الاولى بواسطة نبضات اخرى في نفس المضمون، بسبب رغبته في تجنب الثمن السياسي الذي يكتنف المرحلة الثانية. ولكن حسب مصدر اسرائيلي تحدث مع مراسلة “هآرتس” ليزا روزوفسكي في واشنطن أمس فان نتنياهو ذهب خطوة ابعد، “اذا لم توافق حماس على وقف تواجدها في قطاع غزة” فان الاحتمالية هي استئناف الحرب أو تمديد المرحلة الاولى في الاتفاق”. واضاف المصدر بأن اسرائيل ستوافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا على حدود مصر ومن المنطقة العازلة على طول حدود القطاع فقط اذا وافقت حماس على ابعاد قادتها أو كل من له صلة بالمنظمة”.
معنى ذلك هو أن مصير المخطوفين واضح. فكل المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة في القطاع هم من الرجال وفي معظمهم يوجدون ضمن ما تعتبره حماس “سن الحرب”، أي ابناء الخمسين فما دون، ومن هم إما يخدمون بشكل نشط في الجيش الاسرائيلي أو يمكن نظريا أن يخدموا فيه في الاحتياط. معروف أن التعامل مع الرجال المخطوفين في القطاع كان في حالات كثيرة اصعب حتى من التنكيل النفسي والجسدي الذي مر على النساء. معظم من بقوا هناك يبدون بالتأكيد مثل الثلاثة الذين عادوا أمس الى البلاد وهم يعانون من الجوع.
ليس من الصعب تخمين وضع الذين بقوا في الانفاق، وما يمكن أن يحدث لهم اذا تم تأجيل المرحلة الثانية. المشهد المخيف للثلاثة ايضا وضع حملة اليمين من اجل اطلاق سراح ضابط الصف المعتقل من “أمان”، آري روزنفيلد (الذي اطلق سراحه بتأخير واضح ومبالغ فيه ووضع في الاقامة الجبرية في الاسبوع الماضي) في محل الاستهزاء، والادعاء الوقح بأن وضعه اكثر خطورة من وضع المخطوفين في القطاع.
توجد فجوة كبيرة بين القلق الكبير من جانب الجمهور على المخطوفين الذي يظهر في البث التلفزيوني وفي الردود في الشبكات الاجتماعية وبين اللامبالاة التي تبثها الحكومة. تحت مبرر الامتناع عن تدنيس يوم السبت فقط عدد قليل من الوزراء كلفوا انفسهم بعناء نشر ردود على عودة المخطوفين. من ناحيتهم كل القضية هل مشكلة جهاز الامن، الذي تابع رؤساءه من غرفة العمليات عملية تسلم المخطوفين. اللامبالاة من قبل وزراء واعضاء كنيست كثيرين في الائتلاف حول مصير المخطوفين يشبه الانغلاق الذي يتعاملون به تجاه مسؤوليتهم عن الفشل في المذبحة في 7 اكتوبر. خلافا لذلك فانه في قيادة الجيش الضباط الكبار يتألمون، ومعظمهم على حق، اعلنوا في السابق عن استقالاتهم.
الاساس هو حرف الانتباه
وزير الدفاع السابق يوآف غالنت الذي تمت اقالته من قبل نتنياهو في تشرين الثاني الماضي اكد في نهاية الاسبوع في مقابلة مع “اخبار 12” ومع “يديعوت اخرونوت” على ما نشر هنا في الوقت الحقيقي، وهو أن نتنياهو قام بشكل متعمد بتخريب عملية الدفع قدما بالمفاوضات في شهر أيار الماضي. هذا كان احباط متعمد استمر حتى نهاية شهر تموز (تخريب خطة جو بايدن بعد الموافقة عليها)، وحتى ايلول (التسريب لوسائل الاعلام الاجنبية التي استهدفت حرف الانتباه عن قتل المخطوفين الستة على يد حماس في رفح وخلق ازمة مصطنعة حول المطالبة بانسحاب اسرائيل من محور فيلادلفيا). من اقوال غالنت يتبين أنه في شهر أيار الماضي اهتموا في محيط رئيس الحكومة بابلاغ الوزير بتسلئيل سموتريتش عن الحد الادنى للمخطوفين الاحياء، الذين وافقت اسرائيل على اعادتهم. نشر العدد، 18 فقط، ساعد على تصلب حماس في مواقفها واثارة الامتعاض لدى الجمهور في البلاد وخلق تأخير متعمد للمفاوضات. نتيجة تأخير بلورة الصفقة حتى الشهر الماضي شكلت فقدان لحياة المخطوفين، بالاساس موت عشرات الجنود في الحرب في القطاع، التي كان يمكن وقفها.
لكن غالنت لم يعد منذ فترة يجلس في الطابق الـ 14 في وزارة الدفاع، وبدلا منه يجلس هناك الوزير يسرائيل كاتس، الذي يفعل ما يريده رئيس الحكومة. أمس وجه التطاول المناوب لغانتس تجاه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال شلومي بندر، الذي وصفته حاشية نتنياهو كمرشح للاقالة في اطار موجة التطهير المتواصلة. رئيس الاركان هرتسي هليفي صمم قبل نصف سنة على تعيين بندر كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية، رغم التحفظ على أداء لواء العمليات الذي ترأسه في 7 اكتوبر. ولكن نتنياهو وكاتس لا يهتمان بتفاصيل التحقيقات، بل بحرف الانتباه بشكل متواصل عن اخفاقات الحكومة، التي ايضا مشهد المخطوفين العائدين من القطاع يوفر لهم تذكار.
المبرر في هذه المرة كان تقرير عن اقوال بندر الذي حذر في الفترة الاخيرة في منتدى امني من أن الدفع قدما بخطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، تهجير الفلسطينيين من القطاع، يمكن أن يثير اعمال الشغب في منطقة الحرم وفي الضفة الغربية في بداية شهر رمضان. هذا تحذير مهني يرتبط بواجب رئيس شعبة الاستخبارات في اطار منصبه. ولكن كاتس أمر هليفي بتوبيخ بندر بذريعة أنه يحظر على الضباط “اصدار تصريحات ضد الخطة المهمة”. قبل بضعة ايام سئل كاتب في مقابلة مع رجال احتياط عن تجنيد الحريديين فـأجاب بأن هجوم 7 اكتوبر كان “حدث محدد” لا يمكن أن يتكرر، لذلك فمن الجدير عدم استغلاله. لا مناص من الاستنتاج بأن وزير الدفاع في دولة اسرائيل، في فترة حرب، ببساطة لا يفهم أي شيء في المجال المهم الذي تم اسناده اليه.
في هذه الاثناء يبدو كأن ترامب نفسه يفحص اذا كان عليه البدء في ابعاد نفسه عن الضجة المناوبة التي ثارت حول اقتراح الترانسفير. أمس قال الرئيس الامريكي “لا يجب الاسراع نحو الخطة بشأن غزة”. ربما من الافضل للدكتورة مريام ادلسون، المليارديرة المتبرعة المحببة عليه، أن تشرح له بأنه من ناحية المخطوفين الاسرائيليين فان كل الموضوع ملح جدا. في نفس الوقت يجدر بمكتب نتنياهو التخفيف قليلا صفحة الرسائل. مبعوثو المكتب الى الاستوديوهات اصبحوا يقارنون الخطة باعلان كورش، ويصفونها كحدث بحجم التوراة. هذا يمكن أن يظهر مضحك قليلا اذا تنازل ترامب عن الخطة قليلا، وعاد الى التركيز على حروبه ضد المتحولين جنسيا ونضاله على اعادة استخدام قشات البلاستيك.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-09 17:01:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>