عين على العدو

في كل مكان هم موجودون هناك، من منهم حظي بالوصول الى عيد ميلاده العشرين

هآرتس – حجاي العاد – 31/1/2025 في كل مكان هم موجودون هناك، من منهم حظي بالوصول الى عيد ميلاده العشرين

طريق إسرائيل يشق الطريق شمالا، من سفح جبل سفحوت الى شاطيء ايلات، الى قلب النقب. الصحراء كبيرة، والافق بالطبع، والقلب يتوسع. الكيلومترات تمر وهكذا يمكن أن تسافر لساعات بدون أن ترى أي انسان، فقط أشجار الكينيا واوراق الأشجار واشجار اللبلاب، وزوج من أشجار النخيل في وادي راحم.

إسرائيل في السنة والربع سنة الأخيرة منذ المذبحة في حالة حيرة. صحيح، تلاحقها الكراهية والانتقام، لكن قبل لحظة من ذلك وحتى السنوات القادمة هي محاطة بالحزن والأسى اللانهائيين. ما هي صلة الصحراء الواسعة وكل انهار الدماء التي سفكت هنا؟ يمكنك السفر لساعات وأن تشكر الله لأنك لا ترى أي أحد.

الملصقات تتم رؤيتها مرة تلو الأخرى، والقلب يتفطر. صورة على كل ملصق واقتباس صغير وتاريخين، الفجوة بينهما من حيث السنوات صغيرة جدا. من منهم أصلا حظي بالوصول الى عيد ميلاده العشرين. هذه الملصقات توجد في كل مكان: على البراميل وعلى اللافتات التي فيها شرح جيولوجي، وعلى قنوات المياه والمعالم البارزة. سافروا في هذا الطريق وستلقون الصحراء. اهربوا من كل شيء وستكونون في حيرة.

مثل  وسط الصحراء، أيضا هكذا الامر هنا، انهار الدماء كجزء من الحياة في هذا المكان. وهكذا أيضا الحزن والذاكرة.

شاب قبل التجند يسافر في مقاطع من الطريق لوحده. نحن لا نتحدث لأن الهدوء جميل في الصحراء، ومن يسافر وحده هو لا يفعل ذلك لاجراء محادثة. بعد ذلك نتحدث قليلا، بقدر يكفي كي نفهم كم نحن مختلفون. من يحرص على التوقف من اجل الاستراحة قبل الصعود، ومن يحرص على الاستراحة فقط بعد الصعود.

سألت اذا كان الوالدان قلقان – مع ذلك هو لوحده – أشار الى الهاتف المربوط بالاقمار الصناعية والذي صمما على أن يحمله. القلب اتسع على الفور عند الادراك بأن هذا ليس تكنولوجيا باردة، بل هو حب الآباء القلقين على الابن. هذا غطاء واقي يرافقه في طريقه ويحميه من كل شر. في نهاية المطاف هو لم يصل حتى الى العشرين من عمره بعد.

في الصباح، في مخيم المبيت، المتدربون من مدرسة عسكرية تمهيدية يلعبون وكأنهم في الجيش، لا يلتزمون بالمواعيد ويقرأون الأرقام التي توجد على الواح الحديد. جنون وكأنه طبيعي. شباب في نزهة في الصحراء، ما شأنكم في لعب دور الجيش؟ وهم ينشدون “نعم، نعم، من حلم في حينه في الصف عندما تعلمنا عن ظهر قلب ترديد “على اسوارك يا قدس، وضعت الحراس، سيأتي اليوم الذي سأكون فيه أحدهم”.

لا يمكنك أن لا تبكي، وحتى بعد ساعات عندما تجد ملصق لبن زوسمان ( 19/10/2001 – 3/12/2023) وترى الاقتباس القصير في الرسالة التي تركها: “يا قدس، وضعت الحراس، سيأتي يوم وأكون واحدا منهم”.

نسير في الصحراء ونعيش الحياة هنا بكامل الروعة. نسير في الصحراء ونشعر على جسدنا وفي أعماق قلبنا كم هي الحياة هنا هشة. لأنه لا يوجد خلاص من كل شر. الطريق طويلة ونحن نتذكر، لكن أيضا الطريق الأطول يمكن في نهاية المطاف أن تغرق في محيط من الدماء والحزن.

غزة اصغر بكثير، وعدد القتلى اكبر بكثير، وأنا لا أعرف اذا بقيت فيها حتى الآن طرق أصلا. رومي غونين، التي بقيت على قيد الحياة بشجاعة، خلافا لكل التوقعات، عادت بعد سنة وربع من الأسر في غزة. وقد كتبت بأنه “توجد حياة بعد الموت”. وعندما قفزت عائدة من القبر الى الحياة، فان دولة كاملة بكت ولم تعرف نفسها من شدة الدهشة والفرح. بصيص من الضوء، ربما يوجد لنا مع ذلك بصيص من الأمل.

انهار الدماء التي سفكت هنا في 7 أكتوبر 2023 ستشكل حياتنا لسنوات قادمة – حياة من حظوا بالاحتفال بعيد ميلادهم العشرين. الأرض مشبعة بالدماء، الندب في الجسم والروح ستلتئم ببطء، الحزن والذاكرة سيبقيان. المستقبل سيتشكل في ظل الفظائع الحالية، لكن كيف سيكون؟.

الكيلومترات تمر، ويمكننا السير هكذا لساعات.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-31 20:55:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى