قائد القوات الجوية المصرية يتفقد قدرات مقاتلة الجيل الخامس الصينية المتطورة J-35

من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لشركة “كاتيك” إلى أهمية الشراكة الإستراتيجية مع القوات الجوية المصرية، لافتاً إلى أن هذا التعاون يسهم في دعم القدرات القتالية وتعزيز تبادل الخبرات بين الطرفين على أسس علمية متقدمة، مع التركيز على الاستفادة القصوى من العنصر البشري والمنظومات التكنولوجية الحديثة.

كما أعرب سفير جمهورية الصين الشعبية لدى القاهرة، في كلمته خلال الحفل، عن تقديره للدور المحوري الذي تلعبه القوات المسلحة المصرية في المنطقة، مؤكداً حرص بلاده على توسيع مجالات التعاون مع مصر، استناداً إلى تاريخ طويل من الشراكة الإستراتيجية والثقة المتبادلة بين البلدين.

ويعكس هذا الاحتفال عمق العلاقات العسكرية بين مصر والصين، ويؤكد التزام الجانبين بمواصلة العمل المشترك لمواجهة التحديات وتحقيق مصالحهما المشتركة في مجالات الأمن والدفاع.

مصر تُبدي اهتماماً بمقاتلات J-35 الشبحية الصينية في خطوة قد تُحدث تحولاً في علاقاتها الدفاعية مع واشنطن

أفادت تقارير إعلامية أن مسؤولاً رفيعاً في سلاح الجو المصري أبدى اهتماماً ملحوظاً بمقاتلة J-35 الشبحية الصينية، خلال مناورات جوية مشتركة نُظمت مؤخراً في مصر، ما يشير إلى احتمال تغيّر في استراتيجية القاهرة لاقتناء الأسلحة، في وقت لطالما اعتُبرت فيه حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة في المنطقة.

وبحسب ما أورده “موقع الدفاع العربي” في وقت سابق، فقد سلّط الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، قائد القوات الجوية المصرية، الضوء على مقاتلة J-35 خلال مشاركته في أول تمرين جوي مشترك بين مصر والصين، والذي حمل اسم “نسور الحضارة 2025” وأُقيم في قاعدة وادي أبو ريش الجوية.

ووفقاً للتقارير، عبّر الفريق عبد الجواد عن رغبته في السفر إلى الصين لتفقد الطائرة عن قرب، وهو ما أثار تكهنات حول نية مصر تحديث قدراتها الجوية وتقليل اعتمادها الكبير على الولايات المتحدة في مجال التسلح المتقدم. وتُعدّ المقاتلة J-35، التي توصف بأنها نظير صيني لمقاتلة إف-35 الأمريكية، خياراً جذاباً متزايداً لدول الشرق الأوسط وجنوب آسيا، في ظل سعي بكين لتعزيز نفوذها في مناطق كانت تُعد تقليدياً ضمن دوائر النفوذ الغربي من خلال تقديم بدائل متقدمة بأسعار تنافسية.

من جانبه، أشار اللواء المتقاعد سيد غنيم، رئيس معهد شؤون الأمن والدفاع العالمي في أبوظبي، لمجلة نيوزويك إلى أن نموذجاً لمقاتلة J-35 قد عُرض هذا الشهر خلال احتفال مرور 45 عاماً على التعاون العسكري بين مصر والصين، ما اعتبره بمثابة رسالة رمزية لتحول محتمل في التوجه الاستراتيجي للقاهرة. وأضاف: “قد تهدف هذه الخطوة أيضاً إلى ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة لتكون أكثر مرونة في تلبية طلبات مصر للحصول على مقاتلات متطورة، خاصة في ظل تجاهل واشنطن لمخاوف مصر الأمنية خلال الحرب الأخيرة على غزة، وإصرارها على عدم استخدام أسلحتها من قبل أي طرف ضد حلفائها”.

⚡️ Chinese delegation in Cairo promoting 5th generation J-35 fighter jet to the Egyptian Air Force. pic.twitter.com/7rOW2aQgG3

— War Intel (@warintel4u) May 11, 2025

وذكرت المجلة الأمريكية أن جهود مصر لتحديث أسطولها من مقاتلات إف-16 تواجه عقبات مالية وشروطاً صارمة تفرضها دول الغرب الموردة للسلاح. وأشارت إلى أن باكستان، التي تواجه ظروفاً مشابهة، لجأت إلى شراء مقاتلات J-10C الصينية، والتي استخدمتها في مواجهات مع طائرات هندية، وقد شاركت هذه المقاتلات أيضاً في التمرين الجوي المشترك بين مصر والصين.

وفي تعليقه على احتمال اقتناء مصر لمقاتلة J-35، قال اللواء غنيم: “قد تُسهم هذه الصفقة في تقليص حصة السلاح الأمريكي داخل الترسانة المصرية، وهو تحول قد يُحدث تأثيراً في أسواق السلاح الإقليمية والدولية، نظراً لمكانة مصر كمرجعية هامة لدى دول عديدة في تقييم كفاءة نظم التسليح العالمية. وقد بدا ذلك جلياً في صفقة الرافال الفرنسية، وكذلك في انفتاح مصر على استيراد السلاح من كوريا الجنوبية وألمانيا، إضافة إلى شرائها مكونات عسكرية من مصادر متعددة”.

وفي سياق متصل، طرح مركز التحليل العسكري البلجيكي Army Recognition تساؤلات حول ما إذا كانت الصين مستعدة فعلاً لتصدير مقاتلة حساسة مثل J-35 إلى بلد كمصر. وأشار إلى أن “رغم أن الطائرة مخصصة رسمياً للأسواق الخارجية، فإن تصدير مقاتلة شبحية من الجيل الخامس إلى جيش مرتبط تقليدياً بالولايات المتحدة يُعد خطوة استراتيجية كبرى. وقد يُمثل ذلك بالنسبة لبكين فرصة لاختراق منطقة طالما خضعت للنفوذ الغربي، لكنه في المقابل ينطوي على مخاطر سياسية وتقنية، لا سيما في ظل اعتماد مصر على أنظمة تتوافق مع حلف الناتو”.

وفي تطور ذي صلة، ذكرت وسائل إعلام رسمية مصرية أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يُنتظر أن يزور مصر قريباً، في خطوة وصفها رئيس الوزراء المصري بأنها “محطة مفصلية” في مسار توطيد التعاون بين البلدين، رغم أن موعد الزيارة لم يُعلن رسمياً حتى الآن.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Back to Top