منظومة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية Cheongung-II (M-SAM2)
beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "قدرات العراق في الدفاع الجوي" بالتفصيل.
موقع الدفاع العربي – 14 يونيو 2025: قدرات العراق في الدفاع الجوي ما تزال محدودة وتُعاني من فجوات كبيرة على المستوى التقني والعملياتي. بعد العام 2003، تراجعت هذه القدرات بشكل حاد نتيجة تفكيك الجيش السابق وعدم امتلاك منظومة متكاملة للدفاع الجوي. ورغم محاولات التحديث، فإن الواقع الحالي يشير إلى اعتماد العراق على منظومات قصيرة المدى ومحدودة الفعالية مثل مدافع الشيلكا المطوّرة ومنظومات C-RAM الأميركية المستخدمة لحماية مناطق محددة كالسفارة الأميركية في بغداد. كما يمتلك العراق عدداً من منظومات الرصد والرادارات الحديثة مثل AN/TPS-77 الأميركية وبعض رادارات Giraffe السويدية، إلا أن التغطية لا تزال غير شاملة على المستوى الوطني.
لا يملك العراق أي منظومات دفاع جوي بعيدة المدى مثل باتريوت أو S-300، ولا يوجد حتى الآن ما يشير إلى تفعيل عقود لشراء أنظمة متقدمة من هذا النوع، رغم الحديث عن صفقات محتملة مع فرنسا تشمل رادارات ومنظومات مثل MICA VL، أو رغبة في التعاون مع كوريا الجنوبية وإيطاليا. حصل العراق على منظومات روسية من نوع Pantsir-S1 قصيرة المدى. وفي الوقت الراهن، يعتمد العراق على دفاعات متفرقة دون وجود شبكة قيادة وتحكم متكاملة، وهو ما يجعل العراق عرضة لاختراقات متكررة سواء من مسيّرات مجهولة أو عمليات جوية من دول مجاورة، دون قدرة على الردع أو الاعتراض الفعلي.
من الناحية السياسية، يتأثر ملف الدفاع الجوي العراقي بعدة عوامل أبرزها الانقسام في القرار السيادي بين الحكومة المركزية وبعض الفصائل المسلحة المتحالفة مع أطراف خارجية، إضافة إلى القيود التي تفرضها بعض الشراكات الأمنية، خاصة مع الولايات المتحدة، والتي لم تُفضِ حتى الآن إلى بناء قدرة دفاعية مستقلة ومتطورة. في المقابل، تُبدي بغداد رغبة معلنة في بناء مظلة جوية وطنية، وقد تكون السنوات المقبلة حاسمة في هذا الاتجاه إن توفرت الإرادة السياسية والموارد المالية اللازمة لتحديث البنية الدفاعية بشكل حقيقي.
وقال اللواء الركن هشام الدراجي في أكتوبر 2024 أن هناك “خلل واضح في التوازن بين القدرات العسكرية العراقية وتلك التي يمتلكها الكيان الصهيوني. فالمشكلة لا تقتصر على ضعف منظومة الدفاع الجوي فقط، بل تتعداها إلى ضعف شامل في بنية الجيش العراقي، سواء من حيث القدرات أو التجهيزات أو الإمكانيات. ليس لدينا قوة جوية فعّالة، ولا نمتلك منظومة صاروخية بعيدة المدى، والجيش يعاني من نقص كبير في عدة مجالات أساسية. ومنذ سقوط النظام وحتى اليوم، لم يُبنَ الجيش على أسس عسكرية سليمة أو وفق سياقات استراتيجية صحيحة، مما جعله جيشًا هشًّا.”
وأضاف اللواء أن “العراق لا يملك القدرة على مواجهة ترسانة عسكرية متقدمة كالتي يمتلكها الكيان الصهيوني، المدعوم من الولايات المتحدة ودول التحالف، والتي تفوق قدراتنا بكثير.”
أما عن التصدي للضربات الجوية والصاروخية والرد عليها بالمثل، قال: “لا نملك الوسائل أو القدرة اللازمة لذلك. وبالنسبة للفصائل، فهي لا ترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، لكن الإطار التنسيقي تبنّى – بشكل صائب – قرارًا باحتوائها وتجنب جرّ العراق إلى مواجهة عسكرية لا يمكن أن نكون الطرف المنتصر فيها.”
هل يمتلك العراق منظومة Cheongung-II (M-SAM2) الكورية الجنوبية؟
كما أفادت تقارير إعلامية بوجود مفاوضات جارية لتصدير نظام الدفاع الجوي الكوري Cheongung-II (M-SAM2) إلى العراق.
وأشارت تقارير في ماي 2024 إلى مناقشات بين العراق ووكالة الاستحواذ الدفاعي الكورية (DAPA) وشركة LIG Nex1 حول صفقة محتملة لتوريد نظام Cheongung-II. وتشير التقديرات إلى أن قيمة الصفقة قد تبلغ 3.5 تريليون وون كوري، أي ما يعادل نحو 2.5 مليار دولار. وأكدت الشركة الكورية أن النقاشات لا تزال مستمرة دون التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.
Cheongung-II، المعروف أيضًا باسم KM-SAM أو M-SAM2، هو نظام صواريخ أرض-جو متوسط المدى، طُوِّر من قبل وكالة التطوير الدفاعي الكورية بالتعاون مع شركتي Almaz-Antey وFakel الروسيتين، ويستند في تصميمه إلى تكنولوجيا الصاروخ الروسي 9M96 المستخدم في أنظمة S-350E وS-400. يتكون النظام من أربع إلى ست منصات إطلاق متنقلة، كل منها مزودة بثماني خلايا، إضافة إلى رادار متعدد المهام من نوع PESA يعمل بتردد X-band ومركز قيادة وتحكم لإدارة عمليات الإطلاق.
دخل أول نموذج محدث من النظام الخدمة لدى سلاح الجو الكوري الجنوبي في نوفمبر 2020، ويتميز صاروخ Block II بقدرته على التصدي بفعالية لكل من الطائرات والصواريخ الباليستية. كما يجري تجهيز نسخة بحرية من النظام للإطلاق العمودي من فرقاطات فئة Daegu عبر نظام K-VLS.
وقد جاء تطوير Cheongung-II ليحل محل بطاريات MIM-23 Hawk الأميركية القديمة في كوريا الجنوبية، ويُعرض الآن للتصدير. كانت الإمارات العربية المتحدة أول من تعاقد على شراء النظام في صفقة قُدرت بنحو 3.5 مليار دولار، كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن صفقة مماثلة بقيمة 3.2 مليار دولار.
تتراوح قدرات النظام التشغيلية بين نسختين: Block I بمدى يصل إلى 40 كيلومتر وارتفاع اعتراض يصل إلى 15 كيلومتر، وBlock II الذي يتمتع بمدى موسّع يصل إلى 50 كيلومتر وارتفاع يبلغ 20 كيلومتر. ويُعد توجّه العراق نحو هذا النظام خطوة لافتة في مسار تعزيز قدراته الدفاعية الجوية لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-06-14 21:24:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل
تابعنا على:
اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.